الأمير سعود الفيصل: كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت البادرة الأولى لانطلاق أحاديث الملوك والرؤساء في نفس الإطار وبنفس النهج

قال إن القمة عرفت المقاومة الوطنية بأنها تلك التي لا تسمح لنفسها بقتل الأبرياء

TT

أوضح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن الرئيس المصري محمد حسني مبارك سيشارك غدا في الجلسة الثالثة الصباحية للقمة الإسلامية، مضيفا إن الرئيس مبارك سيلقي كلمة بلاده، حيث سيحضر بنفسه رغم الظروف الانتخابية التي تمر بها بلاده حاليا.

وكشف الأمير سعود، الذي كان يتحدث بعد انتهاء أعمال الجلسة الثانية المغلقة لمؤتمر القمة مساء أمس، أن الدول الأعضاء بالمنظمة وافقت بالإجماع على مسودة البيان الختامي والخطة العشرية وبلاغ مكة، خاصة التوصيات التي تشيرا إلى احترام كافة المذاهب الإسلامية الثمانية، وعدم تكفير بعضها البعض، مشيرا إلى أن القادة والزعماء سيقرون هذه التوصيات وغيرها بالإجماع.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن أغلب القادة وممثلي الدول قد ألقوا كلماتهم، ولم يتبق إلا عدد قليل من الزعماء ستحدثون في جلستي (اليوم) ليتم بعد ذلك استعراض الأوراق المعدة، وهي «البيان الختامي» و«الخطة العشرية» و«بلاغ مكة». وقال إن هناك تقارير تقدم بها الأمين العام للمنظمة عن اجتماع العلماء واجتماع كبار الشخصيات وكانت محل تقدير وقبول، مضيفا القول «كل أمورنا ولله الحمد مجمع عليها، ليس هناك اختلاف أو تحفظات، وليس هناك من لم يشارك». موضحا أن كلمات الملوك والرؤساء وممثلي الوفود «اتسمت بالصراحة والشفافية».

واعتبر الأمير سعود الفيصل كلمة خادم الحرمين الشريفين التي افتتح بها المؤتمر «بادرة أولى في تحديد الأمل الذي يحدو القادة الوصول إليه بهذه الأمة». وقال «لذا انطلقت أحاديث الرؤساء والملوك في نفس الإطار وبنفس النهج، الكل يطرح أفكاره، والكل يستمع للآخر، والكل يناقش من زاوية ما هو المستقبل الذي نبنيه ونصبو إليه، والجميع متفق على محاربة الإرهاب وعلى مواجهة التطرف، وعلى الإصرار على الوسطية» وأضاف الوزير السعودي أن كافة القادة سعوا خلال الجلستين إلى إيجاد الحلول لأى عارض يتعرض للأمة الإسلامية في طريق النمو والنماء، وأن الكل اجمع على أن هذا المؤتمر أتى في وقته وفي مكانه. وقال «هذان العاملان بلا شك كان لهما الأثر الكبير على مداولات القادة وعلى مداولاتنا البارحةـ أول أمس ـ بين وزراء الخارجية للدول الاسلامية».

وأعرب الأمير سعود الفيصل عن سروره بما جاء في تلك الكلمات، وقال «كم نحن الثلاثة سعداء (وكان يشير بذلك إلى إياد مدني وزير الثقافة والإعلام والبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي اللذين كان يقفان إلى جواره خلال المؤتمر الصحافي).

وحول تعريف القمة للإرهاب والفرق بينه وبين المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، قال الأمير سعود الفيصل »كان هناك جهد دائم لتعريف الإرهاب، أما في هذا المؤتمر فقد أخذنا وجهة نظر متوازنة، وعرفنا كلا الموضوعين، وبالنسبة للمقاومة الوطنية فهي المقاومة التي لا تسمح لنفسها بقتل الأبرياء وأي مقاومة تسمح لنفسها بقتل الأبرياء وتصف هذا العمل بأنه مقاومة فهذا ليس من الأمور التي نؤمن بها في الدول الاسلامية».

وأشار الأمير سعود الفيصل إلى أن الإسلام ينظم حتى عملية شن الحروب، وقال «إن الإسلام صارم في مسألة الأخلاق في حالة الصراعات ويشمل ذلك عدم قتل كبار السن والنساء والأطفال والأبرياء وهذا هو المطبق». وأضاف «إن رسالة الإسلام للعالم هي رسالة أخلاق المسلم». وقال متسائلا «كيف انتشر الإسلام بعد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام؟ لقد انتشر من خلال تقديم المثال والنموذج وكيفية تعايش المجتمع مع بعضه ومساعدته لبعضه، حيث القوي يعطف على الضعيف، والقوي لا يستغل الضعيف، وهذا هو التكافل، وهو أمر مهم في الإسلام، وهذا هو الإسلام الذي نريد العودة إليه، وهو النوع الذي لا ينتشر بالعنف لأن إراقة الدماء لا تساعد الإسلام، ولكن المثال الذي يقدمه المسلم وأخلاقه هو الذي ينشر الإسلام».

من جهته أوضح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن هناك روحا جديدة تبرز في مكة المكرمة وقال «ما سمعناه اليوم في خطاب خادم الحرمين الشريفين وما تلاه من خطابات أخرى لرؤساء الدول، توضح الأمل الجديد الذي تسعى إليه الأمة الإسلامية»، مؤكدا أن الأوراق التي تم إعدادها منذ اجتماع علماء المسلمين في ندوة مكة في بداية شهر سبتمبر والتي تضمنها تقرير الأمين العام المعنون (الأمة الإسلامية رؤية جدية والتضأمن في العمل) وبرنامج (العمل العشري) الذي تم إنجازه أول من أمس، إضافة إلى البيان الختامي وبلاغ مكة، تم توزيعها على القادة، مشيرا إلى أنها تلقى تجاوبا كبيرا من خلال كلمات الرؤساء وإشارات التحفيز والتقدير.

ورأى أوغلي أن ذلك ينم على أن العالم الإسلامي يمر الآن بمرحلة جديدة يريد فيها أن يجد داخل إمكانياته الذاتية طريقا للخروج من المأزق. وقال «إن العالم الإسلامي يريد أن يأتي الحل من الداخل، ومن خلال استخدام الطاقات الداخلية وليس من الخارج».