أول جلسة للبرلمان المصري الجديد: الإخوان أعطوا أصواتهم لسرور ورفضوا الوكيلة

بعض نواب الجماعة أصر على إرفاق كلمة شيخ باسمه

TT

منح نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب، مجموعة الـ«88» أمس، ثقتهم للدكتور أحمد فتحي سرور رئيساً للبرلمان، في أول دوراته البرلمانية الجديدة، وذلك للعام السادس عشر على التوالي، مشاركين ضمن 413 نائباً منحوا أصواتهم للدكتور سرور في الانتخابات على منصب رئيس البرلمان من دون تحفظ، في حين بلغ عدد الأصوات الباطلة صوتين. وحصل سرور على هذا المنصب، باجماع أصوات النواب الحاضرين للجلسة بالأصوات الصحيحة.

وفازت الدكتورة زينب رضوان النائبة المعينة بمنصب وكيل البرلمان، عن الفئات وحصلت على 320 صوتاً من بين 420 صوتاً، وبلغت الأصوات الباطلة ثلاثة أصوات، ولم ينافسها أحد في حين تغلب عبد العزيز مصطفى بمنصب وكيل البرلمان عن العمال، بعد تغلبه على مرشح الاخوان علي فتح الباب نائب التبين، بما تمثل المفاجأة الوحيدة في جلسة أمس، حيث حصل مرشح الحزب الحاكم على 289 صوتاً في حين حصل منافسه علي فتح الباب على 128 صوتاً، وهو ما يؤكد عدم تصويت نواب الاخوان لصالح د. زينب رضوان، في حين كان من الطبيعي منح الإخوان أصواتهم لصالح مرشحهم فتح الباب. وكان عدد النواب الذين شاركوا في انتخابات الوكيلين 420 نائباً.

يذكر أن عدد نواب البرلمان 442 نائباً، نظراً لعدم وجود 12 نائباً لم يتم انتخابهم بعد لتأجيل الانتخابات في ست دوائر انتخابية.

وألقى د. سرور كلمة بمناسبة فوزه أكد فيها على ما يتطلع اليه الشعب من آمال وتطلعات من نوابه، مؤكداً الحيدة والنزاهة في ادارة البرلمان، وألقى الوكيلان والحكومة كلمات في هذه المناسبة.

وقد تحدد يوم الاثنين القادم، موعداً جديداً لالقاء الرئيس حسني مبارك خطابه السياسي أمام مجلس الشعب والشورى، متأخراً عن موعده المقرر من قبل 48 ساعة، في حين أعلن د. سرور ان انتخابات هيئات المكاتب سوف تجرى في الجلسات التي سيعقدها البرلمان يوم 24 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

وقد ضرب نواب كتلة الإخوان المسلمين، كافة التوقعات بإثارة الشغب والاثارة في أولى جلسات مجلس الشعب الجديد أمس، حيث التزم نواب الاخوان الهدوء الكامل، واكتفى المتحدث الرسمي الاعلامي باسم كتلة الاخوان بإشارات متبادلة، عكست الاستياء الإخواني عند أداء الدكتور مصطفى الفقي نائب دمنهور اليمين الدستورية. وتبادل د. حمدي حسن بضحكات ساخرة هذه الاشارات، مع أحد قياديي الحزب الوطني، الذي كان في المواجهة. في حين تجنب الفقي النظر خلال أداء اليمين وبعده إلى نواب الاخوان، ثم غادر الفقي القاعة بعض الوقت، حتى حان موعد انتخاب رئيس البرلمان والوكيلين.

في الوقت نفسه تمسك نواب الاخوان البارزين بألقابهم الدينية، ورفض سيد عسكر أحد قياديي الاخوان، اطلاق اسم السيد سيد عسكر، عن مناداته لأداء القسم، وطالب سكرتير الجلسة بلفظ الشيخ سيد عسكر قائلاً «الشيخ سيد عسكر يا أخي، هذا لقب علمي»، في حين رفض رجب الحبش اسقاط لقب الدكتور من توصيفه، وأبدى ملاحظاته بذلك. في الوقت نفسه وضح أن الانقسامات داخل الهيئة البرلمانية الوفدية، قد حالت دون استمرار حضور اعضائها، حيث غادر محمود أباظة الوفدي القاعة بعد قليل من أداء اليمين. وجلس محمد عبد العليم الذي اختير مؤقتاً المتحدث الرسمي بالهيئة البرلمانية الوفدية، وعاد أباظة إلى القاعة بعد فترة وجيزة.

