أفادت مصادر مطلعة في كشمير بأن واشنطن تعتزم اتخاذ خطوات جادة بشأن التوصل الى حل لمشكلة كشمير. فقد أجرى وفد رفيع المستوى من الكونغرس الاميركي سلسلة محادثات مغلقة مع كل من زعيم «مؤتمر حريات كل الأحزاب»، ميرويز عمر فاروق، وزعيم «المؤتمر الوطني»، الحزب السياسي الرئيسي في كشمير، عمر عبد الله في نيودلهي بغرض مناقشة مقترحات خاصة بـ«الحكم الذاتي» و«نزع السلاح» في كشمير. وكشفت المصادر نفسها القريبة الى المحادثات، ان وفدا رفيع المستوى يتكون من 15 عضوا في الكونغرس الاميركي بقيادة داعية حقوق الانسان دان بيرتون اجتمع مع كل من عمر فاروق وعمر عبد الله في المقر الرئيسي للقائم بالأعمال الاميركي روبرت بليك. واشارت الى ان هذه المحادثات تعتبر استكشافية وتمهيدية لبلورة المواقف في اطار التوصل الى تسوية نهائية لمشكلة الاقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وكانت زعيمة حزب الشعب الديمقراطي بكشمير، محبوبة مفتين قد اعتذرت عن عدم المشاركة في المحادثات مع الوفد الاميركي. ويرى مراقبون ان المحادثات التي استغرقت 90 دقيقة قد تناولت المقترحات الجديدة ذات الصلة بنزع السلاح والحكم الذاتي في اقليم كشمير، وطمأن الوفد القادة الكشميريين ازاء دعم الولايات المتحدة النشط للتوصل الى سبل جديدة تقود الى حل النزاع في كشمير. وأوضحت المصادر ان بيرتون اجرى اتصالا برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، عقب انتهاء المحادثات مع زعماء الأحزاب الكشميرية وتناولا «الأفكار الجديدة» ذات الصلة بحل مشكلة كشمير. وكان عمر فاروق، زعيم حركة «مؤتمر حريات كل الأحزاب»، قد طرح اخيراً مقترحا حول صوغ دستور لـ«الولايات المتحدة الكشميرية» كواحد من الحلول للنزاع هناك. وأوضحت المصادر ذاتها، ان للوفد الاميركي اجندة مفتوحة على كل الاحتمالات، إلا انه لم يجر التوصل الى إجماع حول بعض المقترحات مثل الحكم الذاتي ونزع السلاح. وكان عمر عبد الله، خلال المحادثات، قد بدا أكثر إصرارا خلال حديثه عن دراسة التقرير الشامل الذي اعده المؤتمر الوطني حول الاستقلال الداخلي لجامو وكشمير، بينما شدد عمر فاروق على ضرورة وجود استجابة «جادة» من جانب الهند على المؤشرات التي تنم عن موقف مرن من جانب باكستان بشأن التوصل الى تسوية في كشمير. وكان عمر فاروق قد اعرب خلال المحادثات عن اسفه ازاء موجة العنف الجديدة من جانب «الدولة وجهات اخرى»، وقال للوفد الاميركي الاعتقالات العشوائية وموت بعض الاشخاص خلال الحبس والانتهاكات الاخرى ستؤثر سلبا على عملية السلام في كشمير. وكشفت المصادر ان الزعيمين الكشميريين اجمعا على ضرورة نزع السلاح في كشمير بغرض تعزيز المؤسسات الديمقراطية وجعلها اكثر قبولا لدى السكان. من جانبه قال متحدث باسم «مؤتمر حرية عموم الأحزاب» ان عمر فاروق شدد على اهمية الدور الدولي النشط من اجل تسريع خطوات التوصل الى تسوية للنزاع في كشمير، بينما اكد بيرتون لعمر فاروق انه سيتناول المخاوف التي طرحها «مؤتمر حرية عموم الأحزاب» خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي.