أصدرت محكمة الجزاء الدولية في لاهاي والخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة حكما بالسجن لمدة 20 سنة على القائد الكرواتي السابق في ميليشيات كروات البوسنة ميروسلاف برالو، 38 سنة، وذلك بعد إدانته بجرائم القتل والاغتصاب والتعذيب والتهجير في مناطق وسط البوسنة بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) سنة 1993. وكان برالو العضو السابق في فرقة «الجوكر» العسكرية الكرواتية، قد اعترف في 19 يوليو سنة 1993 بالمسؤولية عن جرائم القتل وحرق منازل ومساجد البوشناق المسلمين في أحميتشي، حيث قتل 116 فردا من المدنيين البوشناق، بتاريخ 16 أبريل (نيسان) 1993، من بينهم أطفال، ولم تسلم من مذابحه منطقة ناديوتسا ومنطقة كتارينا التي قتل فيها عدد من المدنيين البوشناق بدم بارد، إضافة لمناطق أخرى في وسط البوسنة. وذلك في معرض التباهي أمام الصحافة الكرواتية، وجدد اعترافاته التي كانت مشوبة بالكثير من الغرور والصلف أمام القيادة العسكرية لقوات يوإنبرفور التابعة للأمم المتحدة في ذلك الحين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 تم اعتقال برالوا ونقله إلى محكمة لاهاي، واعترف في 19 يوليو الماضي بكافة الجرائم المنسوبة إليه وهي ثماني جرائم من بينها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وخرق اتفاقية جنيف الخاصة بوضع المدنيين اثناء الحرب. من المنتظر أن يتم نقله إلى بلد اوروبي آخر لقضاء فترة العقوبة. ولم يكن يخطر ببال برالو، كما قال بعد ذلك، أن المجتمع الدولي سيقيم محكمة لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، وتتم إدانته باعترافاته الصحافية والادارية. وقد مثل هيئة المحكمة ثلاثة قضاة هم باتريك روبنسون من بريطانيا وبونومي من فرنسا وكوون من اليابان. ووجه القاضي روبنسون كلمة للجاني قبل أن ينطق بالحكم «لقد اعترفت بالجرائم التي نسبت إليك، والتي بسببها تم جلبك للمحاكمة، ولكن الحكم الذي صدر بحقك لا يمكن أن يعوض ما جنيته على ضحاياك» ثم نطق بالحكم. وكانت محكمة لاهاي قد أصدرت منذ سنة 1993 قائمة بالمطلوبين المتهمين بارتكاب جرائم حرب تضم 161 شخصا، صدر الحكم حتى الآن على 88 منهم، بينما لا يزال 7 متهمين في حالة فرار، على رأسهم زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراجيتش وقائد قواته الجنرال راتكو ملاديتش.