صدام لمحاميه: أميركا ستلجأ لي بعد أن تعجز عن تهدئة الوضع في العراق

عضو الدفاع: واشنطن عرضت منصبا رفيعا على برزان التكريتي مقابل أن يشهد ضد صدام

TT

قال عضو في هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ان هذا الاخير أخبر المحكمة، خلال جلستها الأخيرة، التي لم يبثها التلفزيون كاملة، ان أميركا ستلجأ اليه حين تعجز عن تهدئة الوضع في العراق، فيما زعم عضو آخر في هيئة الدفاع، ان الولايات المتحدة عرضت «منصبا سياسيا رفيعا»، على برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام، مقابل ان يشهد ضده في المحكمة.

وقال عضو هيئة الدفاع عن صدام، المحامي الاردني عصام الغزاوي لـ«الشرق الأوسط»، ان «لقاء تعارف جرى عقب جلسة المحكمة بين هيئة الدفاع ورئيس وأعضاء المحكمة والادعاء العام ابدى فيه رئيس المحكمة الود والاحترام والتعاون مع هيئة الدفاع». واوضح ان «الادعاء العام كان يحاول اعطاء الانطباع على انه ودود معنا وقال أحدهم لي: دير بالك على حالك في الاردن، هناك عراقيون كثيرون، وأجبته بالقول: بالنسبة لنا في الاردن ليست لدينا مشكلة.. ولكن انت دير بالك على حالك في العراق».

واشار الغزاوي الى ان رئيس المحكمة عاتبه على تصريح له في صحيفة «واشنطن بوست»، جاء فيه ان رئيس المحكمة ودود ولكن لا نعرف ماذا يخبئ بداخله. لكن القاضي اجابه قائلا: «ستكتشف ان ما ابطن وما اظهر.. واحد». واكد الغزاوي ان الرئيس صدام وقع اربع وكالات جديدة واحدة منها لنقيب المحامين الاردنيين صالح العرموطي والبقية لمحامين من السودان والبحرين ومصر. من جهة ثانية، قال رئيس فريق الدفاع عن صدام المحامي العراقي خليل الدليمي، ان الولايات المتحدة عرضت «منصبا سياسيا رفيعا» على برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام، مقابل ان يشهد ضده في المحكمة. وقال الدليمي في تصريحات لصحيفة «العرب» الأردنية امس، ان التكريتي تحدث «لما يقارب الساعتين، خلال الجلسة المغلقة للمحكمة، مشيرا الى ان الاميركيين عرضوا عليه منصبا سياسيا رفيعا».

ونقل الدليمي عن التكريتي قوله «بدأ الاميركان يتقربون لي، ثم عرضوا علي منصبا سياسيا في مقابل الشهادة ضد الرئيس فرفضت بالمطلق». وتابع الدليمي «قال (التكريتي) لرئيس المحكمة بالحرف الواحد، ان برزان ابراهيم التكريتي لن يخون اخاه الاكبر صدام حسين، ليس لكونه اخي فقط بل لكونه رئيسي ايضا». وقال الدليمي ان التكريتي لم يوضح ما هو هذا المنصب، ولكني اعتقد انه رئاسة العراق»، مشيرا الى ان الاميركيين مارسوا عليه التعذيب الجسدي الشديد، بعد رفضه عرضهم. ونقل الدليمي عن التكريتي قوله ان «الاميركيين عذبوه وضغطوا عليه كثيرا لانهم ارادوا ان يعطيهم تفاصيل عن مبلغ 36 مليار دولار، يزعمون انه في حوزة الرئيس». وبحسب الدليمي فان التكريتي اوضح «لقد قلت للاميركيين عندما حققوا معي.. ان الرئيس لو معه هذا المبلغ او اي جزء منه لما اصبحت اوضاع عائلته بعده مزرية».

وتقيم ابنتان لصدام حسين تحت حراسة مشددة في منطقة سكنية في عمان منذ اغسطس (اب) 2003، فيما تقيم زوجته مع ابنته الثالثة في قطر.

على صعيد متصل كشف نقيب المحامين الاردنيين صالح العرموطي، عزمه طلب مقابلة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قبل موعد استكمال محاكمته في الرابع والعشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل، لمناقشة خطط وآلية الدفاع عنه، مؤكدا ان الضمانات الأمنية ضرورية في مثل هذه القضية.

وقال العرموطي، ان محامي دفاع الرئيس العراقي خليل الدليمي، ابلغه امس في وقت متأخر عبر اتصال هاتفي، بتوقيع صدام حسين على وكالة خاصة له للدفاع عنه في قضية الدجيل امام المحكمة العراقية. وأوضح ان لقاءه بالرئيس العراقي، يجب ان يكون قبل عدة ايام او حتى اسابيع من موعد المحاكمة، بهدف التنسيق ومعرفة ظروف اعتقاله ومتطلباته ورسم خطة الدفاع، بحيث يتم التناغم ما بين الرئيس صدام وفريق الدفاع، مؤكدا انه سيتصل بنقيب المحامين العراقيين كمال السعدون، ومجلس نقابة المحامين العراقيين، للاتفاق معهم على آلية الدفاع، والتنسيق معهم في كافة تفاصيل خطة الدفاع، مشيرا الى ان مجلس نقابتي المحامين في الاردن والعراق على اتصال وتنسيق دائمين. وفي ما يتعلق بالحماية الأمنية، التي يحتاجها العرموطي وفريق المحامين، اكد انه سيبحث هذا الجانب مع هيئة الدفاع، مشددا على ضرورة تأمين حماية حقيقية لفريق الدفاع، ليتمكن من تأدية واجبه من دون ضغوط وبحرية.