مسؤول تركماني في كركوك يتهم الأكراد بـ«الغش» في الانتخابات

TT

كركوك ـ رويترز : اتهم مسؤول تركماني في مدينة كركوك، المتنازع عليها، الاكراد بالغش في الانتخابات التي جرت أول من أمس قائلا انه تم نقل آلاف الاشخاص بحافلات الى مراكز الاقتراع لتضخيم عدد أصوات الاكراد. ونفى الاكراد الاتهام.

وقال حسن توران، عضو بمجلس مدينة كركوك، ان مسؤولين من العرب السنة والشيعة سيتقدمون بشكوى رسمية مكتوبة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للمطالبة باجراء تصويت جديد تحت رعاية الامم المتحدة. واضاف «وقعت الكثير من المخالفات. لم يجد الكثير من الناخبين (غير الاكراد) اسماءهم في القوائم لانها ازيلت». وتابع «نقلت حافلات آلاف الاكراد من السليمانية واربيل للتصويت. والمفترض ان الطرق كانت مغلقة بين المحافظات».

لكن جلال جوهر، وهو مسؤول كردي في كركوك، قال انه لا اساس لتوجيه اتهامات للاكراد بارتكاب مخالفات. واضاف قائلا «لم نقم بأي عملية غش. لم يدل اي كردي بصوته في كركوك بدون ان يكون اسمه ضمن قائمة المسجلين».

ومستقبل كركوك، التي تمثل قلب صناعة النفط بشمال العراق، بين اكثر القضايا حساسية في العراق. ويدعي الاكراد والعرب والتركمان ان لهم حقوقا تاريخية في المدينة القديمة الواقعة على مسافة 250 كيلومترا الى الشمال من بغداد. ومن المزمع اجراء استفتاء لتحديد هوية كركوك.

وكان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قد طرد بالقوة آلاف الاكراد والتركمان من كركوك وابدلهم بمواطنين عرب من اماكن اخرى بالعراق في اطار سياسة للتعريب.

وقال جوهر ان بعض الاكراد الذين ادلوا بأصواتهم في كركوك كانوا طردوا من المدينة على يد صدام وان لهم الحق في التصويت في مسقط رأسهم بمقتضى الدستور العراقي. واضاف قائلا «بعضهم ما زالوا يعيشون في اربيل والسليمانية لكنهم مسجلون للتصويت في كركوك». وقال مسؤولون بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك انهم اضطروا لاعادة بعض الناخبين الاكراد على اعقابهم، لكن لم يتضح ان كانت لذلك علاقة بعدم تسجيلهم في قوائم الانتخابات او بسبب مخالفات.

وقال فرمان عبد الله، أحد المشرفين على مركز اقتراع اقيم في مدرسة ثانوية في بلدة آلتون كوبري شمال غربي كركوك، انه تمت اعادة 200 كردي بحلول ظهر اول من امس بدون السماح لهم بالتصويت. واضاف ان حوالي 1200 شخص ادلوا باصواتهم هناك، ومن المعتقد ان من بينهم 800 كردي. وقال «المشكلة الوحيدة التي نواجهها الان هي ان بعض الاسماء (المسجلة) لا وجود لها في القائمة».

ولا تزال مشاعر الوطنية الكردية فياضة.. وقال علي نوري، وهو مهندس معماري، ان الاكراد هم اصحاب الحق التاريخي في كركوك، مبرزا صعوبة تسوية تلك القضية. واضاف قائلا «بدءا من هذه الانتخابات نريد اعادة كركوك الى كردستان. الاكراد يتوقون منذ الستينيات لاستعادة كركوك». ورفرفت الاعلام الكردية من المباني والسيارات ولوح بها اطفال خارج احد مراكز الاقتراع. ولم يكن هناك اي وجود للعلم العراقي الذي ينظر اليه على انه رمز القمع في عهد صدام. وقال حسين صدر، 74 عاما، اثناء وقوفه بجانب شاب يرتدي الزي التقليدي لميليشيا البيشمركة الكردية «كركوك الآن لشعب كردستان».

زيباري: لدينا أمل قوي في أن يحتل التحالف الكردستاني المرتبة الثانية وزير الخارجية اعتبر الاقتراع «آخر مسمار في نعش الديكتاتورية» بالعراق اربيل ـ أ.ف.ب: صرح وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أمس ان الانتخابات التشريعية التي جرت اول من امس في العراق كانت «آخر مسمار يدق في نعش الديكتاتورية» بالعراق.

وقال زيباري في مؤتمر صحافي في اربيل (350 كلم شمال بغداد) ان «هذه الانتخابات قضت على اي تفكير او تصور بعودة الشمولية او الديكتاتورية الى العراق، وكانت آخر مسمار يدق في نعش الديكتاتورية في العراق». واضاف ان «يوم الانتخابات كان نجاحا للعراق. والشعب العراقي اثبت مجددا ان الغالبية العظمى منه تريد الديمقراطية».

واوضح زيباري، مرشح قائمة التحالف الكردستاني والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ان لـ«قائمة التحالف الكردستاني املا قويا بأن تحتل المركز الثاني في النتائج النهائية». واشار الى انه «بذلك سيكون للشعب الكردي دور اقوى في التشكيلة الحكومية القادمة».

وحول تشكيلة الحكومة المقبلة، توقع زيباري ان يكون «أصعب» مما كان عليه تشكيل الحكومة الحالية. وقال «هذه المرة قد لا يكون باستطاعة قائمتين تشكيل حكومة، لذا فإنه من الضروري ان تشارك ثلاث او اربع قوائم في تحالف واحد لتشكيل الحكومة». واكد ان «قائمتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد (الشيعي) أجريتا في السابق مباحثات لمدة ثلاثة اشهر حتى وصلتا الى اتفاق لتشكيل الحكومة العراقية»، موضحا ان «مباحثات مطولة ستجري مستقبلا للوصول الى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة المقبلة». واضاف ان الاكراد «لن يساوموا على احد المناصب السيادية في العراق لأن من حق الاكراد تولي احد المناصب السيادية».

وعن تأثير هذه الانتخابات وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة على الوضع الأمني في البلاد، قال زيباري «بتصوري ستكون لهذه الانتخابات تأثيرات ايجابية على الوضع الأمني والسياسي في العراق لأن المجموعات الارهابية والبعثية ستفقد قاعدتها، وسيُعزَلُونَ عن الشعب لان اكثرية الشعب العراقي ستشارك في العملية السياسية».

وضمت قائمة التحالف الكردستاني الحزبين الكرديين الرئيسيين شمال العراق؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني بالإضافة الى عدد من الأحزاب الاخرى.