الانتخابات التمهيدية في «فتح» بالضفة تحسم أمر قيادات مثل الرجوب وبلعاوي وعمرو

TT

وسط اجواء من التوتر والاتهامات المتبادلة واحيانا العنف، استؤنفت امس الانتخابات التمهيدية داخل حركة «فتح» في الضفة الغربية لاختيار مرشحيها للانتخابات التشريعية المزمعة في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل، في مدن طولكرم والخليل وسلفيت وقلقيلية، رغم بعض المشاكل البسيطة خاصة في طولكرم وسلفيت والخليل. وفي غزة احتل مسلحون مكاتب حكومية مطالبين باستئناف الانتخابات التمهيدية التي جرى توقيفها بسبب اعمال العنف. يذكر ان الانتخابات التمهيدية لاختيار 132 مرشحا يمثلون «فتح» في الانتخابات التشريعية، بدأت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الضفة الغربية قبل ان تعلق في بعض الدوائر الانتخابية نتيجة اعمال العنف.

وسيفتح باب الترشيح للانتخابات التشريعية اليوم وينتهي في 14 ديسمبر (كانون الاول) الجاري، بينما تنطلق الحملة الانتخابية وفقا للقانون الانتخابي في 3 يناير المقبل وتنتهي في مساء 23 منه أي قبل 24 ساعة من موعد الانتخابات.

ففي طولكرم التي ستمثل بـ 6 اعضاء في المجلس التشريعي فقط، اتهم احد المرشحين الـ 28، المسؤولين عن الانتخابات، وهو عدنان الضميري، بالتزوير بعدما تبين تغيير رقمه الانتخابي كما قال لـ«الشرق الاوسط» عبد الناصر تايه. وحلت المشكلة التي كانت نتيجة خطأ غير مقصود، بطباعة اوراق انتخابية، واستؤنفت الانتخابات بسلاسة، كما ذكر تايه وهو احد المرشيحن، لكن جرى تأخير موعد اغلاق الصناديق لمدة ساعتين أي حتى الساعة الثامنة حسب التوقيت المحلي نتيجة للمشكلة.

ومن بين المرشحين الـ 28 في طولكرم حكم بلعاوي عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» وعبد الله حجازي وكيل وزارة السياحة، ومصطفى الساحلي، ومحمد عواد، واربعتهم من العائدين، بينما البقية الباقية من المقيمين. ويلاحظ غياب الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الذي كان على قائمة مرشحي «فتح» في انتخابات 1996. وهناك من يقول ان السبب الرئيسي لذلك هو الخسارة الحتمية التي قد يمنى بها.

وجرى في سلفيت احراق عدد من صناديق الاقتراع.. هذا ما اعلنه احمد الديك احد مسؤولي «فتح» المرشحين، بسبب الانقسامات والخلافات في «فتح» على حد قوله. غير ان خصوم الديك يقولون انه ابتدع رواية الحرق بسبب فرصه الضعيفة في الفوز. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط» ان الديك نفسه هو الذي اثار المشاكل، وهو الذي زعم من على منابر الفضائيات العربية وقف عملية التصويت، وذلك لمنع تدفق الناس الى صناديق الاقتراع، لتحسين فرصه. واضافت المصادر ان الاقتراع تواصل رغم هذه المشكلة وان صندوقين فقط احرقا احتجاجا.

وفي منطقة الخليل، استؤنفت عملية الاقتراع التي شارك فيها نحو خمسين الف عضو ومناصر لـ«فتح» لاختيار المرشحين الـ 18 من بين 103 مرشحين. وحسب ما قاله مسؤول في «فتح»، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، «ان العملية تعترضها صعوبات لان اسماء بعض الناخبين غير واردة في السجل».

ومن ابرز المرشحين في الخليل جبريل الرجوب، المستشار الأمني لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والوزير السابق نبيل عمرو الذي فقد قدمه نتيجة اعتداء عليه في منزله في رام الله عام 2004 .

الى ذلك اقتحم مسلحون من كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لـ«فتح» مجمعاً حكومياً يضم وزارتي الداخلية والمالية في قطاع غزة مطالبين باستكمال الانتخابات التمهيدية التي توقفت بسبب اعمال العنف التي شهدها القطاع. وقال متحدث باسم المسلحين إن قاعدة «فتح» ينبغي أن تقرر من ينبغي أن يمثلها في المجلس التشريعي، مشيراً إلى أنهم يعارضون اختيار المرشحين بالتعيين.

وكانت اللجنة الحركية المركزية للإشراف على الانتخابات التمهيدية داخل فتح قد قررت تأجيل الانتخابات في كافة الدوائر الانتخابية في قطاع غزة، بعد أن شهد عدد من مراكز الاقتراع أعمال عنف وإطلاق نار، على خلفية احتجاجهم على طريقة الانتخابات التي بدأت في 28 نوفمبر الماضي في محافظات قطاع غزة.

وأعلنت «فتح» في نفس اليوم تأجيل الانتخابات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عندما طغت الخلافات في مراكز الاقتراع في مناطق الوسطى، على سير العملية الانتخابية. واقتحم عدد من المسلحين في مدينة دير البلح وسط القطاع، مركز نادي خدمات دير البلح الانتخابي واخرجوا من فيه تحت تهديد السلاح بداعي أن أسماءهم غير موجودة في سجلات الناخبين.

وشهدت مدينة خان يونس أحداث عنف وإطلاق للنار على خلفية احتجاج بعض أعضاء «فتح» على طريقة الانتخابات، وأطلق مسلحون النار في الهواء أمام عدد من مراكز الاقتراع التي كانت تجري في تسع مناطق موزعة على جميع أنحاء منطقة خان يونس بما فيها المنطقة الشرقية، كما أطلق مسلحون من «فرسان العاصفة» أحد التشكيلات العسكرية لحركة «فتح» النار في الهواء من داخل نوافذ مقر تنظيم «فتح» وسط المدينة، وأغلقوا باب المقر واعتلوا سطحه، مطالبين بوقف عمليات التصويت في كافة المراكز، كما أغلقوا مركزين للاقتراع في بني سهيلا وعبسان الكبيرة في المنطقة الشرقية، فيما رابط عشرات المسلحين من مختلف أجنحة «فتح» العسكرية أمام مراكز عديدة في المدينة.