معهد السلام الأميركي يشرف على مباحثات تغيير الدستور في البوسنة

الفرصة الأخيرة أمام صربيا لتفادي العقوبات بسبب عدم اعتقال كرادجيتش

TT

بدأ قادة 8 أحزاب بوسنية أمس مباحثات تغيير الدستور، تحت إشراف معهد السلام الاميركي ومراقبين من الاتحاد الاوروبي. وتهدف المباحثات إلى إقامة مؤسسات دستورية وفق المعايير الأوروبية للدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، وذلك لتهيئة البوسنة لمراحل الاندماج الأوروأطلسية. وقال وزير الخارجية البوسني ورئيس حزب «المبادرة الصربية»، ملادن ايفانيتش، إن المباحثات لن تتطرق لإزالة الكيانين الإداريين في البوسنة، وهو ما يعرف بربيبليكا صربسكا والفيدرالية البوشناقية الكرواتية. وكانت جهات سياسية بوشناقية قد تقدمت بطلب لتغيير مسمى ربيبليكا صربسكا لتنافيه والتركيبة السكانية للمناطق الإدارية المذكورة، ومساعي الاندماج في الشراكة الاوروأطلسية. إلا أن المحكمة الدستورية اعتبرت ذلك سابقا لأوانه. وقال دراغن تشوفيتش، رئيس حزب «التجمع الكرواتي الديمقراطي» إنه «بدون التطرق لإزالة الكيانين لا يمكن الحديث عن مشروع تغيير يشمل إقامة دولة تضم 10 مقاطعات». وأيد زعيم المعارضة الصربية في البوسنة، ميلوراد دوديك، قيام نظام رئاسي وحكومة مركزية و برلمان قوي. بينما شدد رئيس «حزب العمل الديمقراطي» وعضو مجلس الرئاسة، سليمان تيهيتش، على ضرورة أن تكون التغييرات «جذرية» وليس «مجرد عمليات تجميل»، وقال إن «حزب العمل الديمقراطي لن يقبل بعمليات التجميل الديكورية للإصلاحات المطلوبة في البوسنة». من جهة أخرى قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، نيكولاس بيرنز إنه «بعد 10 سنوات من انتهاء الحرب في البوسنة، حان الوقت لتغييرات ديمقراطية ودستورية، لضمان الاستقرار في البلاد ومنطقة البلقان، وعلى زعماء البوسنة أن ينظروا للمستقبل، لبناء دولتهم و مؤسساتها السياسية والاقتصادية»، وتابع «الولايات المتحدة تدعم التغييرات الدستورية في البوسنة والإصلاحات الجارية فيها» . إلى ذلك هدد المبعوث الدولي إلى البوسنة، بادي آشداون، صرب البوسنة بعقوبات صارمة بسبب ما وصفه المماطلة في اعتقال تسعة متهمين بارتكاب جرائم حرب، يتقدمهم زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراجيتش، وقائد قواته الجنرال راتكو ملاديتش. وقال آشداون «إذا لم يتعاون صرب البوسنة مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي، فإن عقوبات قاسية في انتظارهم»، وتابع «بعد تقرير المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب في لاهاي، كارلا ديل بونتي، أمام مجلس الأمن، والذي يؤكد عدم تعاون الصرب مع المحكمة الدولية، فإن صرب البوسنة سيواجهون عقوبات في المستقبل القريب»، وأكد أن «أكبر المشاكل العالقة هي التي يواجهها المجتمع الدولي في بنيالوكا (معقل صرب البوسنة ومركزهم الإداري ) وبلغراد»، وحول تأثير الأوضاع في كوسوفو على البوسنة، نفى المبعوث الدولي، وجود أي علاقة أو إمكانية أن يؤثر القرار النهائي في كوسوفو على البوسنة، وقال «لا يمكن ربط مستقبل البوسنة بتطورات الأوضاع في كوسوفو، أو مباحثات الحل النهائي، فالبوسنة دولة مستقلة، عضو في الأمم المتحدة ، ولديها حدود معترف بها دوليا، وهي ضمان للاستقرار في كامل المنطقة». وتأتي تهديدات آشداون في أعقاب تقرير قدمته المدعية العامة بمحكـمة جرائم الحـرب في لاهاي كـارلا ديل بونـتي إلى مجلس الأمن مساء أول امس الخميس، وأكدت فيه عدم تعاون صرب البوسنة وبلغراد مع محكمة لاهاي، ووصفت المباحثات التي تجريها وعـدد من المسؤولين الدوليين مع القـادة الصرب بأنها تشبـه «لعبـة القـط والفـأر» . وقال مستشار الرئيس الصربي لشؤون التعاون مع محكمة لاهاي يوفان سيميتش، بعد اتهامات دي بونتي لبلغراد أمام مجلس الأمن « ننتظر ضغوطات كبيرة، من قبل المجتمع الدولي بعد تقرير ديل وبنتي»، وكانت المدعية العامة بمحكمة لاهاي قد أكدت أن بلغراد «تماطل في اعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب»، وطالبت مجلس الأمن بممارسة ضغوطات على صربيا وصرب البوسنة لاجبارهما على التعاون مع المحكمة الدولية. وقد أعقبت تصريحات كارلا ديل بونتي وبادي آشداون، تحركات صربية تمثلت في الإعلان أمس عن تدريبات تجريها الشرطة المحلية في بنيالوكا لاعتقال الجنرال ستويان جوبلانين، المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد البوشناق المسلمين أثناء الحرب التي شنها الصرب ضد البوشناق في البوسنة 1992 / 1995. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية المحلية في بنيالوكا رادوفان بييتش «بدأت القوات الخاصة تدريبات شاقة لاعتقال الجنرال ستويان غوبلانين، المتهم بارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة لاهاي».على صعيد يعمل الصرب في كل من صربيا و البوسنة ومقدونيا على إفشال الاستفتاء المقرر العام القادم في الجبل الاسود، وذلك من خلال التسجيل في السجلات الرسمية بالجبل الأسود كمواطنين محليين. ومن بين الصرب من كان فعلا من سكان الجبل الأسود ولكنه رحل عنها قبل 20 سنة أو أكثر إلى مناطق كانت جزءا من يوغسلافيا السابقة. وكان الاتحاد الاوروبي قد طالب الجبل الأسود بالشفافية وإجراء الاستفتاء وفق المعايير الأوروبية. وفي مقدونيا قضت المحكمة العليا في سكوبيا بسجن الجنرال غوران ستولكوفا، قائد فرقة لا فوفي شبه العسكرية أثناء الحرب الجاهلية في مقدونيا لمدة عام كامل وذلك بعد إدانته الفساد وسرقة نحو 450 ألف يورو.