رامسفيلد يعلن من الفلوجة عن سحب لواءين من العراق بحلول الربيع المقبل

وزير الدفاع الأميركي أكد أن واشنطن لا تفكر في إقامة قاعدة دائمة

TT

اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أمس في الفلوجة ان الولايات المتحدة ستسحب لواءين مقاتلين من العراق (بين 5 و9 الاف جندي) بحلول ربيع العام 2006 .

وقد وصل رامسفليد في وقت مبكر أمس الى الفلوجة في زيارة مفاجئة الى هذا المعقل السني الذي يبعد 50 كلم غرب بغداد حيث سيلتقي القوات الاميركية.

وكانت الولايات المتحدة قد قررت استدعاء القوات التي ارسلت كتعزيزات الى العراق لفترة الانتخابات التي جرت في 15 ديسمبر (كانون الاول) ما يجعل عدد القوات يتراجع من 160 الفا الى 138 الفا. وسيتيح سحب لواءين اضافيين التراجع الى ما دون مستوى الـ 138 الف جندي. ولم يصل عدد القوات الاميركية في العراق الى ما دون هذا المستوى منذ ابريل (نيسان) 2004 .

واضاف وزير الدفاع الاميركي ان «تاثير هذه التعديلات سيكون خفض القوات في العراق بحلول ربيع 2006 الى ما دون المستوى الحالي (160 الفا) خلال فترة الانتخابات ... والى ما دون المستوى الذي كان قائما قبل الانتخابات الاخيرة». واوضح «وافق الرئيس (جورج) بوش على تعديل عدد الالوية الاميركية المقاتلة من 17 الى 15». وأضاف «التعديل الذي نعلن عنه اليوم هو اعتراف بالتقدم الذي حققه الشعب العراقي في تولي مسؤولية اضافية عن بلده»، مشيرا الى أن الحكومتين الاميركية والعراقية ستستمران في تقييم وضع الجنود خلال الشهور المقبلة. وتابع رامسفيلد «نتوقع مناقشات مستقبلية على مستوى قوات التحالف في مرحلة ما من عام 2006 بعد أن تتولى الحكومة العراقية السلطة وتستعد لمناقشة الوضع في المستقبل». وذكر رامسفيلد، الذي كان يتلقى أسئلة من الجنود، أن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط لانشاء قاعدة دائمة في العراق، موضحا أن هذه المسألة لم تطرح مع مسؤولين عراقيين. وقال رامسفيلد «اريد ان اكون شديد الوضوح : ان التحديات التي تنتظرنا، العسكرية والسياسية والاقتصادية، لن تكون سهلة. وكما تعلمون ان الولايات المتحدة لم تأت الى العراق من اجل النفط او لاحتلال البلاد. لقد جئنا الى هنا فقط من اجل المساعدة». واضاف «ان مدينة الفلوجة شهدت احدى افضل نسب المشاركة في البلاد وتملك قوات امنية كفوءة جدا وموثوقا بها تساعد في الشوارع على الحفاظ على الامن وملاحقة الارهابيين». يشار الى ان سكان هذا المعقل السني المتمرد سابقا الذي دخله حوالي 15 الف عنصر من المارينز في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 صوتوا بكثافة خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 15 ديسمبر (كانون الاول) .

وكان رامسفيلد الذي وصل اول من امس الى بغداد في زيارة غير معلنة قد حذر من ان ارساء الديمقراطية والاستقرار سيستغرق وقتا في العراق، مشيدا في الوقت نفسه بالتقدم «الهائل» الذي احرز في البلاد. وفي ما يتعلق بمستوى الوجود العسكري الاميركي في العراق دعا الى «توفير عدد كاف من العناصر لتدريب (الجنود العراقيين)» ولكنه تدارك من جهة اخرى «اننا لا نريد التورط كثيرا لان هذا الامر يغذي التمرد».

وتأتي زيارة رامسفيلد في أعقاب زيارة قام بها ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي الاحد الماضي واستغرقت ثماني ساعات. وبعيد وصوله الى العراق اول من امس عقد رامسفيلد اجتماعا مع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي، ثم اشاد ايضا بالتقدم الذي احرز في العراق امام حوالي 200 جندي في «فيكتوري كامب» القاعدة الاميركية القريبة من مطار بغداد الدولي. وفي زيارة مفاجئة قام بها في وقت لاحق امس للعاصمة الاردنية، اطلع رامسفيلد على التدريبات التي يتلقاها افراد الجيش العراقي في احد مراكز التدريب الاردنية قرب الحدود الاردنية العراقية. وزار رامسفيلد يرافقه رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الاردنية الفريق اول الركن خالد جميل الصرايرة احد المراكز التي يتم فيها تدريب عدد منتسبي الجيش العراقي، ثم شاهد والحضور تطبيقات مختلفة بالذخيرة الحية نفذها المتدربون من الجيش العراقي.