نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية بلغت 69.97%.. وصلاح الدين سجلت أعلى رقم

تنظيمات سنية وقائمة علاوي تشكل 3 لجان لمتابعة «الخروقات» وتطالب بتدخل عربي ودولي

TT

أعلنت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات، أمس أن نسبة الاقبال على الانتخابات التشريعية التي جرت في العراق الاسبوع الماضي بلغت نحو 70 في المائة. وقال حسين الهنداوي، رئيس المفوضية في مؤتمر صحافي، ان عشرة ملايين و893413 ناخبا من اصل 15.5 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي، مما يجعل نسبة الاقبال على التصويت 97.69 في المائة، حسبما افادت وكالة رويترز. وتزيد هذه النسبة كثيرا على تلك التي شاركت في انتخابات يناير (كانون الثاني) وبلغت 58 في المائة، وعن نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور في أكتوبر (تشرين الاول) وبلغت 64 في المائة.

وأوضح الهنداوي ان «نسبة المشاركة في التصويت بلغت في بغداد 63% ونينوى 62% ودهوك 86% واربيل 76% والسليمانية 82% وكركوك 75% وديالى 71% والانبار 55% وبابل 75% وكربلاء 69% وواسط 67% وصلاح الدين 88% والنجف 70% والقادسية 69% والمثنى 65% وذي قار 71% وميسان 72% والبصرة 73%».

وشهدت الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعد ان أدى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي الى قيام برلمان كان تمثيلهم فيه ضعيفا جدا. وأكد الهنداوي ان «المفوضية بصدد مناقشة الطعون التي وصل عددها حتى الآن الى عشرين حالة من الخروقات التي تدخل ضمن المنطقة الحمراء، وستدرس كل حالة على حدة وتتخذ القرارات المناسبة بشأنها وبدون تردد وبشكل واضح وبالتشاور مع الجهات المعنية؛ اي خبراء الامم المتحدة». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فان المقصود بالمنطقة الحمراء في مفهوم المفوضية، انه في حال تم التثبت من عملية التزوير فانه يجري اعادة الانتخابات في المنطقة التي حدثت فيها.

وكشفت النتائج الاولية التي تم اعلانها من قبل المفوضية حلول لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية في بغداد والمحافظات الجنوبية التسعة في المرتبة الاولى، في حين حلت قائمة التوافق العراقية السنية بالمركز الاول في اربع محافظات هي صلاح الدين والانبار ونينوى وديالى، بينما حلت قائمة التحالف الكردستاني في المرتبة الاولى في اربع محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك وكركوك.

الى ذلك، نددت احزاب وتكتلات سنية عراقية ولائحة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي أمس بـ«تزوير» نتائج الانتخابات، وقررت مطالبة الامم المتحدة والجامعة العربية بالتدخل. وعقدت هذه القوى اجتماعا في مقر حركة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها اياد علاوي تم خلاله تشكيل «غرفة عمليات» شكلت بدورها ثلاث لجان مشتركة هي «لجنة متابعة الشكاوى والطعونات» و«لجنة خارجية» تعمل على ابلاغ الجامعة العربية والأمم المتحدة بالخروق و«لجنة داخلية» تعمل على جمع الوثائق التي تؤكد حصول الخروق في الانتخابات.

وشاركت في الاجتماع اضافة الى «القائمة العراقية» بزعامة علاوي، كل من جبهة التوافق العراقية (السنية) المكونة من الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر اهل السنة بزعامة عدنان الدليمي ومؤتمر الحوار الوطني بزعامة خلف العليان. كما حضر الاجتماعات صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني وعدد من الاحزاب والتيارات الصغيرة التي لم تحقق نتائج تذكر في الانتخابات. وأكد المطلك ان «هناك تحركات ستجري في الداخل والخارج وعلى كل المحاور الدولية والعربية». وأضاف ان «الجميع يؤكد ان الانتخابات مزورة ولا يجوز الاعتراف بها». وتابع «لذلك سوف نفضح عمليات التزوير وسنطالب المجتمع الدولي والمجتمع العربي بالضغط لإسقاط هذه الانتخابات وإبطالها وتشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة انقاذ وطني تعد لانتخابات بعد تغير المفوضية وحل الميليشيات».

واعترضت جبهة التوافق العراقية بشدة اول من أمس على النتائج التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد، والتي اشارت الى فوز الائتلاف العراقي الموحد الشيعي بـ 58% من اصوات الناخبين، فيما تحفظت قائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي عن النتائج.

وقال مصدر في القائمة العراقية لـ«الشرق الاوسط» ان الكتل والتيارات السياسية المجتمعة قررت بعث رسائل الى الامم المتحدة والجامعة العربية، واحاطتها بتطورات الوضع في العراق من اجل ممارسة الضغوط السياسية وإيجاد حلول للقضية التي اثرت بشكل كبير على الاوضاع داخل البلاد، وما ستسفر عنها من تأثيرات على العملية السياسية في البلاد.

لكن الهنداوي اكد ان الانتخابات كانت نزيهة وشفافة خلال يوم الاقتراع، فضلا عن عملية العد والفرز. وأضاف «ان المراكز الانتخابية المنتشرة في العراق يوجد فيها اكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف مراقب، فضلا عن المؤسسات الاعلامية، وبمعدل خمسة وخمسين مراقبا لكل مركز» انتخابي. وأكد الهنداوي ان المفوضية تسلمت تقارير ايجابية عن سير العملية الانتخابية في يوم الاقتراع لعدد من فرق المراقبة الدولية والمحلية، وكذلك التقارير الايجابية من البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات في العراق، بما يؤكد نزاهة وشفافية الانتخابات.