تأجيل محاكمة أورهان باموك بتهمة إهانة الدولة التركية

TT

تأجلت أمس محاكمة الكاتب التركي العالمي الشهير، أورهان باموك، 53 عاما، صاحب أكثر الكتب مبيعا في تركيا، حتى السابع من فبراير (شباط) القادم بعد أن طالبت المحكمة بالحصول على تصريح من وزارة العدل لمواصلة نظر القضية، حيث تبين في وقت سابق هذا الأسبوع أنه ينبغي الحصول على تصريح من وزارة العدل من أجل مواصلة نظر القضية أمام القضاء، ولكن هذا التصريح لم يكن قد صدر حتى أمس.

وأعلن وزير العدل، جميل جيتشيك، بهذا الصدد في تصريحات نشرت أمس أن قرار تأجيل القضية كان صائبا ولكن رفض الكشف عما إذا كانت وزارة ستصدر تصريحا بمواصلة نظر القضية. وأضاف جيتشيك انه ما زال ينتظر تسلم ملف الاتهام حول هذه القضية. ويواجه باموك، مؤلف كتب من بينها «الثلج» و«اسمي أحمر»، عقوبة بالسجن تصل إلى ثلاث سنوات بزعم «إهانة الدولة التركية» على خلفية تصريحات أدلى بها لصحيفة «تاجيس أنزيجر» السويسرية في السادس من فبراير(شباط) 2005 ذكر فيها أن نحو مليون أرمني قتلوا في مذابح حدثت في عهد الإمبراطورية العثمانية بالإضافة إلى 30 ألف كردي في العقود الأخيرة. ووجه الاتهام إلى باموك بموجب المادة 301 من قانون العقوبات التركي المعدل الذي وجهت له انتقادات على نطاق واسع في الخارج.

وتنفي تركيا ارتكاب عملية إبادة جماعية مطلقا خلال الحرب العالمية الأولى وتقول إن عدد الأرمن الذين لاقوا حتفهم أقل بكثير من الرقم الذي يتردد في ذلك الصدد وهو 5. 1 مليون شخص. وجعلت قضية باموك تركيا في بؤرة تركيز حيث احتشد عشرات من الصحافيين ونشطاء جماعات حقوق الإنسان ودبلوماسيين ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي خلال بدء المحاكمة أمس في ضاحية سيسيل في اسطنبول. وكان أولي رين، مفوض شؤون التوسيع بالاتحاد الأوروبي قد قال في بروكسل أمس «ليس أورهان باموك الذي سيمثل للمحاكمة.. وإنما تركيا». وكرر رين أول من أمس مخاوف أوروبا من فرض القيود على حرية التعبير في تركيا التي بدأت محادثات الانضمام إلى التكتل الأوروبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ورفضت الحكومة التركية أي تدخل في القضية، قائلة إن الأمر مطروح أمام القضاء، لكن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اتهم خلال زيارة الأسبوع الماضي إلى أستراليا جماعات حقوق الإنسان العالمية بمحاولة الضغط على القضاء التركي.