مصادر روسية: إيران اشترت من روسيا 29 نظام أرض جو مضادا للصواريخ

الصفقة الأكبر بينهما منذ 5 سنوات.. وإسرائيل ترد بتجربة ناجحة لصاروخ «حيتس»

TT

بالرغم من الضغوط الدولية المستمرة على موسكو من اجل تقليص تعاونها العسكرى مع ايران، كشف مسؤولون عسكريون روس ان موسكو اتفقت مع طهران على تزويدها بأنظمة مضادة للصواريخ، ويأتي ذلك فيما اجرت اسرائيل بنجاح أمس تجربة لصاروخ مضاد للصواريخ من نوع «حيتس» (السهم)، بحسب ما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة. وأوضحت الاذاعة ان التجربة وهي الرابعة عشرة سمحت باعتراض صاروخ مماثل لصاروخ «شهابـ3» الذي تملكه ايران. وكانت التجربة السابقة في يوليو (تموز) 2004 فشلت. وردا على اسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية ر فضت ناطقة باسم وزارة الدفاع في تل ابيب التعليق في الوقت الراهن على التجربة. وأطلق مشروع «حيتس» العام 1988 بمبادرة من الولايات المتحدة في اطار مشروع «حرب النجوم» للرئيس رونالد ريغان الذي تم التخلي عنه رسميا العام 1993. وأمنت الولايات المتحدة تمويل الجيل الاول من هذه الصواريخ بنسبة ثمانين بالمائة. ومنذ 1991 يتم تمويله مناصفة بين الاميركيين واسرائيل، وهو قادر على حماية الاراضى الاسرائيلية من اى هجمات صاروخية محتملة. وفي موسكو، افادت صحيفة «فيدوموستي» المالية الروسية أمس استنادا الى مصادر في الصناعة العسكرية الروسية ان ايران وقعت عقدا مع روسيا لشراء 29 من الانظمة الروسية المضادة للصواريخ من طراز «تور ام ـ1»، وهي نظم صواريخ أرض جو تكتيكية متقدمة، مصممة لاسقاط طائرات وصواريخ موجهة على ارتفاعات منخفضة. وقالت الصحيفة ان هذه الصفقة هي اكبر صفقة معدات دفاع روسية تباع لايران في خمس سنوات. ولم تذكر الصحيفة ما هي قيمة الصفقة. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في وزارة الدفاع للتعليق.

وكتبت الصحيفة في صفحتها الاولى ان «ايران ستدافع عن نفسها في مواجهة الولايات المتحدة واسرائيل بانظمة روسية من طراز «تور ام ـ1». وقالت مصادر للصحيفة طالبة عدم كشف هويتها ان الانظمة الـ29 «تور امـ1» قادرة على التصدي لصواريخ عابرة وقنابل منقولة جوا، وصنعت في مصنع كوبول العسكري في يافسك (فولغا) بناء على طلب من اليونان التي كانت اشترت 21 نظاما من هذا القبيل. لكن في نهاية التسعينات عدلت اليونان عن ابرام عقد جديد كان يمكن ان يكلفها 526 مليون دولار. وأوضحت صحيفة «فيدوموستي» ان العقد المبرم مع ايران «لن ينتهك اي التزام دولي لروسيا» لان موسكو انسحبت خلال 2000 من اتفاق سري مع واشنطن عرف باسم بروتوكول غور ـ تشرنومردين كان يحد من تسليمها الاسلحة لايران.

وأكد ميخائيل بارابانوف الخبير الروسي في مجلة «اكسبورتيشن» (تصدير) للصحيفة ان انظمة «تور» هي «سلاح دفاعي (...) لا يشكل خطرا على الولايات المتحدة الا اذا هاجمت ايران». وأوضح سيرغي درويلوفسكي الاستاذ في معهد العلاقات الدولية الروسي في تصريحات نقلتها الصحيفة ان ايران تسعى خصوصا «للدفاع عن محطتها النووية» في «بوشهر» التي تقوم روسيا بانجازها حاليا، لان «اسرائيل اكدت انها تدرس امكانية شن غارات وقائية على هذا الموقع». وتتهم واشنطن طهران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء مدني. وتوقع ديمتري فاسيلييف الخبير الاخر في مركز التحليلات الاستراتيجية والتقنية ان تكون انظمة «تور امـ1» قد كلفت ايران اكثر من 700 مليون دولار.

