خلف العليان لـ الشرق الاوسط : لن نبقى متفرجين ولا معارضين بل نريد حقوقنا

رئيس مجلس الحوار الوطني هدد بحرب أهلية.. والهنداوي اعترف بحدوث خروقات ضحيتها القائمة العراقية

TT

هدد الشيخ خلف الالعليان رئيس مجلس الحوار الوطني (سني) باشعال حرب اهلية او اعادة الامور الى نصابها، ومنحهم حقوقهم الانتخابية، متهما اشخاصا في المفوضية العليا للانتخابات العراقية والائتلاف العراقي الموحد (شيعي)، برئاسة عبد العزيز الحكيم، زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، بتزوير نتائج الانتخابات واقتراف خروقات كبيرة. من جانبه اعترف الدكتور حسين الهنداوي، رئيس المفوضية العليا للانتخابات بوجود خروقات، كانت ضحيتها القائمة العراقية الوطنية، التي يترأسها الدكتور اياد علاوي.

واوضح العليان، الذي دخلت حركته السياسية، مجلس الحوار الوطني، في تحالف مع مجلس اهل العراق برئاسة الدكتور عدنان الدليمي والحزب الاسلامي العراقي برئاسة حميد عبد المحسن، وشكلوا ائتلافا سنيا واسعا، هو جبهة التوافق، «لقد ابلغنا المفوضية بالخروقات التي حدثت خلال الانتخابات، خاصة في بغداد، وابلغنا الجانب الاميركي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية. وموقفنا معروف اما اعادة الانتخابات او تعديلها لنيل حقوقنا».

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف امس، «لن نترك الحبل على الغارب في المرحلة القادمة، ويجب ان يكون هناك حل، اما ان نحصل على حقنا بالمشاركة في الجمعية، كما نستحق، او الانسحاب. ولن نسمح بتشكيل جمعية وطنية ولن نبقى متفرجين او معارضين، بل تأكد ان الامر سيتحول الى حرب اهلية، الله يستر من نهايتها، وسيكون كل الوطنيين العراقيين في جبهة مقاومة بوجه هذه التيارات (ويعني الائتلاف الشيعي)».

واضاف العليان قائلا: «ان حقوقنا معروفة ونحن على قناعة بان الانتخابات تم تزويرها، خاصة في بغداد، حيث توجد لنا مناطق في العاصمة مقفلة لنا تماما، وكنا نتوقع ان نتفوق على الائتلاف باكثر من 300 الف صوت، لكن النتيجة الان ان الائتلاف يتفوق علينا بمليون صوت، وهذا موضوع غير منطقي. حساباتنا دقيقة ومثبتة من المراكز، ومن الفرز الاولي، نحن لا نقبل بأية نتيجة اخرى الا بما يتناسب مع ما نعرفه من حقائق، ولن نسمح بتشكيل البرلمان او حكومة وطنية الا اذا اعادوا الينا حقوقنا، سواء عن طريق اعادة الانتخابات في عموم العراق او في بغداد، المهم ان تعاد الينا حقوقنا».

وعن موقف المفوضية العليا للانتخابات العراقية، قال العليان ان المفوضية جهة ادارية تقوم بواجبها، لكن هناك مسؤولين «تلاعبا في النتائج، وهناك صناديق باكملها امتلأت بالاستمارات قبل وصول الناخبين، ولم يتم تزويد الناخبين بالاستمارات، بحجة انها انتهت ثم وجود الميليشيات المسلحة عند ابواب المراكز الانتخابية وسؤالهم للناخبين عن القائمة التي سيصوتون لها، واذا قالوا ننتخب التوافق او علاوي فانهم يمنعون دخولهم».

واكد العليان انهم تحالفوا مع 35 حركة سياسية عراقية اعترضت على نتائج الانتخابات، وقال حول موقف هذه الجبهة «اذا صار الموقف مناسبا للمشاركة، فسنشارك اما اذا وجدنا ان الامور ستبقى على ما هي عليه ومشاركتنا في الجمعية لا تتناسب مع استحقاقاتنا الحقيقية فلن نشارك، وسنبقى يدا واحدة في مواقفنا اليوم وفي المستقبل».

