مصادر إسبانية: الاتحاد الأوروبي يطلب من المغرب الكف عن المطالبة بسبتة ومليلية

بوادر أزمة صامتة بين الرباط ومدريد

TT

كشفت مصادر صحافية النقاب عن حدوث سجال سياسي، جرى في وقت سابق بين المغرب وإسبانيا في حظيرة الاتحاد الأوروبي ببروكسل، جراء تأكيد مندوب المغرب على الطابع المغربي لمدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما إسبانيا في شمال البلاد واللتين قفزتا إلى واجهة الأحداث السياسية إثر تفجر أزمة المهاجرين الأفارقة الذين حاولوا نهاية الصيف الماضي اقتحام المدينتين في طريقهم إلى «النعيم الأوروبي» على حد اعتقادهم.

وتعرضت وكالة «أوروبا برس» الإسبانية إلى موضع المدينتين في معرض إشارتها إلى موقف رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية الذي يتهم السلطات المغربية بأنها تعرقل إقامة السياج الثالث على مداخل مليلية، المكون من الأسلاك الشائكة والقطع المعدنية الحادة، والذي يبلغ علوه ستة أمتار، مما يصبح معه اختراقه أمرا بالغ الصعوبة. ويدعي حاكم المدينة أن المغاربة نصبوا خياما فوق الأراضي التي من المفروض أن يقام فوقها السياج الثالث، كموقف رفض.

وكان وزير الداخلية الإسباني قد أرجع التأخر الحاصل في إنجاز السياج إلى مصاعب تقنية عارضة، يتم التباحث بشأنها مع السلطات المغربية عبر القنوات الدبلوماسية، مستبعدا ان تتراجع الرباط عن التعاون مع مدريد بخصوص محاربة الهجرة السرية. وعاد وزير الخارجية الإسباني ميغل انخل موراتينوس، ليؤكد مجددا ما أدلى به زميله في الداخلية، مضيفا أن معالجة الموضوع جارية مع الجانب المغربي، لكن موراتينوس أكد بما لا يدع مجالا للشك أن سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من التراب الإسباني، وأنه نبه المسؤولين المغاربة إلى ذلك، مثلما نبه الاتحاد الأوروبي الذي قام بدوره بإخطار المغاربة وبسرعة على لسان الرئاسة الدورية الحالية لبريطانيا، التي أفهمت الجانب المغربي بأن الاتحاد الأوروبي لا يشاطره نفس الآراء بخصوص سبتة ومليلية.

ولم تعلق السلطات المغربية على الأزمة الصامتة التي يبدو أنها نشبت بينها وبين جارتها إسبانيا، خاصة أن الأمر يتعلق بقضية شائكة ومعقدة، تتعامل معها الحكومة الاشتراكية الحالية بنفس المنطق الذي ورثته عن سابقاتها. كما يبدو أن المغرب انتبه إلى أن الإفراط في حسن النية والاستجابة لكل ما يطلبه الجار الإسباني المتضرر من الهجرة، إنما يتم كل ذلك على حساب مطالبه المشروعة في استعادة حقه التاريخي، دون أن يأبه بالمنطق الاستعماري الذي يعبر عنه رئيس حكومة مليلية وآخرون مثله من أن إسبانيا ضمت سبتة ومليلية إلى أراضيها قبل أن توجد الدولة المغربية الحالية على الرغم من تعاقب عدة أسر على حكم المغرب.