بلغاريا وليبيا تتفقان على إنشاء صندوق لأطفال ليبيين مصابين بالإيدز

TT

اتفقت بلغاريا وليبيا على إنشاء صندوق لدعم اسر الاطفال الليبيين المصابين بفيروس «اتش.آي.في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب «الايدز» في اطار جهود لانقاذ حياة خمس ممرضات بلغاريات حكم عليهن بالاعدام بتهمة اصابة اطفال ليبيين بالفيروس.

وكان الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف قال ان بلاده تجري مباحثات مع ليبيا للافراج عن مواطناته الممرضات الخمس المحكوم عليهن بالاعدام في ليبيا. واضاف بارفانوف إن هذه المباحثات تحقق تقدما اكثر من اية اتصالات سابقة جرت مع طرابلس بهذا الخصوص. واضاف بارفانوف في مقابلة مع اليومية «24 ساعة» الصادرة في صوفيا ان الضوء صار ظاهرا للعيان في نفق هذه القضية، معربا عن الأمل في ان يتم الافراج عن الممرضات خلال العام المقبل لكنه حذر من ان ذلك يتطلب ثمنا باهظا، دون تحديد هذا الثمن ودون الادلاء بمزيد من التفاصيل. ومن المقرر ان تعقد المحكمة الليبية العليا جلسة غدا للنظر في طعون تقدم بها طبيب فلسطيني والممرضات البلغاريات الخمس في احكام الاعدام التي اصدرتها ضدهم محكمة استئناف بنغازي التي ادانت الستة بالتعمد بحقن 426 طفلا ليبيا، توفي منهم نحو خمسين بفيروس الايدز، من خلال عمليات نقل دم، في مستشفى بنغازي. وقال عثمان البيزنطي محامي الممرضات البلغاريات لوكالة الصحافة الفرنسية إن «يوم غد لن يكون الموعد النهائي للنطق بالحكم في قضية الاستئناف» الذي تقدمت به موكلاته. واضاف ان «هذه الجلسة التي كان من المقرر عقدها في 3 يناير (كانون الثاني) المقبل سيتم خلالها النظر في ما سيقدمه محامي الدولة الليبية من دفاع عن الحكومة عن نفسها بعدم مسؤوليتها في هذه الجريمة».

وفي نفس الوقت، قال مسؤولون ان الولايات المتحدة وبريطانيا والمفوضية الاوروبية انضمت ايضا الى الصندوق في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي الى حل ازمة تعود الى عام 1999. وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان انه «سيتم انشاء الصندوق الدولي لدعم الاسر في بنغازي في اطار جهود دولية لايجاد حل مقبول لجميع الاطراف بعد انتشار فيروس اتش.اي.في. المأسوي في بنغازي».

وقالت ليبيا انه يمكن الغاء احكام الاعدام اذا تلقى الاطفال واسرهم مساعدات انسانية كافية.

وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية البلغارية عن التعليق عما اذا كان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد محادثات في طرابلس هذا الاسبوع قد يفضي الى الافراج عن الممرضات.

وسيقوم الصندوق بجمع وتنسيق توزيع المساعدات المالية والمساعدات الاخرى على اسر الاطفال المصابين. كما يقدم العلاج الطبي للاطفال المصابين ويساعد في تحديث مستشفى بنغازي.

وكان الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف في وقت سابق اليوم انه يتوقع تحقق انفراجة في محادثات الافراج عن الممرضات.

ونقلت صيحفة «24 تشاسا» عن الرئيس البلغاري قوله «لدي اسباب تجعلني اتوقع حدوث تطورات في عملية المفاوضات من شانها ان تفضي الى انفراجة والى نتيجة ايجابية متوقعة منذ وقت طويل».

ونددت بلغاريا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بالاحكام ووصفتها بأنها غير عادلة.

وقالت ايما ادوين المتحدثة باسم مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر «هذا يتفق مع العمل الذي نقوم به في ما يتعلق بخطة عمل لمحاولة تحسين قدرة الليبيين على التعامل مع الايدز وفيروس اتش.اي.في».

ودعا الاتحاد الاوروبي مرارا الى الافراج عن الممرضات والطبيب، الذين تحتجزهم ليبيا. واصبحت القضية عقبة كبيرة امام تحسين العلاقات بين ليبيا والاتحاد الذي يضم في عضويته 25 دولة والمقرر ان تنضم اليه بلغاريا في عام 2007.

وتقول الممرضات ان اعترافاتهن انتزعت تحت التعذيب. وقال خبراء في الايدز للمحكمة الليبية ان بداية ظهور المرض كانت قبل وصول الممرضات وربما بسبب ضعف اجراءات صون الصحة العامة.

وفي الشهر الماضي، قال سيف الاسلام، ابن الزعيم الليبي معمر القذافي لرويترز، انه لا يعتقد شخصيا ان الممرضات مذنبات لكنه قال انه يجب السعي الى تسوية مع اسر الضحايا لضمان وجود «ضوء في نهاية النفق».

وكان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم قال، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام بلغارية الشهر الماضي، إن عقوبة الإعدام الصادرة في طرابلس على البلغاريات والطبيب الفلسطيني، «قد ترفع» مقابل مساعدة انسانية للعائلات المتضررة. وأوضح شلقم أن ليبيا تتوقع «مبادرة انسانية» من صوفيا «لا تأخذ شكل اعتراف بالمسؤولية» من قبل بلغاريا. وترفض الحكومة البلغارية فكرة تقديم تعويضات، معتبرة ان ذلك يشكل اعترافا بذنب الممرضات. وأوضح شلقم ان ليبيا انفقت حتى الآن، اكثر من ستين مليون دولار، وأربعين مليون دينار ليبي (25 مليون يورو) على الأطفال المصابين بالايدز، مشيرا الى انهم ارسلوا الى ايطاليا مع عائلاتهم، حيث قدمت لكل عائلة شقة وسيارة و19 الف يورو.