إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين في العراق.. ولا إشارة عن مصير المخطوفين الغربيين الخمسة

المستشارة الألمانية الجديدة تؤكد أن حكومتها «لن تخضع للابتزاز»

TT

عواصم ـ وكالات الأنباء: فيما أكدت السفارة الايرانية في بغداد امس الافراج عن الايرانيين الاربعة الذين كانوا قد اختطفوا شمال بغداد الاثنين الماضي، لم تظهر أية إشارة جديدة عن مصير خمسة غربيين خطفوا خلال الايام القليلة الماضية ايضا.

وقال مصدر مسؤول في السفارة الايرانية لوكالة الصحافة الفرنسية «تم إطلاق سراح الايرانيين الاربعة اليوم (امس) وقد تم نقلهم الى القنصلية الايرانية في مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) استعدادا لنقلهم لايران». ورفض المصدر اعطاء المزيد من التفاصيل عن كيفية اطلاق سراحهم.

وكان ستة زوار ايرانيين بينهم امرأتان اختطفوا يوم الاثنين بالقرب من بلدة بلد (70 كلم شمال بغداد) من قبل مسلحين مجهولين.

واطلق الخاطفون اول من امس سراح الايرانيتين بالاضافة الى مرشدتهم العراقية. ويتوجه الزوار الايرانيون عادة لزيارة ضريح الامام علي الهادي العسكري، عاشر ائمة الشيعة الاثني عشر، في مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد)، وضريح نجله محمد في بلد (70 كلم شمال بغداد).

وقال سائق الحافلة الصغيرة التي كانت تقل الرهائن الايرانيين الاربعة «ان عناصر يرتدون زي الشرطة العراقية كانوا في عداد الخاطفين».

وقال حميد هاشم، 39 عاما، الذي يرقد في مستشفى بلد (70 كلم شمال بغداد) جراء إصابته بجروح «تم إيقاف حافلتنا في احدى نقاط التفتيش بين بلدتي الضلوعية وبلد». وأضاف «قام رجال يرتدون زي الشرطة بالتحقيق مطولا مع الايرانيين حول هوياتهم واسباب وجودهم في العراق، ولاحظت ان احدهم كان يرسل هذه المعلومات عبر جهاز توكي ـ ووكي». وتابع «ثم تابعنا طريقنا، وبعد مسافة قليلة اعترضت سيارة مدنية طريقنا وترجل منها اربعة مدنيين مقنعين ومسلحان واثنان من العناصر الذين كانوا يرتدون زي الشرطة في نقطة التفتيش التي استوقفتنا سابقا».

وقال هاشم «حاولت الهرب لكن الخاطفين فتحوا علي النار مما ادى الى اصابتي بجروح». وأضاف «قام المسلحون بخطف الايرانيين الستة»، وأكد ان «الخاطفين كانوا يصيحون خلال عملية الخطف ان جميع الايرانيين ارهابيون».

وأشار السائق الى انه اذا رأى الرجال الذين كانوا بزي الشرطة مرة ثانية فباستطاعته التعرف عليهم، مشيرا الى ان احدهم «يملك شامة في خده الأيسر».

من ناحية اخرى، أكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امام مجلس النواب الالماني امس، ان ألمانيا «لن تخضع للابتزاز»؛ في إشارة الى خطف عالمة الآثار سوزان اوستوف الالمانية في العراق.

وقالت ميركل في أول خطاب لها حول السياسة العامة بعد أسبوع من توليها منصب المستشار، «هناك امر واضح، هذه الحكومة وهذا البرلمان لن يخضعا للارهاب». وأضافت «علينا ألا نتراخى في جهودنا لمكافحة الارهاب الدولي» الموجه ضد «ما هو قلب حضارتنا».

واكدت المستشارة الالمانية «من الواضح ايضا ان الحكومة الالمانية تستخدم كل الوسائل لضمان حماية سوزان اوستوف ومرافقها العراقي وإطلاق سراحهما».

من جانبه، اعتبر وزير الداخلية الالماني وولفغانغ شوبل، ان حادث الخطف هذا بمثابة تحذير لألمانيا. وقال في مقال نشرته صحيفة «دي فيلت» امس، ان عملية احتجاز الرهائن هذه «تظهر اننا ايضا في ألمانيا معرضون حقا لتهديد الارهاب الدولي».

وقال مصدر قريب من خلية الازمة التي يقودها سكرتير الدولة كلاوس شاريوت، ان السلطات الالمانية تجري حاليا اتصالات «على كل المستويات مع الجهات المعنية» في العراق لمتابعة قضية الاختطاف. وبالاضافة الى عالمة الآثار الألمانية تعرض أربعة اعضاء من منظمة دولية غير حكومية، هم كنديان وأميركي وبريطاني، الى الخطف في العراق.

وبثت قناة الجزيرة القطرية اول من امس شريط فيديو قصيرا ظهر فيه ما قالت انهم «اربعة رهائن غربيين» خطفتهم في العراق مجموعة غير معروفة، اتهمتهم، كما ذكرت الجزيرة، بأنهم «جواسيس» يعملون لحساب لندن وواشنطن.