مسؤول في الخارجية الأميركية: لا صفقة مع سورية ولا نريد سقوط النظام بل «تحسين سلوكه»

قال إن واشنطن تعارض بقاء حزب الله «دولة ضمن الدولة»

TT

أكد مصدر دبلوماسي أميركي أمس، أن لا صفقة بين بلاده وسورية، يمكن ان يدفع ثمنها لبنان، لكنه شدد في المقابل على ان الولايات المتحدة لا تريد اسقاط النظام السوري، بل تحسين سلوكه «خصوصاً في العراق ولبنان». واعتبر المصدر، وهو مدير في دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاميركية، ان هناك «سوء تفاهم» في ما يتعلق بـ«حزب الله»، الذي نعارض جزءاً صغيراً جداً من نشاطاته، مؤيداً انخراطه في الحياة السياسية، ومعارضاً كونه «دولة ضمن الدولة». وجدد المسؤول الأميركي في لقاء «اوف ذي ريكورد» مع عدد محدود من الصحافيين اللبنانيين في نادي الصحافة في بيروت، على هامش زيارة يقوم بها للبنان، تأييد بلاده للاصلاحات في لبنان، لكنه شدد على ان هذا لا يعني ان بلاده «ستقود التغيير». واوضح في مستهل اللقاء ان السياسة الاميركية في المنطقة تركز على ثلاثة معطيات:

1ـ الارهاب الذي كان ولا يزال في اولوية الاهتمامات الاميركية 2 ـ جدول الحرية (الحريات في العالم العربي) 3 ـ الاعتراف بضرورة تشجيع حل نهائي للقضية الفلسطينية.

ويعترف المصدر بأن بلاده كانت تراهن على الاستقرار في المنطقة على حساب الحرية، فخسرت الاثنين، معتبراً ان الكلام عن الحرية والديمقراطية في المنطقة ليس محاولة هيمنة جديدة، ولا مجرد كلمات في الهواء، «فالحرية موقف اساسي اميركي» قائلاً: «نحن نريد مشاهدة تقدم وانفتاح، لا لأننا منظمة خيرية، بل بسبب المصالح الاميركية، فالديمقراطية هي من مصالح اميركا في المنطقة».

واعتبر ان السياسة الاميركية في لبنان كانت مرتبطة بـ«حقيقة» موجودة منذ وقت طويل، رافضاً وصف هذا الموقف بـ«الإهمال»، لكنه تعامل مع امر واقع. وقال: «كان هناك نوع من اليأس وصل الى حد ان الاميركيين اقتنعوا بأنهم حاولوا وفشلوا، وان هناك اولويات اخرى في السياسة». واعترف بأنه على رغم أهمية لبنان واقتناع المسؤولين الأميركيين بوجود مجال لممارسة بعض المصالح، الا انه كانت هناك اشياء اخرى اهم من لبنان.

ودافع المصدر عن نظرية «الفوضى البناءة»، من دون ان يتبناها، معتبراً ان الناس في المنطقة «لم تعتد بعد الخروج من واقعها القائم، فتسمي ما يحدث فوضى، لكننا نسميه حرية». وقال: «نحن نؤيد العملية الديمقراطية، لكن هذا لا يعني أننا سندير هذه العملية التغييرية. العملية السياسية أهم من الافراد أو التيارات، ولا أحد يعرف كيف ستتحقق فيه الديمقراطية. طبيعة التغيير هي ان كل شيء ايجابي ممكن وكل شيء سلبي ممكن ايضاً، كما ان التغيير ليس مريحا للكثيرين».

ورأى المصدر ان هناك «سوء فهم لدى بعض اللبنانيين يعتمد على نظرية المؤامرة عند العرب»، مؤكداً «ان تحسن العلاقة بين سورية والمجتمع الدولي، لا يمكن ان يتم على حساب لبنان»، مشدداً على ان «لا صفقات مع النظام السوري وتحسين سلوك النظام لا يعني عودته الى وضعه السابق».

ورفض القول بوجود «تنازلات» في موضوع التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكنه تحدث عن ضرورة ايجاد «توازن بين اكتشاف الحقيقة والمرونة السياسية في الامم المتحدة»، قائلاً: «اكتشاف الحقيقة امر اساسي.. وفي النهاية هذا بحث عن جريمة ويجب ان نستفيد من كل الطرق المتاحة امامنا، مع الاحتفاظ بمبدأ ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته». وتحدث المصدر عن «سوء تفاهم» في موضوع «حزب الله»، قائلاً بعدما رسم خطا طويلا على ورقة اعتبره نشاط «حزب الله» ثم دائرة صغيرة جدا في آخره، هي نشاطه العسكري الذي يمثل اعتراض الادارة الاميركية على الحزب. واضاف: «لدينا مشكلة مع جزء صغير جدا من نشاط الحزب، ولا مشكلة لدينا في نضاله للحصول على حقوق المستضعفين الشيعة أو كجمعية خيرية أو تنظيم سياسي». مشدداً على ان موقف بلاده لا يتضمن «رفضاً للمشاركة الشيعية في النظام، انما يجب على حزب الله ان يحدد هل هو جزء من الحياة السياسية او العسكرية».