حوار جنبلاط ـ عون يحتاج إلى «المزيد من النقاش» وحزب الله يتحدث عن«تنازلات» لا تطيح مصالح البلاد

«موجة موفدين» في لبنان لتوضيح المواقف من القضايا الخلافية الرئيسية

TT

انطلقت في بيروت اول من امس «موجة موفدين» بين القيادات السياسية التي اندفعت في اتجاه شرح مواقفها من الازمات التي تشهدها الساحة اللبنانية. وكان لمقر البطريركية المارونية في بكركي نصيب الاسد من الموفدين، اذ زارت البطريرك امس 3 وفود تمثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري و«حزب الله».

وقال النائب وائل أبو فاعور من الحزب الاشتراكي بعد لقائه صفير: «منذ اللقاء الذي عقد اخيراً بين رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط والبطريرك صفير حصلت مجموعة من التطورات الدراماتيكية وابرزها الاغتيال الاجرامي للنائب جبران تويني الذي يمثل تصعيدا في مسلسل التصفية السياسية الذي يقوده النظام السوري ضد القوى الديمقراطية في لبنان، لذلك كان لا بد من التشاور مع غبطة البطريرك لوضعه في اجواء رئيس الحزب ومواقفه، واستمعنا الى وجهة نظره، وكان هناك توافق مع غبطة البطريرك في المواقف مع رئيس الحزب في ضرورة معالجة كل القضايا الداخلية بالحوار ومعالجة كل المشكلات الداخلية بالنقاش بين اللبنانيين»، واضاف: «نقلنا الى البطريرك وجهة نظر جنبلاط من كل القضايا السياسية» وانه وضع البطريرك في اجواء الاتصال الذي جرى بين النائبين جنبلاط وميشال عون الذي «يهدف بشكل او في اخر الى ايجاد اكبر رقعة تفاهم بين القوى السياسية اللبنانية صاحبة التمثيل وصاحبة المشروعية الشعبية»، معتبراً انه «ليس هناك ما يحول دون اللقاء بين جنبلاط وعون». وقال: «قنوات الاتصال السياسية مفتوحة بيننا وبين التيار الوطني الحر ونأمل ان يعقد هذا اللقاء في اقرب وقت»، مشيراً الى ان تأخر الاتصال بين جنبلاط وعون «كان بسبب تباين في وجهات النظر السياسية ولا يزال هناك الكثير من القضايا التي تحتاج الى نقاش بيننا وبين العماد عون».

بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من كتلة تيار «المستقبل» ضم الوزير احمد فتفت و5 نواب. وقال فتفت بعد اللقاء: احببنا لقاء غبطة البطريرك اليوم لننقل له تحيات الشيخ سعد ولاطلاعه على الاجواء السياسية والاتصالات التي تُجرى على الصعيدين الداخلي والخارجي في الفترة الاخيرة والتشديد على امور عديدة اهمها تعرض البلد لحالة حرب حقيقية وان على الناس ان تكون واعية، وهذه حالة تحتاج الى موقف وطني موحد.

ونقل فتفت عن صفير دعوته الى «التعالي على المطالب والمصالح الخاصة والطموحات الشخصية والالتجاء بالدرجة الاولى الى المصالح الوطنية وجعلها هدف الجميع».

وكما قلت نحن موفدون من قبل الشيخ سعد لمواصلة هذه الاتصالات». واعتبر ان اسقاط رئيس الجمهورية «مطلب سياسي وليس شرطا»، وقال ان هذا المطلب «له منطلقات عدة، ومنطلقه الاساسي ان التمديد لفخامته تم في ظروف غير طبيعية وتحت الضغط وكان تمديدا قسريا فرض على مؤسسة مجلس النواب، ثم هناك ظروف اخرى في موضوع الأمن السياسي المرتبط بالتوقيفات التي حصلت نتيجة التحقيق الدولي لمسؤولي أمن كبار مرجعيتهم هي فخامة الرئيس الذي يتحمل مسؤولية سياسية ومعنوية، والمسؤولية القضائية تعود الى القضاء والمحكمة الدولية».

