جدل حول رائد الاستنساخ في كوريا الجنوبية بعد اتهامات بتزوير أبحاثه

TT

رد عالم كوري جنوبي يتعرض عمله لتدقيق مكثف على مهاجميه امس، بأنه يملك دليلا على أن فريقه استطاع تكوين خلايا جذعية (خلايا المنشأ) صممت خصيصا لعلاج المرضى هذا العام، وانه سيكشف النقاب عن هذا الدليل قريبا. وقال هوانغ وو سوك رائد الاستنساخ الكوري الجنوبي خلال مؤتمر صحافي بث عبر التلفزيون في جامعة سيول الوطنية، انه يجري حاليا اذابة الخلايا الجذعية المجمدة لتحليلها، مشيراً الى توقع ظهور النتائج خلال عشرة أيام.

وأضاف هوانغ ان «اعضاء فريق البحث الستة تمكنوا من تكوين 11 خطاً (سلسلة) من الخلايا الجذعية وجميعهم أكدوا ذلك»، وفقا لما نقلته وكالة «رويترز». وتابع أن بعض الخلايا تلوثت بنوع من الفطريات، مشيرا الى أنه يعتزم أن يطلب من المدعين اجراء تحقيق بخصوص شكوكه بأنه جرى التلاعب بهذه الخلايا أو استبدالها.

وقد ادت هذه القضية واخرى سبقتها تتعلق بأخلاقيات الاساليب التي اتبعها العالم وفريقه في الابحاث الى أصداء واسعة النطاق خصوصا مع الجدل الدائر في العالم بشأن أبحاث الخلايا الجذعية.

وكانت أبحاث الفريق قد زادت من مكانة كوريا الجنوبية العلمية التي أصبح فيها هوانغ بطلا شعبيا. وكان الفريق العلمي قد نشر في مايو (ايار) الماضي دراسة في مجلة «ساينس» العلمية، عن خلايا جذعية مصممة خصيصا لعلاج مشاكل صحية عند البشر. وكان الاكتشاف مهما للغاية لانه قد يؤدي يوما ما الى علاج اصابات في العمود الفقري على سبيل المثال. وقال هوانغ انه سيسحب الدراسة من المجلة بسبب هذه الخلافات لكنه لم يشكك في النتائج التي وصل اليها. وأضاف أن دراسة متابعة سترسل الى مجلة أخرى ستعيد الثقة في ما توصل اليه.

وذكرت جامعة سيول الوطنية في وقت سابق أنها ستكثف التحقيق في ملف هوانغ، وذلك بعد أن صرح زميل له هو روه سونغ ايل الأخصائي في مجال أبحاث الخصوبة لوسائل الاعلام بأن هوانغ نفسه قال ان بعض الفقرات الرئيسية في الدراسة ملفقة. ولم يرد هوانغ على الاتهامات بشكل مباشر، لكنه قال ان لدى فريقه ملاحظات وصورا عن العملية لاثبات أنه استطاع تكوين الخلايا الجذعية. وقال انه شعر بالدهشة والاحراج عندما شاهد التقارير الاخبارية. ونشر فريقه في جامعة سيول الوطنية أول دراسة عن استنساخ جنين بشري في 2004 وقدم للعالم هذا العام أول كلب مستنسخ.

واشار روه في حديثه لوسائل الاعلام الى انه جرى تزوير تسعة من أصل 11 خطا من الخلايا الجذعية التي شكلت جزءا من الدراسة عن الخلايا المصممة لعلاج مشاكل صحية، فيما ألقيت ظلال من الشك على حقيقة الخطين الباقيين.

ووفقا لتقارير نشرت في وسائل الاعلام الكورية الجنوبية فان هناك احتمالا أن يكون التلاعب قد جرى ببعض الصور الفوتوغرافية لخطوط خلايا المنشأ لتظهر وكأنها 11 خطا منفصلا. وطلب هوانغ في الآونة الاخيرة من مجلة «ساينس» تصحيح بعض الصور في دراسته، لكن المجلة قالت انها لا تغير من النتائج التي توصل اليها. وواجه هوانج عاصفة اعلامية منذ اعتذاره في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتبرع سيدتين من صغار الباحثين في فريقه ببويضات لابحاثه ولانه لم يفصح عن ذلك في حينه.