البطريرك صفير: قوى خفية تقوم بالاغتيالات لتثبت عجز اللبنانيين عن حكم أنفسهم

TT

دعا البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين الى رص الصفوف ونبذ الخلافات، متهماً «قوى خفية» بارتكاب عمليات الاغتيالات «لتثبت ان اللبنانيين ليس باستطاعتهم ان يحكموا ذاتهم بذاتهم».

وقال البطريرك صفير في كلمة وجهها الى اللبنانيين في ذكرى الميلاد كعادته كل عام: «المأساة لم تنته، على الرغم مما كان من تحسن في الاوضاع ملموس. فاستعدنا قرارنا الحر، واخذنا مصيرنا بيدنا، وشعرنا بأننا مسؤولون عن ذواتنا، وعن بلدنا، وعن موقعه في هذا الشرق، وفي العالم. ولكن هناك قوى خفية تخشى نور الشمس، فتعمل في الظلام، لتزرع الفتنة وتنشر الخوف وتقوض اركان الاستقلال اللبناني، لتثبت ان اللبنانيين ليس باستطاعتهم ان يحكموا ذاتهم بذاتهم، او قد فقدوا القدرة على القيام بذلك، لاستكانتهم الى سواهم ليقوم مقامهم في ما يجب ان يكون دورهم، وما فيه كرامتهم. والى هذا مرد هذه التفجيرات المتتالية والاغتيالات المتكررة، التي تحصد في غالب الاحيان قادة الرأي، واهل الفكر، لتحرم الناس من اولي امرهم، فيصبحوا قطعان غنم، لا راعي لها. وهذا ما كان يقوم به النظام الشيوعي الذي زال من بلد منشئه، لكنه لا يزال فاعلا في بعض بلدان المنطقة».

وتساءل البطريرك: «هل قليل ان يقع عندنا خمسة عشر تفجيرا في اقل من سنة؟ فلا نلملم جراحاً اصابتنا، حتى نفاجأ بحدوث جراح جديدة تمزق جسد احد مواطنينا؟ وكم تهدم من مؤسسات تجارية، وسياحية، وسكانية؟ وكم سقط من ضحايا كلها في مقتبل العمر وسخاء العطاء؟». لكنه قال: «التباكي لا ينفع ولا يفيد. وخير ما بالإمكان فعله لوضع حد لهذه الحالة من الضياع، رص الصفوف ونبذ الخلافات وتوحيد الرأي، لوضع خطة رشيدة تجمع جميع اللبنانيين على هدف واحد هو اعادة الطمأنينة الى النفوس، ونشر السلام في الربوع، لاستعادة جميع الطاقات التي هجرت لبنان لتتضافر الجهود، وتمتد الايدي الى المصافحة الاخوية، والى العمل معا بثقة واخلاص، لترميم ما تهدم في النفوس، قبل ترميم ما تهدم في البناء والمؤسسات. ومتى خلصت النيات وقطعت الطريق على اهل الفتن، وزارعي الشقاق والدمار والموت، يستعيد اللبنانيون ثقتهم بذاتهم وببلدهم، ويمدون ايديهم الى جيرانهم ليتعاونوا معهم على قدم المساواة لما فيه خيرهم المشترك، ومستقبل اجيالهم الطالعة».