زوجة أبو مصعب السوري تؤكد احتجازه في باكستان منذ شهر أكتوبر

إسبانيا أرسلت لباكستان نسخة من بصماته وعيِّنة من حمضه النووي

TT

اكدت زوجة الارهابي الاسباني المفترض من اصل سوري مصطفى ستمريم ناصر الذي يعرف باسم «ابو مصعب السوري» ان زوجها الذي اعتقل على ما يبدو في نهاية اكتوبر (تشرين الاول) في باكستان «محتجز» لدى قوات «غير باكستانية» وذلك في مقابلة مع صحيفة «الموندو» الاسبانية.

وصرحت ايلينا مورينو، التي قالت الصحيفة انها تقيم في احد بلدان الشرق الاوسط، انها حصلت على هذه المعلومات من «شخص موثوق به جدا» وان «زوجي محتجز ويخضع لاستجواب سلطات غير باكستانية».

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية مقتطفات من المقابلة التي قالت فيها: «اعتقد انهم لم يتركوا الباكستانيين يؤكدون اعتقاله وان سلطات اخرى تقوم باستجواب ابو مصعب السوري. لقد اختفى ولا اعلم من يعتقله مع انه يمكن التكهن بذلك من خلال تسريبات الصحف حول طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) وسجونها السرية في العالم اجمع».

واكدت زوجة أبو مصعب السوري ان سفارة اسبانيا في اسلام اباد لم تفدها بأي معلومة حول زوجها الذي يشتبه في انه شكل خلية تابعة لـ«القاعدة» في اسبانيا.

وافادت «الموندو» ان «القضاء الاسباني ارسل لباكستان بصمات ستمريم وصوره وعينة من حمضه الريبي النووي للتأكد من هويته».

واصدر القضاء الاسباني في حق ابو مصعب السوري مذكرتي اعتقال، وعرضت الولايات المتحدة بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يسلمه.

وكان وزير الاعلام الباكستاني الشيخ رشيد قد اعلن في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) لوكالة فرانس برس ان اجنبيا اعتقل وقتل آخر خلال تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن في كويتا قرب الحدود مع افغانستان وقد يتعلق الامر بـ«عناصر من القاعدة». لكن باكستان لم تؤكد حتى الساعة هوية الشخص المعتقل. ويحمل ابو مصعب السوري الجنسية الاسبانية منذ تزوج الاسبانية ايلينا مورينو في اكتوبر (تشرين الاول) 1987. وقد اقام في اسبانيا من 1985 الى 1994 ثم في لندن قبل التوجه الى معسكرات التدريب التابعة لـ«القاعدة» في افغانستان كما افاد تقرير لاجهزة الاستخبارات الاسبانية.

وامر القاضي بلتسار غرثون خلال 2003 بمحاكمته معتبرا انه مؤسس خلية تابعة لـ«القاعدة» في اسبانيا. وفي 26 سبتمبر صدر في مدريد في حق خليفته السوري عماد الدين بركات الملقب بـ«ابو دحداح» حكم بالسجن 27 سنة بعد ادانته بالمشاركة في تدبير اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

واعاد قاض اسباني فتح تحقيق جديد في اعتداء اوقع 18 قتيلا في 1985 في مدريد، مباشرة بعد الاعلان عن احتمال اعتقال ابو مصعب السوري في باكستان.

يذكر ان ابو مصعب السوري كان قد اصدر على الانترنت قبل اعتقاله بيانا تحدث فيه عن هجمات لندن يوليو (تموز) الماضي، وقال انه لم يعلم عنها الا من وسائل الاعلام، وتحدث ايضا عن مداهمة منازل الاصوليين في بريطانيا منذ عملية التحدي عام 1998، وحتى قبل ايام من تلك التفجيرات، وتطرق ايضا الى تفجيرات مدريد وفرنسا. وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية ان ابو مصعب السوري هو الذي أسس خلية تنظيم «القاعدة» في اسبانيا، قبل أن يسلم زعامتها الى السوري عماد الدين بركات جركس الذي حكم عليه القضاء الاسباني أخيرا بالسجن لمدة 27 عاما الى جانب متهمين آخرين، من بينهم مراسل تلفزيون قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية تيسير علوني. وولد ابو مصعب في مدينة حلب السورية عام 1957 وسافر الى اسبانيا أوائل الثمانينات هربا من سورية بعد ملاحقته بسبب انتمائه الى تنظيم «الإخوان المسلمين» وتزوج عام 1987 من مواطنة إسبانية وأنجبا ثلاثة أولاد. وأثناء إقامته في مدينة غرناطة الأندلسية الإسبانية أقام علاقات صداقة مع تيسير علوني ومع عماد الدين بركات جركس ومع محمد بهائية الملقب «ساعي البريد». وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية أن «ساعي البريد» هو أحد زعماء تنظيم «القاعدة» و«الشخص الذي قدّم مصطفى ست مريم الى زعيم التنظيم أسامة بن لادن اثناء رحلة قاما بها الى أفغانسان عام 1988 ثم انتقل عام 1995 الى لندن حيث تولى إدارة مجلة «الأنصار»، إحدى المنشورات التابعة لـ«الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية، الذي كان يكتب فيها رجل الدين عمر محمود عثمان الملقب «أبو قتادة»، الذي يعتبر الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا. وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية ان باكستان سوف تسلم ابو مصعب الى الولايات المتحدة في حال ثبت أنه الشخص المعتقل، أولاً بسبب العلاقات بين البلدين، وثانيا بسبب المكافأة التي رصدتها الادارة الاميركية للقبض عليه.