اليونان تحذر من حرب جديدة في غرب البلقان

الأمم المتحدة تحمل صرب البوسنة عرقلة الإصلاحات.. وواشنطن تدعو لحل قضية جرائم حرب

TT

حذرت اليونان من حرب جديدة في غرب البلقان في حال لم يسارع المجتمع الدولي الى حل مشكلة إقليم كوسوفو، فيما حملت الامم المتحدة صرب البوسنة المسؤولية عن عرقلة الاصلاحات المطلوبة، التي تؤهل البوسنة للانضمام للاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي. وفي سياق متصل دعت واشنطن إلى الاسراع بحل قضية جرائم الحرب واعتقال المتهمين. وحذر وزير الخارجية اليوناني بيتروس مولفياديس من تجدد الصراع واندلاع الحرب في منطقة غرب البلقان، مشيراً الى ان ذلك قد يعرض المنطقة كلها إلى خطر دام لا يعرف مداه، إذا ما سارع المجتمع الدولي بالتوسط لحل مشكلة إقليم كوسوفو وإصلاح الدستور الفدرالي الذي يجمع المسلمين والكروات مع صرب البوسنة.

وذكر مولفياديس في تصريحات أمس في اثينا أن على الدول المعنية بقضية كوسوفو، اتخاذ الحذر خلال الفترة المقبلة لوضع حل سلمي ونهائي يرضي كل الأطراف في المنطقة فيما يخص دستور البوسنة الجديد ومستقبلها في المنطقة لإقرار الأمن والسلام في البلقان.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي لعموم اليونان(الباسوك) المعارض، أنه قد آن الأوان للصرب والألبان في كوسوفو للتغلب على آلام الماضي وان يتحدوا ويثبتوا أنهم يستحقون المعيشة في الاتحاد الأوروبي كجيران، موضحا أن على المجتمع الدولي سرعة التدخل الإيجابي ومساندة الأطراف المعنية لاحتواء الأزمة وتعدي صعاب الوضع الراهن.

من جهة اخرى، قال نائب المبعوث الدولي إلى البوسنة لورانس باتلر في رسالة تحذير لصرب البوسنة، إن «المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الايدي تجاه سياسة الهروب إلى الأمام التي يتبعها قادة صرب البوسنة». وتابع في مؤتمر صحافي عقده أمس في بنيالوكا (240 كيلومتر شمال سراييفو) «على صرب البوسنة التعامل بجدية مع قضية الاصلاحات، فهي ملزمة بقبول البوسنة في الشراكة الأوروأطلسية». وأضاف في تهديد واضح «قادة صرب البوسنة سيكونون مشكلة البوسنة التي تتطلب حلا إذا لم يقبلوا الاصلاحات». الى ذلك، دعت واشنطن البوسنة إلى اعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب، وقال السفير الاميركي في البوسنة دوغلاس ميكلهاني في كلمة ألقاها في برلمان بنيالوكا «اعتقال وتسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب التزام دولي نص ملزم وقع عليه الجميع في اتفاقية دايتون، ومطلب أكيد للشراكة الاوروأطلسية». وفي العاصمة البلغارية صوفيا، عقد مسؤولون حكوميون وحزبيون من دول منطقة البلقان، ينتمون الى أحزاب أعضاء في منظمة «الاشتراكية الدولية» اجتماعا صوفيا لمناقشة مستقبل اقليم كوسوفو. ودعا متحدثون في الاجتماع للسعي الى إيجاد تسوية لقضية كوسوفو بعيدا عن تدخلات القوى العظمى، في حين قال آخرون ان صوفيا ستكون المكان الذي سيتقرر فيه مصير كوسوفو. وان مؤتمرا سينعقد فيها قريبا لهذا الغرض، وان مناقشات بهذا الشأن ستجري في أثينا خلال الشهر المقبل.

ومن ناحية أخرى، أسفرت نتائج زيارة وزير الخارجية البلغاري ايفايلو كالفين الى بلغراد، عن تقارب الموقفين البلغاري والصربي بشأن كوسوفو. اذ اعرب كالفين عن دعم بلاده موقف صربيا حول هذه المسألة. وقالت صوفيا انها تريد ضمانات بعدم اجراء تعديلات على الحدود القائمة حاليا في المنطقة.