عودة الوزراء المقاطعين إلى الحكومة اللبنانية تنتظر «الاتفاق النهائي» اليوم أو غداً

بعد حوار السنيورة مع «حزب الله» وحركة «أمل»

TT

تتجه الأزمة الحكومية اللبنانية الى نهايتها التي قد تترجم خلال الساعات المقبلة اتفاقاً يعيد وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» الى مجلس الوزراء الذي علقوا مشاركتهم فيه قبل نحو اسبوعين احتجاجاً على ما سموه «انفراد» الاكثرية بالقرارات داخل المجلس.

وقد باشر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس سلسلة مشاورات مع الوزراء في حكومته لاطلاعهم واطلاع مرجعياتهم السياسية على اجواء الحوار الذي يجريه مع «حزب الله» و«أمل» تمهيداً لوضع التصور النهائي لمشروع عودة هؤلاء الى مجلس الوزراء.

وبدأ السنيورة لقاءاته أمس باجتماع مع وزير الاتصالات مروان حمادة الذي مثل «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط. واشار حمادة عقب اللقاء الى ان السنيورة اطلق «حلقة تشاور من اجل الوصول الى افضل الصيغ الوفاقية التي ستؤمن ـ ان شاء الله ـ عودة رفاقنا وشركائنا الى الحكومة، وينهي الاشكال القائم منذ 15 يوما». وقال: «لقد نقلت لدولته تأييدنا لجهوده الحوارية وايضاً رأي رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط في الصيغ المطروحة امأمنا».

واجتمع الرئيس السنيورة بوزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، ثم بوزيري الاشغال محمد الصفدي والداخلية حسن السبع (تيار الحريري). كذلك اجتمع بالوزيرين يعقوب الصراف وشارل رزق القريبين من رئيس الجمهورية اميل لحود.

والتقى السنيورة احد الوزراء المعتكفين، وزير الخارجية فوزي صلوخ، الذي امل ان يلتئم مجلس الوزراء قريبا. وقال:«المشاورات مستمرة. وهي تتقدم على خير ما يرام».

ثم استقبل السنيورة وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، ووزير الصناعة بيار الجميل، ثم وزير السياحة جو سركيس (القوات اللبنانية). وقالت معوض: «اجتمعنا بدولة الرئيس السنيورة لكي نتحاور ونتشاور حول المفاوضات السائرة مع فريق من زملائنا في مجلس الوزراء. ونحن نرحب بأي حوار وطني تبدو الحاجة اليه ملحة اكثر من اي وقت مضى. وقد رفضنا في هذا التشاور وهذا الحوار ان يكون هناك تحالف رباعي، تيار الحريري وجنبلاط و«حزب الله» و«أمل» الذي حكي عنه في الايام الاخيرة».

واشارت معوض الى ان «كل وزير سيرجع الى المسؤولين والى حزبه ورفاقه ليضعهم في الجو. وغدا (اليوم) او خلال يومين سيكون الجواب النهائي على كل النقاط».

وقال الوزير سركيس: «تبلغنا من الرئيس السنيورة ما آلت اليه المفاوضات. ومع التأكيد على كلام الوزيرة معوض فنحن سنعود الى مرجعيتنا السياسية، اي القوات اللبنانية، لابلاغها اجواء الاجتماع».

ونقل النائب السابق تمام سلام عن الرئيس السنيورة قوله انه «حريص على ان لا يقف عند اي حاجز او اي سد، فهو يحاول. واذا وجد اي سد او حاجز يحاول بطريقة اخرى. وان لقاءاته امس مع الوزراء هي ضمن المشاورات لتذليل الكثير من العقبات وامكانية ايجاد تصور يساهم في حلحلة الوضع».

الى ذلك، ابدى رئيس الجمهورية اميل لحود حرصه على «الا يغيب عن مجلس الوزراء اي من الافرقاء» مؤكدا ان موقفه في هذا المجال «ليس سوى تعزيز للتوافق الوطني في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد». واكد ارتياحه الى «الحوار الذي يجري التحضير له بين مختلف الفرقاء على الساحة اللبنانية، لان الحوار الجاد، العقلاني هو وحده الذي يؤدي الى النتائج التي تريح البلاد وتثبت استقرارها السياسي».

وكشف النائب علي حسن خليل في حديث تلفزيوني امس ان وتيرة الاتصالات «تكثفت بشكل كبير». وقال: «تبين في اجتماع امس مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان هناك بعض الامور تحتاج الى مزيد من التدقيق» مؤكداً «ان الامور تسير باتجاه ايجابي وباتجاه الحل». وافاد: «لا توجد شروط، انما هناك ملاحظات حول كيفية ترجمة التفاهم السياسي القائم بين القوى السياسية».

ودعا عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله الى «استعادة خيار التفاهم والتوافق بين القوى التي تحالفت في الانتخابات وشكلت الحكومة بهدف النهوض بالوضع الداخلي على اساس اولويات لبنانية بعيدا عن اي اولويات خارجية» مشيراً الى «ان هناك من يعتقد انه يتضرر من تفاهم الكتل الاساسية وتوافقها داخل الحكومة، لذلك يحاول بطريقة او اخرى وضع العراقيل لمنع التلاقي السياسي، وبالتالي بقاء حالة التشنج والتوتر على مستوى السلطة وفي الشارع».