الانتخابات رهان بوش لخفض القوات في العراق

الرئيس الأميركي أفكر أبدا بتقسيم العراق

TT

واشنطن ـ اف ب: يأمل الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي يتعرض لانتقادات متزايدة حول الملف العراقي، في ان تساعده الانتخابات التشريعية العراقية على بدء سحب حوالي 155 الف جندي اميركي. وقد اكد بوش مساء اول من امس، انه واثق من ان العراقيين سيكذبون مجددا اسوأ التوقعات، بتوجههم الى صناديق الاقتراع غدا.

وفي خطاب القاه في فيلادلفيا (بنسلفانيا، شرق) هو الثالث خلال اسابيع، حول الاستراتيجية الاميركية في العراق، رأى الرئيس الاميركي ان عام 2005 شكل «منعطفا في تاريخ العراق (...) وتاريخ الشرق الاوسط وتاريخ الحرية». وقال انه «تحول كبير في بلد لم يكن يملك اية تجربة في الديمقراطية ويكافح لتجاوز ارث تركه احد اسوأ الانظمة المستبدة التي عرفها العالم». وتحدث بوش عن اغلاق اربعين قاعدة في العراق او نقلها الى عراقيين، الا ان المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان حرص على التأكيد، بعد الخطاب، ان القوات الاميركية اغلقت او نقلت الى العراقيين ثلاثين من اصل تسعين قاعدة وليس اربعين.

وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد اكد الخميس الماضي انه مباشرة بعد الانتخابات يفترض ان يتراجع عدد الجنود ليصل الى ما بين 137 و138 الف جندي، بعد ان تم تعزيزه خلال فترة ما قبل الانتخابات. لكنه لم يعلن عن التزامات للفترة التالية التي ستكون رهنا بتطور الاوضاع الأمنية في العراق، وتدريب الجيش العراقي بحسب ادارة بوش.

وفي مواجهة تشكيك الرأي العام الذي يطالب بعودة الجنود، اقر بوش بان هذه الحرب تشهد مراحل سلبية واخرى ايجابية وبأخطاء في اعادة اعمار العراق. وفيما اطلق البيت الابيض آلة اعلامية ضخمة، تؤكد انه لم تتم خسارة الحرب، اكد الرئيس انه «لا يؤيد المتشائمين في واشنطن، الذين يقولون انه ليس بامكاننا الانتصار في هذه الحرب». وبحسب استطلاع للرأي اجرته شبكة «سي بي اس» وصحيفة «نيويورك تايمز»، فان 68% من الاشخاص الذين استطلعت آراؤهم اعتبروا ان بوش «ليست لديه خطة واضحة للانتصار في العراق».

والى جانب دعاة السلام من اليسار، الذين عارضوا الحرب منذ بدايتها، فان عدد المعارضين الذين كانوا في بادئ الامر مؤيدين للحرب يتزايد. وسبب تزايد المعارضة للحرب في العراق، يستند الى تجاوز عدد القتلى من الجنود الاميركيين في العراق، الالفين والى حرب فيتنام التي ما زالت ماثلة في الاذهان.

ومن جهة ثانية اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه لم يفكر ابدا بتقسيم العراق لانه سيكون «كارثة». وردا على سؤال لشبكة التلفزيون الاميركية «ان بي سي» بعد خطاب جديد ألقاه حول الاستراتيجية الاميركية قبل الانتخابات التشريعية في العراق اول من امس، قال بوش انه لم يفكر ابدا بتقسيم العراق الى ثلاث دول للطوائف العراقية الكبرى: الشيعة والاكراد والسنة.

واضاف بوش «اعلم انه (العراق) سيكون موحدا وقائما على مبادئ عالمية (...) حرية العبادة ودولة القانون والملكية الفردية والسوق، وكلها تكون مرتبطة بدستور اقره العراقيون الذين سيعملون على تحسينه». وردا على سؤال بخصوص التقسيم اكد بوش «لا، ستحصل كارثة (...) في حال كانت هناك ثلاث دول منفصلة».

من ناحية ثانية، اعترف بوش بان عائدات النفط العراقي «ليست على درجة من الاهمية» وكانت متوقعة قبل الحرب. وقال ان «العراقيين يقومون حاليا باعداد ميزانيتهم بمساعدة صندوق النقد الدولي». وكان المتشددون في ادارة بوش يؤكدون قبل الحرب على العراق لإقناع الرأي العام بان الحرب لن تكلف دافعي الضرائب الاميركيين مبالغ كبيرة لانها ستمول من عائدات النفط العراقي.