تويني يشيّع اليوم في بيروت وزملاؤه النواب يستقبلونه ويودعونه في جلسة عامة

إضراب يشمل المؤسسات التربوية والهيئات الاقتصادية والأسواق التجارية استنكارا للجريمة

TT

يشيَّع اليوم الى مثواه الاخير في بيروت، النائب والصحافي اللبناني جبران تويني، الذي قضى اول من امس بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في منطقة المكلس شرق العاصمة اللبنانية، بينما كان متجها من منزله في بيت مري الى مبنى جريدة «النهار» وسط بيروت.

ويتزامن القداس الجنائزي، الذي يقام للنائب الشهيد في كنيسة مار جاورجيوس قرب مقر البرلمان، مع جلسة يعقدها مجلس النواب تخصص لوداع وتأبين النائب تويني. ويستمر اليوم الاضراب في المدارس والجامعات، الذي بدأ امس بدعوة من وزير التربية خالد قباني ونقابات المعلمين والروابط الطلابية، استنكارا لجريمة اغتيال النائب تويني. فيما شهدت مناطق بيروت وجبل لبنان والبقاع والشمال اضرابا عاما. وامتنع المحامون عن حضور جلسات المحاكم شجباً للجريمة.

وتقبلت عائلة النائب تويني التعازي في كاتدرائية مار نقولا في الاشرفية. وبدا والده الوزير والسفير السابق رئيس تحرير «النهار» غسان تويني، متماسكا رغم الحزن الكبير. واحاط به المطران الياس عودة وشقيق والدة النائب تويني، الوزير مروان حمادة، وبنات الراحل وزوجته سهام عسيلي.

وكان في مقدم المعزين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس السابق للجمهورية الياس الهراوي. وقد امتنع الوزير حمادة عن الرد على اسئلة الصحافيين مكتفياً بالقول: «انا اليوم صائم عن التصريحات السياسية لاعطي لنفسي الوقت للبكاء على الشهيد جبران تويني، الذي انضمت روحه الى ارواح من سبقوه وكل من اصيب بهذه الهمجية الشرسة للنظام السوري المخابراتي المتهاوي في الوحشية، معتقدا انه سيعيد عقارب الساعة الى الوراء في لبنان». ودعا حمادة الرئيس السوري بشار الاسد ومحيطه المباشر الى «الكف عن الاعتداء على اللبنانيين». وقال: «المعركة مستمرة وسنربح». من جهة اخرى، تواصلت ردود الفعل الشاجبة لجريمة اغتيال تويني. وقررت جمعيات التجار في بيروت ومناطق لبنانية اخرى اقفال الاسواق اقفالا تاما اليوم، لمناسبة تشييع النائب الراحل. واعلنت نقابة المعلمين استمرار الاضراب اليوم شجبا للجريمة. كما اعلنت الاضراب بلديات المتن الشمالي. ودعت الندوة الاقتصادية القطاعات كافة للمشاركة في الاضراب العام اليوم حدادا على النائب تويني.

وفي بكركي، عرض البطريرك الماروني نصر الله صفير مع زواره تداعيات جريمة اغتيال تويني. وقال الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل عقب لقائه صفير: «هناك تصميم لدى القوى والقيادات المشاركة في انتفاضة 14 مارس (آذار) على السير قدما للوصول الى التغيير الذي ينشده اللبنانيون». ومن مستنكري جريمة اغتيال النائب تويني مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، الذي قال في برقية تعزية وجهها لآل تويني: «هذا ثمن استقلال لبنان، ان يسقط الرجال الواحد تلو الآخر دفاعا عن حريته وكرامته. قلم جريء شجاع سقط، ذهب ضحية الغدر الاعمى. الكلمة تواجه بالكلمة ولو كان هناك اختلاف كبير مع صاحب الكلمة. الذين قتلوه اعترفوا بالعجز عن مواجهته. لقد دخل التاريخ من اوسع ابوابه كبطل يدافع عن استقلال وطنه».

واستنكر الفريق العربي للحوار الاسلامي ـ المسيحي، في بيان اصدره امس، جريمة اغتيال النائب تويني. واعتبر «ان الجريمة استهدفت رجل الاعلام والصوت الجريء، كما استهدفت الرأي الحر والسلم الاهلي في لبنان».

وقال النائب في «تيار المستقبل» سمير الجسر: «ان الذين تجتاحهم المخاوف من تقرير ميليس قرروا اجتياح الساحة اللبنانية مجدداً، عبر تنفيذ جريمة اغتيال النائب الشهيد جبران تويني». وقال رئيس اتحاد الغرف اللبنانية عدنان القصار: «ان قدر لبنان ان يدفع دائماً ثمن حريته وحرية الكلمة فيه بالدم والنار». واصدرت الهيئة الادارية لمنتدى سفراء لبنان بياناً اعتبرت فيه «ان جريمة اغتيال النائب تويني تستهدف امن الوطن واستقراره وعافيته وقراره الحر». واستنكر جريمة الاغتيال النواب علي خريس حركة «امل»، جمال الجراح (كتلة المستقبل)، موريس فاضل، عباس هاشم (الاصلاح والتغيير)، انور الخليل (التنمية والتحرير)، النائب السابق نجاح واكيم، الرابطة المارونية، المنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان، جمعية المقاصد الاسلامية، وزير الصناعة بيار الجميل، حركة اليسار الديمقراطي، الهيئة الادارية لاتحاد الجمعيات البيروتية. ومن جانبه، دعا «حزب الله» الى الالتزام باقفال المدارس اليوم في مناطق بعلبك والجنوب تنديداً بجريمة اغتيال النائب تويني.