اعلنت موسكو ان المباحثات التي بدأت امس مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز تجري في اطار الدورة الرابعة عشرة للجنة العمل المشتركة لمكافحة الارهاب. لكن جوهر هذه المحادثات، استنادا الى مصادر قريبة اليها، يركز على القلق المتصاعد من جانب واشنطن تجاه قرار موسكو الحد من توجهات التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني.
وكان مجلس الدوما (البرلمان) الروسي قد اقر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مشروع قانون تمويل المنظمات قبيل وصول بيرنز الى موسكو.
وكشفت صحيفة «كوميرسانت» ان اجتماعا جرى اول من امس في واشنطن شارك فيه نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون اوروبا والمنطقة الاوروآسيوية دانييل فريد، ومساعده ديفيد كريمسير، الذي وصل الى موسكو امس برفقة بيرنز. واشارت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية اميركية الى ان كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية اعربوا عن سخطهم تجاه مشروع القانون الذي يحول عمليا دون التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني.. واذا كانت واشنطن تتظاهر في السابق بأن روسيا شريك للولايات المتحدة فيما كان الكرملين يتظاهر بأنه يتعاون معها، فان الروس الان لا يريدون حتى مواصلة هذه اللعبة».
ومضت المصادر الاميركية لتنتقد البرلمان الروسي الذي وصفته بـ «الموالي للكرملين في ظل غياب الاحزاب المستقلة». ولمّحت الى ان مهمة الوفد الاميركي في موسكو تتلخص في ضرورة اقناع موسكو بان اقرار القانون في صيغته الاولى سيضطر البيت الابيض الى اسقاط قناع الصمت عما تفعله ادارة الرئيس فلاديمير بوتين سواء في روسيا او مع جيرانها في الفضاء السوفياتي.
وكان عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي قد بعثوا برسالة الى رئيس مجلس الدوما ينتقدون فيها مشروع القرار، مشيرين الى ان التعديلات التي ادخلت عليه تحت ستار مكافحة الفساد والارهاب ستلحق اضرارا بالغة بحركة المجتمع المدني في الدولة الروسية.