مسلحون يشنون هجوما في الرمادي ويسيطرون على بعض شوارعها

«القاعدة» تتبنى العملية التي نفذت بعد يوم من خطاب بوش عن «النصر التام»

TT

بغداد ـ وكالات الأنباء: بعد يوم واحد من اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش استراتيجيته لتحقيق «النصر التام» في العراق، هاجم مسلحون امس قاعدة أميركية ومبنى للحكم المحلي في مدينة الرمادي العراقية غرب بغداد بقذائف الهاون والصواريخ وسيطروا على عدة شوارع بوسط المدينة لبعض الوقت، وهو هجوم اعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عنه وقللت من شأنه القوات الاميركية. وقال سكان من الرمادي لرويترز ان عشرات من الرجال المدججين بالسلاح والملثمين سيطروا على الشوارع الرئيسية في المدينة،وانهم اقاموا نقاط تفتيش عند المداخل والمخارج ونظموا دوريات في اسواقها. والرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار معقل المسلحين المناهضين للحكومة العراقية والولايات المتحدة. ولدى الجيش الأميركي موقع حصين في الرمادي وعادة ما تخرج القوات للقيام بدوريات وعمليات أخرى. ولدى القوات العراقية قواعد هناك كذلك.

وفي بعض المناطق تفرق المسلحون بعد بضع ساعات لكنهم بقوا في مناطق اخرى. وقال سكان انه وزعت منشورات ووضعت ملصقات على الجدران تعلن ان تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه الاصولي الاردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي سيطر على المدينة. وأفاد أحد المنشورات التي وزعت ان «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» تسيطر على الرمادي، وأن انصارها سيحرقون الأميركيين وسيعيدونهم الى ديارهم بالقوة وان العراق سيكون مقبرة للأميركيين وحلفائهم.

وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الهجوم في بيان نشر على الإنترنت. واوضح البيان الذي يتعذر التحقق من صحته ان عناصر من التنظيم التابع لأبو مصعب الزرقاوي شنوا هجوما في الرمادي و«سيطروا على القسم الأكبر» من المدينة.

وبعد الهجوم الاولي، هدأ الموقف وظلت جماعات المسلحين الملثمين منتشرة لكنها توقفت عن اطلاق النار.

وفي مناطق أخرى من الرمادي، تفرق المقاتلون وقال بعض السكان ان القوات الأميركية استأنفت دورياتها من جديد.

وبدأ الهجوم في وقت مبكر صباح امس بإطلاق متواصل لقذائف الهاون والصواريخ على قاعدة أميركية وسط المدينة، وعلى مبنى مجاور للحكم المحلي. وقال مراسل لرويترز في المدينة «انهم سيطروا على جميع الشوارع الرئيسية والقطاعات الاخرى في الرمادي». واضاف «شاهدت نحو 400 مسلح يسيطرون على الشوارع بعضها كان يخضع لسيطرة الأميركيين من قبل». ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى شهود عيان قولهم ان المسلحين انتشروا لمدة 45 دقيقة في الشوارع قبل ان ينسحبوا. وجاء الهجوم على الرمادي غداة كشف الرئيس الأميركي جورج بوش اول من امس عن استراتيجيته في العراق رافضا وضع جدول زمني لسحب قواته. وقال ان الجهود ستتركز على تمكين قوات الأمن العراقية من الحاق الهزيمة بالمقاتلين حتى تتمكن القوات الأميركية من الانسحاب في نهاية الأمر.

وكانت القوات العراقية قد أعلنت منتصف الشهر الماضي مقتل 32 متمردا. من ناحيته، قال الجيش الاميركي في بيان «هناك اشاعات تدور حول وقوع هجمات كبيرة في الرمادي».

واوضح البيان انه «في الساعة 14.00 بالتوقيت المحلي (11.00 ت غ) لم تكن هناك أية مؤشرات على وقوع أعمال تمرد ذات اهمية في المدينة»، لكنه اشار الى «حصول عملية إطلاق قذائف هاون على قاعدة للمراقبة اميركية ـ عراقية صباح اليوم (أمس) في المدينة لم تؤد الى وقوع خسائر في الأرواح أو أية أضرار مادية». من ناحية أخرى، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية مساء امس اصابة سعدي العبيدي مستشار وزير الدفاع سعدون الدليمي في هجوم مسلح في بغداد. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان «مسلحين هاجموا موكب سعدي العبيدي مستشار وزير الدفاع العراقي في منطقة اليرموك غرب العاصمة بغداد، مما اسفر عن اصابته مع اثنين من مرافقيه». واضاف المصدر ان الهجوم اسفر عن احتراق مركبتين من موكب المسؤول. على صعيد آخر، اكد مصدر في شرطة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) امس اقالة اللواء محمد رضا السلطاني قائد شرطة المدينة بسبب تزايد عمليات القتل في المدينة ضد البعثيين والعسكريين السابقين، والتي وصلت الى 21 قتيلا خلال شهر واحد. وقال رحمن مشاوي، الناطق الرسمي باسم قيادة شرطة كربلاء ان «وزارة الداخلية قررت اقالة السلطاني وتعيين العقيد رزاق عبد علي الطائي بدلا منه». واضاف المصدر ان «السلطاني كان قد عين قائدا لشرطة المدينة قبل شهر واحد فقط».

وكان مصدر في شرطة كربلاء قد اكد الاحد الماضي مقتل علي جاسم، ضابط شرطة مكلف التحقيق في مقتل 18 بعثيا سابقا في المدينة خلال شهر واحد على يد مسلحين مجهولين.