لندن تسلم «ممول» تفجيرات باريس رمضة لمحاكمته في فرنسا

الأصولي الجزائري خسر آخر جولة من معركة قضائية دامت 10 سنوات

TT

سلمت السلطات البريطانية نظيرتها الفرنسية امس الأصولي الجزائري رشيد رمضة المشتبه بتورطه في تمويل تفجيرات باريس عام 1995. فبعد معركة قضائية استمرت عشر سنوات، خسر رمضة، 35 سنة، آخر جولة قضائية في لندن للحيلولة دون تسليمه الى فرنسا التي تريد محاكمته بتهمة تورطه في اعتداءات مترو باريس.

وقبل وصوله الى فرنسا، اعلن وزير العدل الفرنسي باسكال كليما قائلاً: «كنت على اتصال قبل دقائق مع وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك» الذي ابلغني الخبر، و«رشيد رمضة حاليا في الطائرة».

ولجأ رمضة الملقب «أبو فارس» طيلة السنوات العشر الماضية الى كل الطعون الممكنة لتفادي تسليمه الى فرنسا. وتعود اول موافقة صادرة عن قاض بريطاني بتسليمه الى يونيو (حزيران) 1996. وبعد تفجيرات يوليو (تموز) الماضي في لندن، اتخذ وزير الداخلية البريطاني كلارك قراراً بتسليمه الى فرنسا، إلا ان المشتبه فيه استأنف القرار، وجادل محاموه بانه قد يتعرض الى سوء المعاملة في حال ترحيله، الا ان القضاء رفض تلك الحجج.

واعتبر رمضة الغائب الاكبر عن محاكمة ابرز مسؤولين عن اعتداءات 1995، الجزائريين بوعلام بن سعيد واسماعيل آيت علي بلقاسم، اللذين حكم عليهما بالسجن مدى الحياة في اكتوبر (تشرين الاول) 2002. وتعتبر السلطات القضائية الفرنسية، رمضة، المسؤول عن تمويل اعتداءات باريس، ووجهت له 23 اتهاما بشأن تمويل وتدبير شن التفجيرات التي وقعت بين اغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني) 1995، واسفرت عن ثمانية قتلى واكثر من 150 جريحاً.

ويعتبر رمضة من العقول المدبرة في التيار الاصولي الجزائري المتطرف ويشتبه في انه من كبار قادة «الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية في اوروبا. وصدرت في حقه اربع مذكرات توقيف فرنسية؛ إحداها بتهمة «الانتماء الى عصابة اجرامية ارهابية» والثلاث الاخرى لمشاركته في اعتداءات 1995. كما صدر في حقه حكم بالاعدام غيابيا في الجزائر عام 1993 في قضية الاعتداء الذي استهدف مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية وخلف تسعة قتلى و123 جريحا.

ويعتقد ان رمضة لجأ الى بريطانيا مطلع التسعينات، قبل ان يعتقل فيها، بناء على طلب فرنسي، مباشرة بعد وقوع تفجيرات باريس، وظلت قضيته لسنوات سبب توتر بين بريطانيا وفرنسا.

وحتى تسليمه امس، كان رمضة يعد أقدم معتقل بشبهة الارهاب في بريطانيا، وبقي طيلة هذه الفترة في شبه عزلة بسجن بلمارش شديد الحراسة بلندن.