وعلى صعيد ذي صلة، اتهم مسؤول عسكري اميركي رفيع الولايات المتحدة بالنفاق في تعاملاتها مع ايران وكوريا الشمالية وباثارة القلاقل بين حلفاء روسيا من الدول السوفياتية سابقا. واختص الجنرال يوري باليوفسكي رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الجهود الاميركية والروسية المشتركة لمكافحة الارهاب الدولي بالذكر بوصفها مجالا يسير فيه التعاون سيرا حسنا. ولكنه قال في مؤتمر صحافي يوم اول من أمس مستخدما تعبيرات حادة على غير العادة انه توجد عدة مجالات فترت فيها الان العلاقات بين الدولتين. وقال ان سياسة واشنطن نحو ايران على وجه الخصوص تنطوي على نفاق. وقال باليوفسكي «تطالب الولايات المتحدة بالشفافية التامة في البرامج النووية لدول مثل كوريا الشمالية وايران. ولكنها من ناحية اخرى تغض الطرف عن حقيقة ان اسرائيل تملك بالفعل منذ وقت طويل... ترسانة هائلة من الاسلحة النووية». وتعتقد واشنطن ان طهران تقوم بتطوير اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي لاغراض الطاقة فحسب. ولا تنفي اسرائيل او تقر بانها تمتلك ترسانة نووية لكن خبراء يقدرون ان لديها ما بين مائة قنبلة ذرية ومئتين. وتعارض روسيا الانتشار النووي لكنها تقول انه لا دليل على شكوك الولايات المتحدة في ايران وتدافع عن حق طهران في متابعة برنامجها للتكنولوجيا النووية للاغراض السلمية.

الى ذلك، اشاد اية الله احمد جنتي امس بـ«المقاومة» التي تبديها الميليشيا الاسلامية الباسيدج التي ارغمت الغربيين على التراجع بشأن ملف ايران النووي حسب قوله. وقال اية الله جنتي رئيس مجلس الحرس الثوري النافذ جدا، في خطبة الجمعة أمس «احدى مميزات الباسيدج هي مقاومة الضغوط وهذا ما منع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية من صياغة قرار قاس في حق ايران». وقرر مجلس أمناء الوكالة خلال اجتماع في نوفمبر (تشرين الثاني) ارجاء احالة ملف طهران الى مجلس الأمن الدولي لمنح فرصة لوساطة تجريها موسكو تقضي بتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا. وأضاف جنتي «بفضل الباسيدج اصبحت الطاقة النووية مصدر فخر لشعبنا وبلادنا ونظامنا».

ومنذ ان استأنفت ايران في اغسطس (اب) تحويل اليورانيوم وهي المرحلة التي تسبق التخصيب الذي لا يزال معلقا، يهدد الاوروبيون والاميركيون باللجوء الى مجلس الأمن الدولي في حال لم يجمد الايرانيون كليا هذا النشاط. وقد اعتمد مجلس أمناء الوكالة الدولية قرارا في سبتمبر (ايلول) يفسح المجال امام هذا الاحتمال، ولا ينوي الايرانيون التراجع في هذا المجال ويشددون كذلك على انهم سيعمدون الى التخصيب ايضا. ومهمة ميليشيا الباسيدج التي تضم نحو تسعة ملايين مسلح، حماية النظام الايراني من اي «تهديدات» داخلية وخارجية وهي تمتلك قواعد في كل المساجد والمؤسسات والوزارات والجامعات.