بعدها التقى صفير وفدا من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد الذي قال بعد اللقاء انه نقل الى البطريرك «تحيات (الامين العام للحزب) السيد حسن نصر الله»، وقال: «اعربنا عن حرصنا الكامل على الوصول بالحوار والاتصالات التي لا تزال مستمرة حتى الان الى تفاهم يضع حدا لهذه الازمة على قاعدة الشراكة الحقيقية في القرار السياسي»، مشيراً الى ان العراقيل التي تقف امام الحوار هي وجود «التباسات ينبغي ان تتوضح. وثمة اتجاهات رأي ينبغي ان تحصل من اجل الوصول الى النهاية المرجوة». واضاف ان «هناك شراكة في الحكومة بناء على اتفاق وهذه الشراكة يجب ان تترجم عمليا، والتذرع بنص دستوري لا يلغي الالتزامات السابقة التي لا تتعارض مع النصوص الدستورية». ونفى وجود اطراف تسعى الى اخراج «حزب الله» وحركة «امل» من الحكومة قائلاً: «لا نذهب الى هذا الحد لانه ليس هناك من مصلحة لأي فريق على الاطلاق في أن يتخلى عن شراكته للفرقاء الاخرين. نحن نتصور ان هناك ميلاً الى اتخاذ موقف بناء على اقتناع خاص من دون اعطاء فرصة للتشاور والتفاهم مع الفرقاء الاخرين، وهذا الامر لا يفيد مصلحة البلد بل ينبغي التفاهم مع بعضنا البعض للوصول الى ما يحقق المصلحة العليا للبلد».

وسئل: هل لدى «حزب الله» تصور معين لمواجهة مسلسل الاغتيالات الاخير، فأجاب: «بالتأكيد. بتعزيز الاجهزة الأمنية والتفاهم الحكومي، وكذلك التشاور مع القوى السياسية التي هي خارج الحكومة وايجاد مناخ لدى الرأي العام متفاهم عليه، نستطيع ان نضبط ساحتنا وان نقفل الثغرات التي ينفذ منها اعداء لبنان لتنفيذ جرائمهم».

وسئل رعد عن اصرار النائب سعد الحريري على اسقاط رئيس الجمهورية، فقال: «ان موضوع رئيس الجمهورية له علاقة بالضوابط الدستورية، لا نستطيع ولا يستطيع احد تجاوز تلك الضوابط ساعة يشاء». وسئل: ما هو موقف البطريرك صفير في موضوع التوافق داخل مجلس الوزراء او اعتماد التصويت بالاكثرية او الاقلية؟ فأجاب ان توصياته «هي التفاهم والتفاهم والتفاهم». وقيل له ان البعض يعتبر ان مواقفكم السلبية هي للحفاظ على سلاح «حزب الله»؟ فأجاب: «ليست لدينا مواقف سلبية ولسنا متمسكين بسلاح لا يدافع عن لبنان». واكد ان وزراء «حزب الله» وحركة «امل» مستعدون للتنازل عن بعض مطالبهم، قائلاً: «لا يحصل تفاهم من دون تنازلات، نحن مستعدون لتنازلات توصل الى التفاهم ولكن لسنا مستعدين لتنازلات تطيح مصالح البلاد». وكان وفد من «تيار المستقبل» زار الرئيس السابق امين الجميل برئاسة فتفت الذي قال بعد اللقاء ان الحوار «اصبح ضرورة امام ما تتعرض له البلاد من حرب حقيقية، ومحاولة قتل في المهد للبنان الحر السيد المستقل عبر تصفية الزعامات السياسية والفكرية والصحافية والاعلامية» وتمنى ان «ننجح في ان نمهد معاً بشكل دائم للتواصل بين كل حلفاء 14 اذار (مارس) واسس طاولة الحوار الوطني».