مظاهرات في مدن عراقية احتجاجا على نتائج الانتخابات ومطالبات بالإعادة

إمام سني للدول العربية: سكوتكم على «تزوير الانتخابات» سيكون وبالا عليكم يوما > الحكيم: ليس هناك أي مبرر لرفض النتائج

TT

بغداد ـ النجف ـ ا.ف.ب: تظاهر الالاف من العراقيين امس، في عدة مدن، من بينها بغداد والموصل وتكريت وسامراء، للاحتجاج على النتائج الجزئية للانتخابات، التي اشارت الى فوز لائحة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية)، التي يقودها عبد العزيز الحكيم. وفيما ندد امام سني نافذ في خطبة الجمعة امس في بغداد، بنتائج الانتخابات معتبرا انها «مزورة»، اعرب الحكيم بدوره عن اسفه لرفض النتائج من قبل بعض الجماعات.

وجاءت المظاهرات استجابة لجبهة التوافق العراقية السنية، التي تضم الحزب الاسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر اهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي وجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها خلف العليان. ورفع المتظاهرون في منطقة اليرموك، غرب بغداد، اعلاما عراقية ولافتات تستنكر «التزوير» و«تدخل ايران»، وتطالب بتغيير المفوضية واعادة الانتخابات.

وفي سامراء (120 كلم شمال بغداد)، تظاهر نحو خمسة الاف عراقي، في ساحة الاحتفالات وسط المدينة، رافعين لافتات تندد بالطائفية. وقال الشيخ محمود العباس، وهو مرشح على قائمة جبهة التوافق السنية، مخاطبا المتظاهرين الغاضبين «لن تذهب اصواتكم سدى، وان ما قامت به المفوضية، هو بيع العراق بأبخس الاثمان لايران». واتهم المفوضية العليا للانتخابات بأنها «تدار من قبل رموز ذاعنة لقم وطهران، جاءت الى العراق بحجة النزاهة والحيادية».

وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد)، تظاهر مئات الاشخاص، وانطلقوا من مسجد صدام الكبير باتجاه مقر مجلس المحافظة وسط المدينة، وهم يهتفون «الموت للمفوضية الايرانية»، ويحملون لافتات كتب عليها «نطالب باقالة المفوضية اللاعراقية».

وفي مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، انطلق مئات المتظاهرين من مسجد «الخضر» باتجاه مبنى المحافظة وسط المدينة، وهم يحملون اعلاما عراقية ولافتات كتب عليها «المفوضية تبيع العراق لدول الجوار» وطالبوا باعادة الانتخابات.

وندد امام سني نافذ في خطبة الجمعة امس ببغداد بنتائج الانتخابات. وقال الشيخ مهدي الصميدعي، امام وخطيب مسجد ام القرى (غرب بغداد)، امام مئات المصلين ان «شعب العراق الذي كان يتطلع الى قيام حكومة وطنية، تضم كافة الاطياف تفاجأ بعملية تزوير الانتخابات، وهذا ما لا يرضاه شعب العراق ابدا».

واضاف، «اذا سكت الشعب في المرة الاولى، فأنه لن يسكت في المرة الثانية»، وحذر من يريدون ان يمرروا المؤامرات، من اليوم الذي ستنتفض فيه الشعوب. وقال «من كان صادقا عليه ان يقود العراق على الحق لا على التزوير»، داعيا الى عدم مصادرة ارادة الشعب.

وندد بصمت الدول العربية، مؤكدا ان «هذا السكوت سيكون وبالا عليهم يوما». ودعا الامم المتحدة والدول الغربية والإسلامية الى «تدارك الموقف والقول للمزور: انت كذاب ولا تستطيع ان تقود البلد نحو الوحدة».

اما في مدينة النجف الشيعية (160 كلم جنوب بغداد)، فاعتبر الشيخ صدر الدين القبانجي، القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم ان «الحديث عن اعادة الانتخابات امر مرفوض ويعني عودة للفوضى واستعادة للارهاب من جديد».

وشكر القبانجي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، داعيا اياها الى «المزيد من النزاهة وعدم الخضوع للتهديدات». واكد القبانجي ان الشيعة لا يشكلون خطرا على احد، ايها الاخوة السنة وايتها الولايات المتحدة، وايتها الشقيقة سورية والسعودية ودول الخليج».

واعرب عبد العزيز الحكيم، رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية، التي احتلت المركز الاول في الانتخابات التشريعية في بغداد وتسع محافظات جنوبية شيعية، عن اسفه لرفض بعض الجماعات نتائج الانتخابات المعلنة من قبل المفوضية العليا للانتخابات في العراق. وقال الحكيم، في تصريحات للصحافيين، بعد زيارته للمرجع الشيعي اية الله علي السيستاني مساء اول من امس، وسط النجف، ردا على سؤال حول رأيه باعلان 35 مجموعة سياسية سنية وشيعية وعلمانية، رفض نتائج الانتخابات ان «من حق كل جهة ان تطعن بالنتائج، اما هذه المواقف المؤسفة وغير المبررة، والبعض بدأ يهدد وبشكل واضح فهذا امر سيئ».

واضاف «يجب ان تحترم ارادة الشعب، ولو كان لاي جهة اشكال مع المفوضية، فهذا امر متفق، اما ان يكون هدفه الشعب العراقي فهذا امر غريب ليست له اية سابقة». واعتبر الحكيم ان «الائتلاف اقوى من ان تقف امامه مجموعات، لانه يمثل ارادة غالبية الشعب العراقي». وحول سبب زيارته للسيستاني؟ قال الحكيم ان «الهدف من الزيارة تقييم الانتخابات ونتائجها المهمة والتاريخية».