ولوحظ عند أداء الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان، اليمين الدستورية، ملاحقة نواب الاخوان له بتصفيق حاد، دوى في جنبات القاعة. وهو ما أدهش نواب الحزب الحاكم.

في الوقت نفسه قال حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان، إن عدم ترشيح أحد نواب الاخوان ضد مرشح الحزب الوطني الدكتور أحمد فتحي سرور على منصب رئيس البرلمان، يرجع إلى تقدير الاخوان للدكتور سرور، قائلاً لقد عاشرناه خمس سنوات، ولمسنا منه حرصه على الممارسة الديمقراطية. ولم يفسر عدم ترشيح أحد الاخوان على منصب وكيل البرلمان على الفئات ضد مرشحة الحزب الحاكم د. زينب رضوان، واكتفى بنفي وجود مرشح، في حين أكد أن الاخوان رشحوا علي فتح الباب نائب الاخوان على منصب وكيل البرلمان عن العمال، ضد مرشح الوطني عبد العزيز مصطفى.

من ناحية أخرى، سادت حالة من الارتباك في أروقة لجان مجلس الشعب، نتيجة تأجيل انتخابات هيئة مكاتبها إلى الأسبوع القادم، ولأول مرة في تاريخ البرلمان، وبدت الصورة واضحة أن موظفي البرلمان في هذه اللجان، يتولون ادارة شؤونها الادارية وتيسير الأعمال العادية، حتى الأسبوع المقبل، موعد انتخابات هيئات مكاتب اللجان.

وكانت انتخابات رئاسة ووكلاء هذه اللجان، قد تأجلت بصورة مفاجأة، على خلفية فشل الحزب الوطني الحاكم في التوصل إلى صيغة توفيقية لاختيار مرشحيه بين نواب الهيئة البرلمانية، الذين تدافعوا من أجل الحصول على مناصب فيها، واحتدمت الصراعات بينهم.

في الوقت نفسه كشفت مصادر قريبة الصلة من مجريات الأحداث، داخل الهيئة البرلمانية، عن أن المخاوف الواضحة من ملاحقة نواب الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين وترتيباتهم للحصول على مناصب في هذه اللجان، فرضت على الحزب الحاكم وضع قواعد خاصة للاختيار وتصفية الصراعات الداخلية بين نوابه، لتجنب الصدام بينهم عند اجراء الانتخابات في اللجان النوعية للبرلمان، وحدوث أية انشقاقات تستغلها المعارضة للنفاذ إلى الحصول على مواقع قيادية فيها.

في الوقت نفسه نفى نواب بارزون من الحزب الوطني في البرلمان الجديد، وجود صفقات سرية مع كتلة الاخوان المسلمين أو نواب جبهة المعارضة البرلمانية الوفد والتجمع وجناح شرفاء «الغد» حول انتخابات اللجان. وقال النواب ومن بينهم عبد الرحيم الغول ومحمد سيد أحمد وابراهيم الجوجري، أن الحزب يعتمد على نفسه في ادارة المعركة الانتخابية لشغل 76 موقعاً قيادياً في اللجان البرلمانية. وقد دخل النواب المعينون حلبة الصراع على رئاسة بعض اللجان، ومن بينهم الدكتور رمزي الشاعر واسكندر غطاس وسناء سلامة البنا، فيما تردد أن رئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي، سوف تسند إلى أحد النواب الاقباط المعينين، كما سيكون لهم تمثيل في هيئات مكاتب البرلمان خاصة د. جورجيت صبحي وابتسام ميخائيل.

وقامت أكثر من عشر محطات تلفزيونية فضائية عربية وأجنبية، بتصوير وقائع الجلسة وحضر أطقم مصورين ومحررين منها، مع التركيز الواضح على نواب الاخوان المسلمين.

وقد حضرت د. آمال عثمان وكيلة البرلمان السابق، وجلست في المقعد الأخير، إلى جوار أحمد شوبير نائب الغربية ولاعب الكرة السابق.