أوروبا تهدد إيران بعقوبات اقتصادية وطهران تتوعد إسرائيل «برد مدمر»

مصادر: طهران اشترت 18 صاروخا من نوع «بي ام ـ 25» يصل إلى أوروبا الوسطى

TT

حذر وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار من رد عسكري «مدمر» في حال شنت اسرائيل هجوما على مواقع نووية ايرانية، وذلك فى أعقاب تهديدات اسرائيلية لطهران بسبب تصريحات رئيسها محمود احمدي نجاد حول نقل اسرائيل الى اوروبا، والمخاوف الاسرائيلية من ملفها النووي. يأتي ذلك فيما وجه الاتحاد الاوروبي تهديدا مباشرا الى طهران، بتلويحه بفرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب موقف رئيسها من اسرائيل، وتلميحه بأن المفاوضات النووية المتعثرة بالفعل قد يتزايد تعثرها، وتدخل خطر التجميد، اذا ما واصلت السياسة الايرانية مواقفها المتشددة. وقال وزير الدفاع الايراني في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الرسمية الايرانية أمس «ان سياسة الجمهورية الايرانية محض دفاعية، لكن ان تعرضنا لهجوم فان رد القوات المسلحة سيكون سريعا وحازما ومدمرا». وأدلى نجار بتصريحاته ردا على سؤال حول رد بلاده في حال شنت اسرائيل هجوما على منشآتها النووية، فيما اشار مسؤولون اسرائيليون ضمنا الى مثل هذا الاحتمال لمنع ايران من الحصول على القنبلة الذرية. وقال نجار ان «المصير الكارثي الذي لقيه (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) حين هاجم ايران يجب ان يكون عبرة لمسؤولي النظام الصهيوني»؛ في اشارة الى الحرب الايرانية ـ العراقية (1980-1988). وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس الثلاثاء ان ايران ستملك في غضون ثلاثة اشهر المهارة التكنولوجية الكافية لصناعة قنبلة نووية. وكان شارون اعلن في الاول من ديسمبر (كانون الاول) انه «لا يمكن لاسرائيل وليس اسرائيل فحسب، ان توافق على وضع تمتلك فيه ايران السلاح النووي. اننا نفعل كل ما في وسعنا لمواجهة مثل هذا الوضع».

ومن ناحيته، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر امس ان تصريحات احمدي نجاد غير مقبولة بالنسبة للاتحاد الاوروبي ومن شأنها ان تؤدي الى نتائج غير مرضية. وذكر فى تصريحات للصحافيين امس فى بروكسل على هامش القمة الاوروبية ان مثل هذه التصريحات تهدد الاستقرار. وأدان الاتحاد الاوروبي تلك التصريحات، وقال ان فرص التوصل الى حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الايراني لن تظل قائمة للأبد. وأعرب البيان عن القلق الاوروبي من جراء تقاعس طهران عن تبديد الشكوك بشأن نواياها النووية. كما شجب مشروع البيان الختامي للقمة الاوروبية التصريحات الايرانية، ووجه تحذيرا مفاده ان الحكومة الايرانية قد تواجه خطر العقوبات الاقتصادية بسبب مواقفها.

وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة من الكثير من العواصم العالمية على تصريحات احمدي نجاد، إلا أن بعض القيادات الدينية الايرانية دعمت تصريحات احمدي نجاد، فذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان آية الله علي مشكيني رجل الدين البارز ايد في خطبة الجمعة بمدينة قم أمس احمدي نجاد قائلا «التعليقات التي ادلى بها الرئيس مؤخرا... منطقية تماما، وهي ما يقوله جميع الايرانيين». وقال مشكيني «بعد الحرب العالمية الثانية.. نشر الصهاينة أكاذيب مفادها أن أدولف هتلر والنمسا وألمانيا قتلوا أكثر من ستة ملايين يهودي في أفران بهدف خلق موقف موات لهم في العالم». ومشكيني هو رئيس مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية التي يوكل اليها الانتخاب والاشراف على اداء الزعيم الاعلى لايران، وهو المنصب الذي يتولاه حاليا آية الله علي خامنئي. وقال مشكيني «البلدان الاوروبية ترد دائما لانها لا يمكنها تحمل التصريحات المنطقية التي يدلي بها الرئيس». وبينما كرس مشكيني أغلب خطبته للحديث عن تلك القضية لم يتعرض الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني لتعليقات أحمدي نجاد عندما خطب في المصلين في طهران.

الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس، أن معظم الاسرائيليين يعارضون توجيه ضربة عسكرية الى برنامج ايران النووي في الوقت الراهن، رغم مخاوف الدولة اليهودية من أن ايران تقترب من صنع قنبلة نووية.