من جانبه اعترف الهنداوي بوجود خروقات حصلت في العملية الانتخابية التي جرت منتصف الشهر الحالي، وقال «لا نستطيع القول ان هذه الانتخابات مثالية»، مشيرا الى ان القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي هي اكثر المتضررين. وقال الهنداوي، في حديث لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف، من مكتبه في بغداد أمس «هناك اكثر من الف شكوى قدمت للمفوضية من الكيانات السياسية تتحدث عن خروقات في العملية الانتخابية، والشكاوى انواع، بعضها يتعلق بالعملية الانتخابية والبعض الاخر عن مشاكل حدثت خارج منطقة الاقتراع، ونحن نأخذ الشكاوى المقدمة بشكل قانوني، والتي قدمت خلال الايام الثلاثة الاولى بعد الانتخابات، والمقدمة بشكل اصولي، أي بواسطة الاستمارة الخاصة، التي تحمل توقيع شاهد. وهناك شكاوى ما تزال تصلنا حتى اليوم من بعض الكيانات السياسية وهذه لا نأخذ بها».

واشار الهنداوي الى ان المفوضية نفسها سجلت عددا من الخروقات لم تسجلها الكيانات السياسية، وقال «هناك معايير دولية، مثلا ان عدد الناخبين لكل محطة انتخابية يجب الا يزيد عن 600 ناخب وهناك محطات اقترع بها اكثر من هذا العدد، ويجب ان نتحقق من اسباب هذه الزيادة، ولكن عندما يعبر العدد المقرر باعتبار انه لا توجد نسبة تصويت 100% في اية محطة، تنتابنا الشكوك حول هذه المحطة، او اننا اكتشفنا اخطاء في بعض الصناديق وهناك ما يقرب من 100 صندوق هي قيد التحقيق والمراجعة، وليس بالضرورة ان جميع هذه الصناديق خطأ. هناك بعض الصناديق التي حدثت فيها حالات تزوير مسبقة وامتلأت عند الساعة 11 صباحا، فهذه سحبت من المراكز وسيتم اسقاطها»، منوها بانه «لا توجد ظاهرة شائعة يمكن ان نطلق عليها تزوير الانتخابات».

وقال الهنداوي، «ان التزوير الذي حصل في صناديق الانتخابات لم يحدث بسبب كيان سياسي معين، بل بسبب تصرف موظف قد يكون منحازا لكيان دون غيره»، معترفا بان للكيانات المعترضة وزنها السياسي في البلد، خاصة القائمة العراقية الوطنية، وهي كيان مهم في البلد والكيانات السياسية المؤتلفة ضمنها لها ثقلها السياسي ومعروفة وقدمت اعتراضات حقيقية، ونحن مع الامم المتحدة نتحقق حاليا من هذه الاعتراضات والشكاوى، وامس (اول من امس) كان لنا اجتماع مهم مع ممثل الامم المتحدة بهذا الصدد، منوها بان موقف المفوضية «لا يشوبه الغموض». وقال اكرر ان القائمة العراقية الوطنية كانت محقة بالشكاوى، التي قدمتها، ونحن مهتمون بها ونعالجها بشكل منطقي وشفاف.

وعن اعلان عضو المفوضية فريد ايار، تقاعده من العمل في الموضية، وفي ما اذا كانت هذه الخطوة ردة فعل على ما يدور من احاديث واتهامات للمفوضية، قال الهنداوي «السيد ايار طرح منذ فترة موضوع تقاعده، وهو يعرف انه سيتم التجديد للمفوضية، وكلنا سنترك العمل، حيث ستتحول المفوضية الى مؤسسة، والكل يريد السيطرة عليها». ودافع الهنداوي عن اعضاء المفوضية وقال «لا اعرف اسباب الهجوم على بعض اعضاء المفوضية، والاتهامات التي قيلت بحقهم غير موفقة وغير صحيحة». وعبر الهنداوي عن اعتقاده بان يعاد النظر في نتائج بعض الصناديق وتعدل في ضوء ذلك النتائج وان لم تأت بفارق نسبة كبيرة عما اعلن سابقا، وسوف تظهر النتائج قريبا جدا.