الشنبري العائد للسعودية لـ«الشرق الأوسط»: لا توجد صفقة أو مساومة وما قمت به جاء لأنني أدركت الحقيقة

قال إنه يتمنى عودة آخرين إلى جادة الصواب قريبا

TT

عبد العزيز الشنبري العائد من لندن، والذي يعيش هذه الأيام في حرية تامة مع أفراد عائلته في أحد فنادق مدينة جدة، بعد مدة العامين التي قضاها في دهاليز ما يعرف بـ «حركة الإصلاح» التي يرأسها سعد الفقيه في العاصمة البريطانية، وكانت كفيلة بتغيير كل شيء، حتى صورة بلده الغني بالثروات باتت مشوهة، هذه الأيام أيضاً كانت مليئة بالعديد من القصص والروايات التي أكد الشنبري بعضها ونفى البعض الآخر فيما بدا متحفظاً على أمور أخرى، لحساسيتها من جهة، ولرغبته في عدم الإفصاح عنها لدرء العديد من المشاكل من جراء ما سيدلي به.

«الشرق الأوسط» التقت به في الفندق الذي يسكنه، وحاولنا معرفة العديد من التفاصيل رغم تحفظه على العديد من الأسئلة التي يهتم بها القارئ وفيما يلي نص الحوار:

> تحدثت بعض الشائعات عن وجود صفقة تمت بينك وبين الحكومة السعودية وهو ما نفاه لنا شقيقك أمس، ولكن ما هي الحقيقة هل هناك صفقة تمت بالفعل؟

ـ ما ذكره شقيقي صحيح أي لا وجود لأي صفقة تمت، وللمعلومية فأنا إلى الآن لم أتحدث مع أي جهة رسمية أو أي مسؤول سعودي داخل المملكة أو خارجها، باستثناء السفارة السعودية في لندن وكان ذلك بغرض ترتيب إجراءات السفر، وإذا كانت هناك مساومة أو صفقة تمت فلماذا أنا تحديداً، وأنا أؤكد من جديد أن ما قمت به لا يتعدى كوني أدركت الحقيقة فقط بعد أن شاهدت العديد من المتغيرات.

> ولكن ما هي هذه المتغيرات؟

ـ ما يجري الآن في السعودية من حراك على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية وخاصة الاجتماعية التي كانت في الأساس محور ارتكازنا في الحركة الإسلامية، والتغير السريع الذي تشهده المملكة، ففي كل يوم نشاهد مشروعات جديدة تبشر بالخير للمستقبل، كل هذه المتغيرات أجبرتني على إعادة النظر في معتقداتي وقراراتي الخاصة بي، فالبلد بدأ يشهد صحوة كما ذكرت لك على جميع المستويات.

> ولكن هل تعرضتم لضغوط من الحركة التي كنتم تنتمون لها سابقاً لإرجاعك عن قرار العودة إلى السعودية؟

ـ أبداً، وفي الحقيقة لم أكن أنتظر موافقة من الحركة أو من أي أحد آخر لأنها في المقام الأول قناعة شخصية، بالعكس أنا أجدها فرصة مناسبة لدعوة الشباب في الحركة ليقفوا مع أنفسهم وقفة صدق.

> خلال الفترة التي قضيتها في لندن ما الذي كنت تتوقعه عن بلدك السعودية؟

ـ لا أخفيك سراً إذا قلت لك أني نزلت إلى السعودية وكنت أتصورها أصبحت فقيرة وشوارعها قد تحولت إلى ثكنة عسكرية أمامي، وهو ما لم أشاهده كما خيل لي، ربما لأن معلوماتي كانت مضللة أو ربما لعدم تقدير لكثير من الأمور سواء من أطراف الحركة أو حتى مني، لأن الإنسان عندما يتكلم من إدراكه ويرى الأمور من جانب واحد فقط، فإنه يكون مقيدا في دائرة واحدة فقط وفي نفس الجانب، ولكن إذا توسعت مداركه وكان هناك استعداد لأخذ الأمور من أكثر من جانب، وأن ينظر للأمور بصدق وأمانة، وينظر للمستقبل والناس الذين في ذمته فإنه حتما سيغير معتقداته.

> هناك العديد من القوائم التي تحمل أسماء لأشخاص وقامت بإصدارها حركتكم. ما هي حقيقة تلك القوائم، خصوصاً أن تلك القوائم لاقت استنكاراً من بعض الأفراد الذين وردت أسماؤهم فيها؟

ـ هذه أمور تفصيلية لا أريد الخوض فيها، وأعتقد أن هناك جهات مختصة لمعرفة حقيقة هذه الأمور التي ربما ستكشف فيما بعد حتماً.

> تقصد أنك لا تستطيع الخوض فيها لمحاذير أمنية؟

ـ ربما، ولكن المهم هو في تحفظي عليها لتهدئة كثير من الأمور.

> ومحاولة اغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد والتي تورطت بها الحركة هل هناك تفاصيل عنها؟

ـ أعذرني، لا أستطيع الخوض في هذا الأمر.

> ولكن شقيقك أمس أخبرنا بأن هناك عددا من التفاصيل التي ستدلون بها؟

ـ أي شيء يخدم البلد والأمة، ويحافظ على الوحدة الوطنية، فلن أمانع بالإدلاء به للجهات المهتمة بهذا الجانب.

> وهل تعتقد أن التفاصيل التي ستدلون بها تحتوي على أشياء جوهرية؟

ـ بالنسبة لهذا يرجع تقديره للمسؤولين.

> هل تسعى لممارسة أي نشاط سياسي داخل السعودية؟

ـ لا أبداً، لم أفكر بذلك فهناك أشياء كثيرة حصلت وقرارات صدرت في الفترة الماضية، وهذه من ضمن الأشياء التي جعلتني أعيد التفكير في الآونة الأخيرة.

> إذن في حال سمح بمزاولة أنشطة سياسية ونقابية داخل السعودية فإنكم لن تشاركوا بها؟

ـ أعتقد أن هذه الأمور تبددت ولا نحتاجها، فخادم الحرمين الشريفين بدا واضحاً في كثير من الأمور، وهناك وضع ملموس في محاربته للفساد والتسلط الذي كنا نعتقده، وليست هناك ضرورة لقيام هذه الأنشطة.

> وهل ستشهد الأيام القادمة عودة آخرين من حركتكم السابقة، وهل سيتراجع أحدهم؟

ـ لست متأكداً بالتحديد، ولكني أعتقد أن بعضهم قد تقطعت حيلهم وأتمنى عودتهم لجادة الصواب قريباً.