أكد مصدر بحريني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن قوات الأمن البحرينية لن تسمح بأي اخلال للأمن في بلاده «تحت أي ظرف من الظروف»، مؤكدا أن أحداث المواجهات التي تسببت في حرق سيارتين للأمن البحريني «ستواجه بيد من حديد»، موضحا أن أوامر صدرت لقوات الأمن بالتعامل بحزم مع أية محاولات بجر البلاد لمواجهات جديدة تزعزع الأمن الذي تنعم به البحرين.
ويأتي الموقف الحازم من الحكومة البحرينية في أعقاب تجدد مواجهات جديدة في وقت متأخر من مساء أمس الأول بين مجموعة من لجنة العاطلين عن العمل يقدر عددها بأقل من مائة متظاهر، وبين قوات الأمن إلى حرق سيارتي جيب شرطة في منطقة النعيم في قلب العاصمة المنامة.
وكانت الشرارة الأولى لتجمع هؤلاء المتظاهرين في الساعة السابعة والنصف مساء أمام جامع رأس الرمان، وبالمقابل رفضت قوات الأمن هذا التجمع باعتباره لم يأخذ الاجراءات الرسمية في السماح له، كما تنص قوانين وزارة الداخلية، إلا أن المتظاهرين رفضوا ذلك وأصروا على استكمال مسيرتهم ولكن قوات الأمن قابلت ذلك باطلاق غازات مسيلة للدموع لتفريق المظاهرة، وفيما توقع الجميع أن المظاهرة قد تم تفريقها وانتهت من دون أية مواجهات جديدة، عادت المواجهات من جديد حوالي الساعة التاسعة مساء وتسببت في حرق سيارتي جيب تابعتين لقوات الأمن.
من جهة أخرى، كان لافتا إصدار المجلس العلمائي (أعلى سلطة دينية شيعية في البحرين) بيانا ينفي فيه دعمه لمسيرة كان مقررا لها أن تخرج مساء أمس الخميس من قبل لجنة العاطلين عن العمل (تم الغاؤها والاستعاضة عنها بمسيرة اليوم الجمعة)، وأكد المجلس ردا على ما أثير من أن المجلس يدعم مثل هذه المسيرة، أن لديه «القنوات الخاصة في الإعلان عن برامجه وأنشطته».
من جهة ثانية، قال العقيد عيسى المسلم مدير عام مديرية شرطة محافظة العاصمة انه في? ?حوالي? ?الساعة الثامنة من مساء امس الأول ?قام حوالي? 70 ?فردا بمسيرة وذلك في? ?منطقة رأس رمان بمحافظة العاصمة، مضيفا أنه «نظرا لأن المسيرة كانت? ?غير قانونية وقامت بمنطقة سكنية مأهولة ومزدحمة وتسببت في? ?حدوث ازدحام وارباك مروري? ?وتعطيل مصالح المواطنين،? ?فقد طلبت الشرطة من المشاركين الانصراف والتفرق الا انهم لم? ?ينصاعوا رغم انذارهم وتحذيرهم مما دعا الى التعامل معهم وتفريقهم»،? واضاف العقيد المسلم ان الأمور في? ?المنطقة عادت إلى طبيعتها بعد ذلك. ووفقا لمسلم فإنه بعد ذلك «اثناء قيام سيارتين من دوريات الشرطة بالواجبات الأمنية المعتادة في? ?منطقة النعيم قامت مجموعة من الاشخاص بقذفهما بالحجارة والقاء قنابل المولوتوف مما ادى الى اشتعال النار بالسيارتين بهدف تعريض حياة رجال الأمن للخطر ثم لاذوا بالفرار» مشيرا الى انه «لم تحدث اصابات لأي? ?من افراد الشرطة»،? ?منوها الى انه تم اتخاذ الاجراءات الأمنية والقانونية اللازمة حيال الواقعة، كما تم اخطار النيابة العامة التي? ?تولت التحقيق?.? ووصف العقيد المسلم هذا الاعتداء بأنه من اعمال العنف الاجرامية التي? ?تهدف الى «بث الفزع والقاء الرعب في? ?نفوس الآمنين»، مشيرا الى ان هذا «الجرم المستنكر? ?يأتي? ?نتيجة حملة التحريض والاثارة والتصعيد التي? ?يشنها بعض المغرضين»،? ?مشددا على ان المحرضين والجناة لن? ?يفلتوا وان الشرطة سوف تلاحقهم بقوة القانون للوصول اليهم وكشفهم وتقديمهم للعدالة.