عاطلون مغاربة معاقون يقررون الانتحار اليوم أمام مبنى البرلمان

أصدروا قرارات «الإعدام مع وقف التنفيذ» في حق أنفسهم أكثر من مرة

TT

يصدر العاطلون أكثر من بيان، خلال السنة، يعلنون فيه قرارهم بإصدار إعدام جماعي لا رجعة فيه في حق أنفسهم، لكنهم يتراجعون عن ذلك في آخر لحظة ويعودون إلى المفاوضات مع ممثلي الحكومة المغربية أو للصراخ أمام مبنى البرلمان المغربي. فأحيانا يعلنون أمام الرأي العام المغربي أنهم سيحرقون أنفسهم أمام مبنى البرلمان أو سيقومون بتكبيل أعناقهم بالسلاسل في انتظار تدخل قوات الأمن التي تشرع في ضربهم بدون رحمة، وهو منظر صار جزءا من الحياة اليومية في شارع محمد الخامس بالرباط الذي لا تفارقه قوات الأمن ومكافحة الشغب إلا عندما تغطي عتمة الليل العاصمة المغربية. فالانتحار تحول مع تغلغل اليأس في نفوس العاطلين إلى موضة نضالية جديدة يتخذها هؤلاء من أجل الضغط على الحكومة المغربية لإيجاد مناصب شغل لهم في الوظيفة العمومية بعد حصولهم على شهادات تعليمية عليا.

هددت المجموعة الوطنية للمكفوفين العاطلين بالانتحار، اليوم، في شارع محمد الخامس بمناسبة اليوم العالمي للمعاق.

وقال عبد الرحمان عربان، مسؤول بالمجموعة لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الانتحار يأتي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعاق وردا على تجاهل الحكومة المغربية لملف المعطلين منذ سنوات طويلة»، مضيفا أن «قرار المكفوفين العاطلين التضحية بأرواحهم يراد به إحراج الحكومة في اليوم ذاته الذي يحتفي فيه العالم بالمعاق». وأوضح عربان «أن المكفوفين سيكبلون أنفسهم بالسلاسل وسيحكمون ربط أعناقهم مع بعضهم بعضا في انتظار تدخل قوات الأمن لتنفيذ حكم الإعدام»، مشيرا إلى أن «الأمر ليس مزحة، فالمجموعة جادة في الانتحار هذه المرة، إذ أنها لن تحذو حذو مجموعات العاطلين الأخرى التي تقف عن حد التهديد بالانتحار الذي أصبح ممكنا تنفيذه حاليا بسبب توفر مجموعة العاطلين المكفوفين على ما يكفي من الإمكانات». وبينما يهدد جزء من المكفوفين العاطلين بالانتحار أمام مبنى البرلمان، يلجأ آخرون الى حمل صناديق كارتونية وقطع شارع محمد الخامس ذهابا وإيابا لجمع تبرعات المارة لمساعدتهم على مواجهة محنة البطالة التي لا تنتهي.