شنت الولايات المتحدة هجوما مضادا على الانتقادات الأوروبية بخصوص طريقة تعاملها مع معتقلي حرب الارهاب. وكان الاتحاد الاوروبي قد طلب من الخارجية الاميركية تفسيرا لما افيد عن وجود سجون سرية في اوروبا تديرها وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) وعمليات نقل سرية للمشتبه فيهم عبر القارة الى دول أخرى للتحقيق معهم في اطار ما يعرف باسم سياسة «التسليم».
وفي اشارة الى الرد المرتقب من وزيرة الخارجية كوندويزا رايس على رسالة الاتحاد الاوروبي، قدم شون ماكورماك، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاميركية، أوضح دفاع للادارة عن سياسة التسليم منذ تكشف فضيحة السجون، وقال للصحافيين: «يمكن الافتراض اننا كحكومة نحترم سيادة اصدقائنا وحلفائنا. أنا أفهم ان من الناحية النظرية القانونية أن عملية التسليم من الممارسات المعترف بها في النظام العالمي».
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاميركية اول من امس ان الولايات المتحدة تعتقل 26 شخصا في الاقل بمواقع سرية في الخارج. وفي تقرير حول «المعتقلين الاشباح»، قالت هذه المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان هؤلاء متهمون بأعمال ارهابية ومعتقلون لمدد غير محددة وبدون اتهام وبدون وسائل اتصال مع الخارج وحتى امكانية الاتصال بمحام. وذكرت «هيومن رايتس ووتش» اسماءهم استنادا الى معلومات صحافية وتصريحات لمسؤولين اميركيين ومصادر اخرى، ومن بين هؤلاء خالد شيخ محمد، الذي اعتقل في باكستان في مارس (آذار) 2003 ويعتقد انه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 واليمني رمزي بن الشيبة الذي اعتقل في باكستان في سبتمبر 2002 ويشتبه في انه احد مدبري هجمات 11 سبتمبر وابو زبيدة الذي اعتقل في باكستان في مارس 2002 ويشتبه في انه احد كبار قياديي «القاعدة».
وقال جون ستيفن المسؤول عن عمليات البحث في المنظمة ان الرئيس الاميركي جورج بوش «يتحدث عن احالة الارهابيين الى القضاء لكن ايا من هؤلاء لم يلاحق فعليا». واضاف ان «حكومة بوش اثرت بشكل خطير في فرص ملاحقة المشبوهين قضائيا باعتقالهم بطريقة غير قانونية واخضاع بعضهم للتعذيب والمعاملة السيئة». واوضح تقرير المنظمة ان «مسؤولين في الحكومة الاميركية قالوا لصحافيين طالبوا عدم كشف هوياتهم ان بعض هؤلاء المعتقلين تعرضوا للتعذيب او لقوا معاملة سيئة جدا في السجون».
الى ذلك، افادت صحيفة «الغارديان» البريطانية امس أن اكثر من 300 رحلة طيران، استخدمتها وكالة (سي آي ايه)، مرت بأوروبا. واوضحت الصحيفة، استنادا الى معلومات سلطات الطيران المدني الاميركي، ان 26 طائرة استخدمت من قبل وكالة (سي.آي.ايه) في اوروبا. وحسب المصدر نفسه، تم تسجيل 96 رحلة في المانيا و80 في بريطانيا، ورحلة واحدة في فرنسا وواحدة في النمسا.