القوات الأميركية والعراقية تشن عملية «الحربة» في الرمادي ونداءات لإطلاق 5 رهائن أوروبيين

وزير الدفاع البريطاني يزور البصرة .. ومقتل مؤذن شيعي وشرطي وشقيقه في هجمات متفرقة

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: بدأت قوة عراقية ـ اميركية امس، عملية جديدة ضد الوجود المسلح المناهض لقوات التحالف والحكومة العراقية في الرمادي في وادي نهر الفرات، غداة انتشار مسلحين وهجوم على برج للمراقبة في المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات غرب بغداد.

في هذا الوقت، تكثفت النداءات من اجل الافراج عن خمسة رهائن غربيين، هم كنديان واميركي وبريطاني وألمانية، خطفوا في العراق قبل ايام ولا يزال مصيرهم مجهولا. وأعلن الجيش الاميركي في بيان ان: مائتي جندي عراقي من الكتيبة الاولى التابعة للفرقة السابعة و300 جندي اميركي من سلاح مشاة البحرية (المارينز) شنوا صباح امس عملية «الحربة».

ويقول المسؤولون عن الحملة ان الهدف من هذه العملية وهي الخامسة ضمن سلسلة عمليات مشابه هو «إنهاء التمرد في محافظة الأنبار وخلق اجواء مناسبة للانتخابات التشريعية» التي يفترض ان تجري في الخامس عشر من الشهر الجاري. وتابع البيان ان العملية العسكرية المشتركة «تهدف الى تصفية وإعاقة المتمردين الذين اتخذوا من الرمادي قاعدة انطلاق لعملياتهم ضد القادة المحليين والسكان وقوات الأمن العراقية والاميركية». كما تهدف الى ارساء «وجود عسكري دائم في المنطقة».

ويعتبر القادة الاميركيون والعراقيون وادي الفرات الممتد من الحدود السورية حتى الضواحي الغربية من بغداد، طريقا أساسيا لتزويد المقاومة بالرجال والمعدات.

وقالت القيادة الاميركية ان العمليات العسكرية التي نفذت في الاسابيع الماضية «أدت الى مصادرة أعداد كبيرة من صواريخ ارض ـ جو وقذائف مضادة للدبابات وقذائف هاون ومدفعية وقنابل يدوية وألغام وأسلحة خفيفة وكميات من العتاد ومعدات داخلية في عملية تصنيع القنابل».

وأكد البيان ان «هذه العمليات أدت الى انخفاض نسبة الهجمات المسلحة ضد سكان مدينة الرمادي». ورغم ذلك، افاد شهود عيان بأن عددا كبيرا من المسلحين هاجموا الخميس قاعدة اميركية في مدينة الرمادي بقذائف الهاون والصواريخ.

وبحسب الشهود من سكان المدينة القريبة من الفلوجة، فان المسلحين انتشروا بعد الهجوم لمدة 45 دقيقة في الشوارع قبل ان ينسحبوا. وبدا وكأن الهدف من هذه العملية ممارسة تأثير نفسي اكثر من كونه عسكريا، عبر الظهور المسلح في الرمادي في وضح النهار. وقد قلل الجيش الأميركي من أهمية الهجوم، مؤكدا ان المسلحين لم يسيطروا في اي وقت من الاوقات على المدينة.

وأشار الى «حصول عملية اطلاق قذائف هاون على قاعدة مراقبة اميركية عراقية في المدينة لم تؤد الى وقوع خسائر بالأرواح او أضرار مادية». وتبني تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الهجوم. وأوضح في بيان نشر على الانترنت ان عناصر من التنظيم التابع لابو مصعب الزرقاوي شنوا هجوما في الرمادي و«سيطروا على القسم الاكبر» من المدينة.

وكانت القوات العراقية اعلنت «مقتل 32 متمردا في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في سلسلة هجمات شنتها على مواقعهم في الرمادي». ورغم التأكيدات الاميركية عن حصول تقدم في مواجهة التمرد في العراق، ذكرت دراسة نشرها اول من امس معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان هذه الحركة لا تزال قوية.

وجاء في الدراسة «مع ان آلاف المتمردين قتلوا واعتقل عشرات الآلاف من العراقيين، تعزز المعلومات حول الحوادث والخسائر البشرية، الشعور بأن التمرد لم يكن يوما متينا كما هو حاليا».

على صعيد آخر، وصل وزير الدفاع البريطاني جون ريد صباح امس الى البصرة، ثاني اكبر المدن العراقية (550 كلم جنوب بغداد)، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.

وقال ريد للصحافيين ان «سبب الزيارة هو التحقق من مدى جهوزية القوات العراقية في جنوب البلاد، للسيطرة على الاوضاع من دون دعم خارجي».

ومع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف الشهر الحالي، تتواصل أعمال العنف والاغتيالات في العراق. فقد قتل مؤذن شيعي وأصيب شقيقه بجروح ليل اول من امس عندما داهم مسلحون يرتدون بزات الجيش العراقي منزلهما بالقرب من بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، حسب ما افاد والدهم جبار بريسم. وجاء ذلك غداة توزيع مناشير في المدينة تهدد باستهداف الشيعة. وقتل امس شرطي عراقي وشقيقه وأصيب ثلاثة اشخاص في هجمات متفرقة شمال بغداد.

على صعيد قضية الرهائن، وجهت والدة وشقيقة الرهينة الالمانية سوزان اوستوف نداء «ملحا» الى الخاطفين «للافراج عنها وعن سائقها في اسرع وقت ممكن». واختفت اوستوف، 43 عاما، الثلاثاء في العراق مع سائقها العراقي. وهي مقيمة في العراق منذ عشر سنوات وقد اعتنقت الاسلام وتتكلم العربية بطلاقة.

وناشدت هيئة علماء المسلمين، ابرز المراجع السنية في العراق، الخاطفين «اطلاق سراح عالمة الآثار الالمانية، فهي متزوجة من رجل عراقي من اهالي مدينة الموصل (شمال) وهو من قبائل شمر المعروفة في العراق». كما ناشد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بدوره يوم الجمعة الخاطفين الافراج عن الرهينة الالمانية «فورا». ودعا رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا نديم الياس «العالم الاسلامي الى استخدام نفوذه لإقناع خاطفي» الالمانية وسائقها بالإفراج عنهما.