انشغال المصريين باكتتاب «الاتصالات» يطغى على اهتمامهم بالانتخابات البرلمانية

TT

انشغل المصريون بأنباء اكتتاب الشركة «المصرية للاتصالات» إلى حد كاد يغطي على اهتمامهم بانتخابات «برلمان المستقبل» التي جرت جولتها الأخيرة أمس، ويتحدد على ضوء نتائجها ما إذا كان الحزب الوطني سيحكم بأغلبية مريحة، أم أنه سيفقد الأغلبية البرلمانية لأول مرة في تاريخه مع الصعود الدرامي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانوناً. وفيما كانت أعمال العنف تتواصل في الجولة الأخيرة للانتخابات، كان هناك تزاحم وعنف من نوع آخر وإرهاق في اليوم الأخير للاكتتاب في أسهم «الاتصالات» الذي يعد أكبر طرح يشهده سوق الأوراق المالية في تاريخه.

واضطرت شركات سمسرة ووساطة في الأوراق المالية إلى استدعاء قوات الشرطة للسيطرة على تجمهر المواطنين الراغبين بالمشاركة في الاكتتاب، فيما قامت شركات أخرى بغلق أبوابها بالسلاسل الحديدية لمنع دخول مكتتبين جدد.

وبدأ الاكتتاب العام المخصص للمستثمرين الأفراد في 153 مليون سهم تمثل 9% من أسهم المصرية للاتصالات يوم الثلاثاء الماضي، واضطرت الجهات المنظمة للسوق إلى السماح لشركات السمسرة (لأول مرة في تاريخ السوق) بالعمل 21 ساعة يومياً وإلغاء العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت الماضيين لتسجيل طلبات الاكتتاب.

ومن شدة إرهاق العاملين بشركات السمسرة، وعدم استطاعتهم الحصول على قسط من النوم، سقط عدد منهم مغشياً عليه، ووفق رصد قامت به «الشرق الأوسط» تم نقل 7 سماسرة إلى المستشفيات مصابين بهبوط في الدورة الدموية، أو إرهاق شديد. وقررت شركات السمسرة رفض قبول أي أموال من العملاء في خزائنها بعدما تكدست «رزم الفلوس» في الردهات، وطلبت من عملائها إيداع أموال الاكتتاب في البنوك، ما أدى لتجمهر المئات على فروع المصارف المختلفة خاصة في منطقتي وسط القاهرة وحي المهندسين والدقي، واضطر مدير فرع بنك مصر بوسط العاصمة إلى استدعاء قوات الأمن المركزي لتنظيم دخول المستثمرين إلى مقر الفرع.

وشهد سوق الذهب موجات بيع واسعة من مواطنين بسطاء قرروا بيع ذهب زوجاتهم وبناتهم للمشاركة في الاكتتاب، سعياً وراء الأرباح الخيالية التي تحققت في اكتتابين سابقين لشركتي آموك وسيدي كرير، كما انخفض سعر الدولار مقابل الجنيه إلى 5.67 جنيه مقابل 5.79 جنيه قبل بدء الاكتتاب بعدما حدثت موجات بيع للعملة الأميركية لتوفير أموال لـ«المصرية للاتصالات».

وحتى الثانية ظهراً بتوقيت القاهرة بلغ حجم طلبات الاكتتاب 1.5 مليار سهم (الأسهم المطروحة للبيع 153 مليون سهم فقط) أي أن معدل التغطية قبل ساعة ونصف الساعة من غلق باب الاكتتاب وصل إلى 10 مرات، وبذلك يكون طرح «المصرية للاتصالات» قد نجح في جذب أكثر من 20 مليار جنيه (3.47 مليار دولار) من أموال المصريين الذين كانوا في السابق يفضلون في الغالب وضعها «تحت البلاطة».

ورغم أن توقعات محللين ماليين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» تشير إلى أن سهم المصرية للاتصالات لن يحقق أرباحا تزيد عن 25% عند بدء تداوله إلا أن المصريين كعادتهم راحوا ينسجون حكايات عن الأرباح المتوقعة التي قد تصل إلى 100%.