الشاهد «و»: وصل بنا الجوع في سجن أبو غريب «إلى مرحلة طلب أحدنا أن نذبحه إذا لم يتوفر الطعام»

المحكمة تؤجل جلساتها أسبوعين بعد تنفيذ صدام تهديده بالمقاطعة

TT

بغداد ـ وكالات الانباء: رفعت المحكمة الجنائية العراقية التي تحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه، جلساتها الى 21 من الشهر الحالي بعد جلسة قاطعها صدام.

وأعلن القرار رئيس المحكمة القاضي رزكار محمد امين في ختام جلسة امس التي ادلى خلالها شاهدان بإفادتيهما بشأن قضية الدجيل، التي يتهم فيها الرئيس المخلوع ومعاونوه السبعة بقتل نحو 150 شخصا ومعاملة مئات آخرين بقسوة اثر وقوع ما وصفت بأنها محاولة لاغتيال صدام في عام 1982.

واستؤنفت جلسات المحاكمة امس متأخرة عدة ساعات عن موعدها المعتاد بسبب تنفيذ الرئيس السابق تهديده الذي اطلقه في نهاية جلسة اول من امس بمقاطعة المحاكمة، اذا لم تحقق مطالبه، وبينها تأجيل المحاكمة ووقف ما وصفه بمعاملة سيئة له ولمعاونيه في السجن.

وبدأت الجلسة عند الساعة الثالثة و10 دقائق بعد الظهر بتوقيت بغداد (12.10 بتوقيت غرنتش).

وقال خليل الدليمي، محامي صدام الرئيسي، للقاضي ان صدام الذي أنهى الجلسة الرابعة للمحاكمة اول من أمس بقوله للقضاة «اذهبوا للجحيم» سيتغيب عن الجلسة. وقال القاضي امين «المحكمة ستستمر في اجراءاتها وستحيط المتهم علما بما يتم من مجريات اثناء غيابه، وانا هنا اتحدث عن صدام حسين»، ثم نادى على الشاهد الاول.

وخلا المقعد الذي كان يجلس عليه صدام في مقدمة قفص الاتهام.

وقال مصدر مطلع على ما يدور في المحكمة إن محامي الدفاع أمضوا صباح امس في مباحثات مع القضاة وصدام بشأن الخطوة القادمة.

وحمل الشاهد الاول في جلسة امس اسم «الشاهد. و»، وهو الشاهد السادس بعد ان استمعت المحكمة في جلسة امس الى خمسة شهود كان من بينهم امرأتان.

واستخدمت المحكمة في جلسات امس وأول من امس الحروف الابجدية في تعاملها مع الشهود الذين لم تظهر صورهم امام كاميرا التلفزيون، وهو إجراء قالت عنه المحكمة انه لدواع أمنية. وقال الشاهد «و» انه اعتقل في اليوم الاول لأحداث الدجيل وان رجال الأمن اخبروا والده عند اعتقاله انه «لن يغيب اكثر من عشر دقائق». وأضاف انه تعرض «لشتى انواع التعذيب لمدة 70 يوما على يد رجال المخابرات» الذين كان يشرف عليهم برزان التكريتي، الاخ غير الشقيق لصدام.

وتابع انه نقل «بعد ذلك الى سجن ابو غريب» (غرب بغداد) «حيث وصل بنا الجوع الى مرحلة طلب احدنا اما ذبحه واما اطعامه».

وتدخل برزان مرارا مقاطعا الشاهد، طالبا اسماء الضباط الذين اشرفوا على تعذيبه، فتدخل رئيس المحكمة طالبا منه «عدم مقاطعة الشاهد».

وكانت جلسة اول من امس قد انتهت مع قول صدام للمحكمة «اذهبوا الى الجحيم» لأنها لم تستجب لمطالبه.

وكان الرئيس العراقي السابق سأل رئيس المحكمة الذي اعلن ان المحاكمة ستستأنف اليوم «هل انتم تتعمدون ان تأتوا بمشتكين هلكانين (متعبين)؟». وكرر صدام عدة مرات قوله انه لن يحضر محاكمة غير نزيهة، شاكيا ايضا من اوضاع سجنه والمعاناة التي يلقاها المتهمون. وقال ايضا «ملابسنا وسخة، ولا مجال للحمام او التدخين، وزمننا من هذه المحاكمة هو 10 في المائة فقط» من الوقت، متسائلا «هل هذه هي العدالة؟».

وطلبت هيئة الدفاع ارجاء المحاكمة للسماح للمتهمين بالاستراحة، لكن القاضي رفض، مؤكدا الاستماع الى شاهدين الاربعاء وقال «سنقرر بعد ذلك موعدا جديدا لمتابعة المحاكمة». وتعبيرا عن استيائه، صرخ صدام عندئذ «اذهبوا الى الجحيم».

وتميزت جلسة اول من امس التي استغرقت خمس ساعات ونصف الساعة بتقديم خمسة شهود بينهم امرأتان جاءتا لتشهدا امام المحكمة من وراء ستار من دون الكشف عن هويتهما.

ووصفت هاتان المرأتان إقامتهما في السجن واشتكتا من عمليات تعذيب وسوء معاملة.

من جانبه، عاش برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام نصف يوم مثيرا خلال الجلسة، وطلب من المحكمة عدم الاعتداد بشهادة «الجهلة».

أقوال من المحاكمة > صدام للقاضي في ختام جلسة اول من امس: «لن أعود إلى محكمة غير عادلة... اذهبوا إلى الجحيم، كلكم عملاء لأميركا».

> برزان للقضاة والشهود «يا جماعة أنصفوا انفسكم وبلدكم وقائدكم (صدام). هذا الرجل هو أبو العراق».

> صدام عن البساتين التي جرفت في الدجيل: «البساتين في كل مكان ومن حق الدولة ان تستملكها وتستملك اي ارض اخرى، وهذا ما حصل بقرار قانوني شمل خمسة بساتين اطلقت منها النار على رئيس الدولة».

> مسؤول بالمحكمة عن رفض صدام دخول القاعة امس: «يمكن من حيث المبدأ المضي في المحاكمة من دون المتهمين، لكن رئيس المحكمة يحرص في المرحلة الحالية على أن يحضر صدام الجلسات».

> الشاهد «و»: «اعتقلوني في اليوم الأول لأحداث الدجيل وقال رجال الامن لوالدي إنني لن اغيب اكثر من عشر دقائق وعذبوني 70 يوما في المخابرات قبل ان ينقلوني الى سجن ابو غريب لأعاني الجوع».