بولتون لـ«الشرق الاوسط»: نريد «نسخة مستنسخة» عن ميليس وواشنطن تتفهم «الاعتبارات الشخصية» لقرار الاعتزال

التقاء أميركي ـ بريطاني على ضرورة التمديد للجنة التحقيق الدولية

TT

من المتوقع أن يقدم رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري، القاضي الألماني ديتليف ميليس، تقريره الجديد الى مجلس الأمن في 13 من الشهر الحالي، حسب ما أكده رئيس مجلس الأمن، مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، امير جونز باري.

ويُتوقع أن يقدم ميليس تقريره في جلسة علنية لمجلس الأمن يطلع خلالها أعضاء المجلس على نتائج عملية التحقيق، تتبعها جلسة مغلقة. وأكد رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي أن «ثمة أسئلة عديدة مفتوحة لا بد من مناقشتها، بما في ذلك كيفية التمديد لمهمة لجنة التحقيق». وأشار الى أن بريطانيا «متحمسة للرد بصورة ايجابية على طلب التمديد للجنة التحقيق»، وان كانت «تفضل أن يتولى ميليس نفسه عملية التحقيق نظراً لمهنيته ودقته في العمل». وطلبت الولايات المتحدة من الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، الاسراع في ايجاد بديل لديتليف ميليس، بعدما فشلت الجهود في اقناعه على البقاء في منصبه في المرحلة المقبلة من التحقيق. جاء ذلك في رسالة بعث بها مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، الى الأمين العام، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، طالب فيها الأمين العام باتخاذ «اجراء عاجل لضمان عدم حدوث انقطاع في عمليات اللجنة الدولية أو قيادتها، اذا ما تم تمديد مهمتها».

وقال بولتون لـ«الشرق الأوسط» ان الولايات المتحدة تسعى الى ايجاد «نسخة مستنسخة لميليس»، مشيراً الى أن واشنطن كانت تفضل بقاء ميليس رئيساً للجنة ولكنها تتفهم الظروف الخطيرة التي يعمل فيها والاعتبارات الشخصية التي حملته على اتخاذ قراره بمغادرة منصبه بعد مرور ستة أشهر على بدء مهمته.

وفي ما يتعلق بامكانية موافقة مجلس الأمن على تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية ستة أشهر اضافية، كما تطالب به الحكومة اللبنانية، قال بولتون ان هذه «المهلة تبدو معقولة». وشدد بولتون في تصريحات للصحافيين على ضرورة ألا تكون هناك فجوة كبيرة تفصل بين تاريخ مغادرة ميليس منصبه وتولي محقق آخر رئاسة لجنة التحقيق «لعدم اعاقة عمل اللجنة ولعدم السماح لأحد باعتبار هذه المسألة اشارة الى امكانية تقليل مستوى التعاون مع اللجنة»، في اشارة الى السلطات السورية. واعتبر بولتون أن «اللجنة كانت ستستفيد من بقاء ميليس رئيساً لها ولكنه أبلغنا بأنه يفضل العودة الى ألمانيا وعلينا احترام رغباته الشخصية». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» أن ميليس أبلغه قراره بمغادرة منصبه وأن عملية النظر في المرشحين المحتملين جارية. ورجحت بعض المصادر الدبلوماسية أن تكون الأمانة العامة تعيد النظر في اثنين من المرشحين السابقين للمنصب. تجدر الشارة الى ان سورية كانت قد طالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق جديد في قضية اغتيال رفيق الحريري، في ضوء ما استجد من إفادات قالت انها «باتت تستدعي إعادة النظر في شهادة الشاهد حسام حسام أمام لجنة التحقيق الدولية». وقد تقدم مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة ، فيصل مقداد، بطلب إلى المنظمة الدولية يدعوها فيه لإجراء تحقيقات جديدة من قبلها وقبل لبنان في القضية، وذلك بعدما أنكر حسام حسام علناً بطلان شهادته التي تشير إلى تورط مسؤولين سوريين في القضية.

وحث السفير مقداد في لقاء أجري معه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لبنان على إجراء تحقيق مع الأشخاص الذين زعم حسام أنهم عذبوه وحاولوا تقديم رشوة له وتقديمهم للقضاء. ورأى أن تصريحات حسام الأخيرة التي قال فيها بأنه كذّب بشأن اشتراك سورية بالجريمة هو «تطور مهم وجديد».

وقال المندوب السوري في المنظمة الدولية إن سورية أيضاً تريد من لجنة تحقيقات الأمم المتحدة استخدام المعلومات التي قدمتها اللجنة القضائية السورية التي تقوم بإجراء تحقيقاتها الخاصة في قضية اغتيال الحريري.