قمة بروكسل: الخلافات عميقة حول الموازنة

TT

كل الدلائل تشير إلى أن ممثلي وسائل الإعلام المختلفة الذي يتابعون قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل تنتظرهم سهرة طويلة قد تمتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت في انتظار ما سوف تسفر عنه القمة على غرار ما حدث في قمة يونيو (حزيران) الماضي بسبب صعوبة المناقشات واتساع هوة الخلافات حول ملف الموازنة العامة للاتحاد. واعترف قادة دول الاتحاد الأوروبي بالمهمة الصعبة حول التوصل لاتفاق بشأن الموازنة العامة، وذلك عقب انتهاء عشاء العمل، الليلة قبل الماضية، وخلال تصريحات البعض منهم أمس في اليوم الثاني من القمة والمفترض ان يكون الأخير وسط احتمالات بتمديد أعمال القمة في حال استمرت الخلافات وبقاء فرص النجاح والفشل متساوية، وهو ما أكده رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون، عندما قال للصحافيين في بروكسل ان المناقشات بين القادة تميزت بالصراحة، ولكن هناك تباينا في وجهات النظر حول ملف الموازنة. وأضاف ان فرص التوصل إلى اتفاق لا تتعدى نسبة 50% وهو نفس الشيء الذي أكده رئيس الوزراء الهولندي بيتر بالكينيند امس قبل انعقاد جلسة بعد الظهر لاستئناف المناقشات حول الموازنة وبعض بنود البيان الختامي للقمة. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي ان الخلافات ما زالت كبيرة، وان لندن سوف تتقدم بمقترح جديد للموازنة. وأكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق من اجل تقديم المساعدات المالية اللازمة للدول المنضمة حديثا الى الاتحاد الأوروبي، وهي التصريحات التي فسرها البعض بمحاولة بريطانية لكسب ود تلك الدول التي تعتبر فقيرة بالنسبة للمعايير الأوروبية، والتي تنتظر الموافقة على الموازنة للحصول على المساهمات المالية لتحقيق إصلاحات اقتصادية. وارجع العديد من المراقبين السبب في تساوي فرص النجاح مع الفشل إلى إمكانية تحقيق مفاجأة وتتقدم بريطانيا بنقاط ايجابية في اللحظات الأخيرة تتضمن تقديم تنازلات اكبر، وفي المقابل تتقلص المعارضة الفرنسية والبولندية لمقترح الرئاسة البريطانية حول الموازنة العامة للفترة من 2007 الى 2013، والذي ينص على خفضها الى 846 مليار يورو وتعادل 1.03% من الناتج الإجمالي الأوروبي، وهناك اتجاه بريطاني بان يُعرضَ مقترح يتضمن زيادة الموازنة بنحو 2.5 مليار يورو، وان تتخلى لندن عن 8 مليارات يورو من الخصم الذي تستفيد منه على مساهماتها في الموازنة ولكن مصادر المجلس الأوروبي أفادت أمس ان المفوضية الأوروبية ـ الجهاز التنفيذي للاتحاد ـ ترى ان هذا المبلغ غير كاف، وهو نفس موقف فرنسا وبولندا، وهما على رأس الدول المعارضة للامتيازات التي تحصل عليها بريطانيا منذ فترة حكومة مارغريت ثاتشر. وفي الوقت الذي جرى فيه الاعلان عن اتساع هوة الخلافات بشأن الموازنة، اعلن وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت عن وجود اتفاق بين الدول الأعضاء على منح مقدونيا وضعية الدولة المرشحة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. وقال بوت أمام الصحافيين على هامش القمة انه لن يكون هناك موعد محدد في الوقت الحالي لانطلاق مفاوضات بين الجانبين حول حصول سكوبيه على عضوية الاتحاد. وأضاف ان الجانب الفرنسي كان بين الذين أيدوا هذا الأمر. وكانت باريس وراء عرقلة الاعتراف بوضعية مقدونيا كدولة مرشحة للحصول على العضوية خلال اجتماع المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل مطلع الأسبوع، الأمر الذي أدى إلى طرح الملف على القمة لمناقشته واتخاذ قرار فيه ورفضت القمة استغلال ملف مقدونيا للتأثير من اجل سرعة التوصل الى اتفاق حول الموازنة العامة للاتحاد الأوروبي.