بريطانيا تنتقد بشدة تصريحات الرئيس الصربي عن انفصال صرب البوسنة

بلغراد تتعرض لضغوط غربية لاعتقال كراجيتش وملاديتش والأخير يضع شروطا للاستسلام

TT

انتقدت بريطانيا بشدة تصريحات الرئيس الصربي بوريس طاديتش، التي تحدث فيها عن انفصال صرب البوسنة في حال حصل الالبان على الاستقلال التام في كوسوفو، وذلك تزامنا مع ضغوط غربية على حكومة رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا لاعتقال زعيمي صرب البوسنة رادوفان كراجيتش، والجنرال راتكو ملاديتش. فيما تستمر التجاذبات بين البوشناق والصرب، حول شكوى البوسنة ضد صربيا، والتي أقرتها محكمة لاهاي الدولية ثلاث مرات. وبمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية زار وزير الدفاع الاسباني جنوده في كل من كوسوفو أمس، بعد نجاته يوم الاحد من حادث طائرة في موستار البوسنية، بعد انزلاقها على مدرج مطار موستار في شرق البوسنة. من جهة أخرى قال السفير البريطاني بالبوسنة ماتي ريكروفت إن «استقلال كوسوفو، لا علاقة له بوضع صرب البوسنة» وتابع «جميع السياسيين الصرب في البوسنة يدركون تماما أن لا وجه للمقارنة بين البوسنة وكوسوفو، ولا مكان لخلط الاوراق بينهما». وجاءت تصريحات السفير البريطاني بعد تكرار الرئيس الصربي بوريس طاديتش مقولة رددها السياسيون الصرب في المدة الأخيرة، زاعمين أن «صرب البوسنة قد يطلبون الانفصال في حال أصبحت كوسوفو دولة مستقلة». وحاول طاديتش الربط بين مستقبل كوسوفو والبوسنة، زاعما أن «لا فرق بين القضيتين» وهو ما أثار ردود فعل بوسنية ودولية، محذرة بلغراد من تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، واستخدام صرب البوسنة، كمخلب قط في استراتيجيتها القديمة «صربيا الكبرى». وقال بيكروفت «صرب البوسنة جزء من البوسنة، وفي الوقت الذي يبحث فيه الوضع النهائي في كوسوفو، فإن مستقبل البوسنة قد حدد منذ 10 سنوات، وهي دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة، وعلى طريق الاندماج في الشراكة الاوروأطلسية». من ناحية ثانية كشف أمس في بلغراد عن ضغوط غربية متزايدة على حكومة رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا لاعتقال زعيمي صرب البوسنة رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش، وسط أنباء عن شروط يمليها الأخير للاستسلام، ووفقا للمصادر الصربية، يطلب الجنرال ملاديتش من الاجهزة الأمنية التي يتحاور معها تمويل عملية استسلامه، وتقديم مساعدات مالية لعائلته، ومساعديه، وتقديم ضمانات بعدم التعرض لأي منهم، بسبب خدماتهم التي قدموها له طيلة 10 سنوات من فراره من أمام العدالة. وقال وزير الداخلية الصربي دراغن يوتشيتش أمس إن «قوات الأمن والجيش مستعدان لاعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب». وكانت دول غربية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا، قد دعت بلغراد إلى «عدم تضييع الوقت»، مشيرة إلى أن «بلغراد لم تستجب في السنوات الماضية لنداءات اعتقال رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش، وهو ما أخر تقديم المساعدات اللازمة لها، وحرم الشعب الصربي من اختصار الطريق نحو الشراكة الاوروأطلسية». وقال مدير الامن الاسبق في بلغراد ماركو نيكوفيتش «الجنرال راتكو ملاديتش يجري مباحثات مع أجهزة الاستخبارات الصربية لتسليم نفسه، ولكن لديه شروطا لذلك». وتجد بلغراد نفسها في عنق الزجاجة مع قرب انتهاء الاجل الذي حددته محكمة لاهاي، ومجلس الأمن لاعتقال الجنرال ملاديتش وهو 31 ديسمبر الجاري. إضافة لضغوط موازية لاعتقال زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراجيتش بسبب الجرائم المنسوبة إليه بين 1992 و 1995 بالبوسنة. وفي سياق متصل أكد الرئيس البوسني سليمان تيهيتش أمس دعمه لشكوى البوسنة ضد صربيا بارتكاب جرائم حرب، أمام محكمة لاهاي، وقال تيهيتش «محكمة لاهاي أكدت ثلاث مرات شرعية شكوى البوسنة ضد صربيا». وحول تصريحات عضو مجلس الرئاسة البوسني بوريسلاف برافاتس (صربي) الداعية للتخلي عن الشكوى، قال «يبدو أنه يتعرض لضغوط خارجية (يقصد بلغراد) لكنه لا يستطيع المس بهذه القضية الحيوية». وزير الدفاع الاسباني خوسيه بونو وصل إلى كوسوفو في زيارة للجنود الاسبان العاملين ضمن قوات حفظ السلام الدولية «كي فور» التابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» والبالغ عددهم 680 جنديا، حيث هنأهم برأس السنة الجديدة. وكان الوزير الاسباني قد زار أول من أمس الاحد جنوده في البوسنة العاملين ضمن قوات يوفور الاوروبية، والبالغ عددهم 486 جنديا، حيث تعرض لحادث كاد أن يكون خطيرا، بعد انزلاق طائرته على مدرج مطار موستار البوسنية (120 كيلومترا) شرق البوسنة، وخرجت عن مسارها لمسافة 100 متر، بسبب سوء الاحوال الجوية. وقال بونو «لقد تعرضنا لمشكل صغير، فالمدرج كان قصيرا». ويتوجه بونو اليوم إلى باكستان في زيارة عمل.