السعودية تستهجن استخدام الجعفري ورقة الحج لمعالجة تردي مكانته داخل بلاده

عدنان الدليمي لـ : هجوم رئيس الوزراء المنتهية ولايته على الرياض ظالم

TT

انتقد مصدر سعودي مسؤول استخدام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، ابراهيم الجعفري، الحج كورقة ليعالج بها تردي مكانته السياسية داخل العراق، في الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور عدنان الدليمي، رئيس المؤتمر العام لأهل العراق، هجوم الجعفري على السعودية «ظالما». ووصف ما حدث للحجاج العراقيين «بأنه بسبب سوء تصرف الحكومة العراقية وعدم التزامها بالتعليمات التي اتفق عليها من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي والحكومة السعودية».

وكان الجعفري قد قال في تصريحات له، أول من أمس، إن السعودية لم تسهل دخول العراقيين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، وانها لم تأخذ في الاعتبار رغبة أعداد متزايدة من العراقيين في أداء فريضة الحج منذ سقوط نظام صدام حسين.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية قد عقب على تصريحات الجعفري بالقول، إن إبراهيم الجعفري ترأس بعثة حج بلاده قبل توليه منصب رئيس الوزراء في العراق، ويعرف حق المعرفة التفهم الكبير والجهد المنقطع النظير والمرونة الفائقة التي تبديها جميع الجهات المعنية بالحج في المملكة للتسهيل على الحجاج العراقيين. وكيف أن أعداد الحجاج العراقيين الذين قدموا لأداء فريضة الحج خلال العامين الماضيين قد زادت بأكثر من 40 في المائة عن الحصة الرسمية المقررة لحجاج العراق على أساس قرار مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي حدد حصة كل دولة بألف حاج لكل مليون من سكانها من المسلمين وزاد بأكثر من الضعف عما كان عليه في سنوات حكم نظام صدام حسين. كما أن المملكة خلال العامين الماضيين قبلت بتقديرات الجانب العراقي لعدد السكان بالرغم من المبالغة فيه، وتعاملت المملكة بكل التعاون مع عدم قدرة السلطات العراقية المعنية بالحج، وعلى رأسها السيد إبراهيم الجعفري، على ضبط إصدار وثائق السفر للمواطنين العراقيين الراغبين في أداء مناسك الحج وعجزها عن توزيع تلك الوثائق بصورة عادلة منصفة بين فئات الحجاج العراقيين المختلفة، وكيف كان كل ذلك يخضع للحسابات الفئوية والمناطقية وحتى المذهبية.

كما قدمت المملكة يد العون في كل مرة للتسهيل على أكبر عدد من الحجاج العراقيين للقدوم عن طريق الجو وغضت الطرف عن عجز السيد ابراهيم الجعفري في الوصول إلى اتفاقية نزيهة لاستئجار الطائرات اللازمة لنقل هؤلاء الحجاج وتذبذب قراره بين لحظة وأخرى. وأضاف المصدر أن المملكة كانت طوال السنوات الماضية وما تزال خير معين للعراق في تنظيم أمور حجاجه واستيعابهم وخصهم دون غيرهم بأخذ تأشيرات الحج من منافذ الدخول كما تعاملت بالتقدير والاحترام مع الأخوة القائمين على شؤون الحج في العراق، وتفهمت صعوباتهم وتغاضت عن عدم التزامهم بما يبرم معهم من اتفاقيات حول أعداد حجاجهم ومنافذ دخول وخروج هؤلاء الحجاج وأعانتهم على إيجاد الحلول لكل مشكلة وقفوا عاجزين أمامها، واستضافت ألوفا من الحجاج العراقيين تقديرا لطلبات الجانب العراقي وكان السيد إبراهيم الجعفري تحديدا من أكثر من قدّرتهم المملكة، وأعانته على تصريف شؤون الحج ووضعته محل الاحترام والضيافة. وأكد المصدر: استهجان المملكة لاستخدام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته الحج كورقة يعالج بها تردي مكانته السياسية داخل بلاده وزجه بشؤون الحجاج لتحقيق مكاسب انتخابية وأن المملكة ستظل بإذن الله هي الخادمة القائمة على كل شؤون الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، حجاجا ومعتمرين وزوارا، بالكفاءة والأمانة وابتغاء الأجر والثواب التي يشهد بها الجميع.

من جهته، قال الدليمي لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد، أمس، إن «رئيس الحكومة العراقية واللجنة المسؤولة عن الحج تتحمل في الدرجة الأولى مسؤولية عما حدث للحجاج العراقيين من ذل وإهانة حيث ينامون في الشوارع منذ خمسة أيام، والسبب عدم التزام الحكومة العراقية بمبدأ القرعة فأهملت من ظهرت أسماؤهم بالقرعة وأرسلت آخرين».

وأضاف الدليمي، الرئيس السابق لديوان الوقف السني «لقد كنت عضوا في الهيئة العليا للحجاج لعامين، وكان الجعفري رئيسا للهيئة باعتباره كان عضوا في مجلس الحكم، وكان يتعمد إفشال عمل الهيئة من خلال منح أعداد للمرجعيات السياسية والدينية التي يرتبط بها خارج مبدأ القرعة لتقوية مركزه السياسي، بل انه فتح مكتبا في دائرة الجوازات خارج تعليمات الهيئة العليا للحج وراح يمنح الموافقات لكل من هب ودب من أنصارهم».

وتساءل الدليمي قائلا: «لماذا يرمي الجعفري أسباب مشكلة الحجاج على غيره، وعلى الحكومة السعودية بالذات، وهو الذي أصدر جوازات السفر الإضافية لأنصاره وللمرجعيات الشيعية التي يرتبط بها وهي كثيرة كي ينال رضاها، وإلا هل يمكن للحكومة السعودية أن تصدر جوازات عراقية وتدعو أعدادا إضافية من الحجاج، أم ان هذه مسؤولية الحكومة العراقية؟».

وقال: «لقد منحوا موافقات تزيد بأكثر من 18 ألفا على العدد المحدد للحجاج العراقيين حسب التعليمات الرسمية التي أقرتها الحكومة السعودية، مما أدى الى خلق الإرباك في عملية الحج»، مشيرا الى أنها «ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الإرباك بسبب إدارة الجعفري لعملية الحج، وكانت الحكومة السعودية تتسامح وتتغاضى، لكنها في هذه المرة كانت حاسمة في الموضوع لأنه يتعلق بأمن الحجاج وراحتهم وكرامتهم، حتى أنني والدكتور احمد عبد الغفور، رئيس الديوان السني، اتصلنا بالجهات السعودية لحل المشكلة لكنهم اعتذروا وأرادوا ان يعلموا الجانب العراقي بأهمية احترام المواثيق وعدم التجاوز لما يخلق حالات من الإرباك لهم».

وتساءل رئيس مؤتمر أهل العراق مجددا بقوله: «الجهة التي لا تستطيع إدارة الحج كيف لها أن تدير حكومة ودولة مثل العراق»، وقال: «ان هجوم الجعفري على السعودية ظالم وعليه ان يتحمل المشكلة كونه هو المتسبب بها والمقصر فيها، فالسعودية حددت حصة العراق وكان يجب الالتزام بها، ويمكن لها أن تتسامح بزيادة ألف حاج مثلا وليس 18 ألفا».

وبرر الدليمي أسباب هجوم الجعفري على السعودية بأنها تأتي «لأسباب سياسية وانتخابية وطائفية بالدرجة الأولى، والسعودية غير مقصرة، والتقصير من الحكومة العراقية أساسا»، وقال «إن هذه الحكومة تعتمد في كل شيء على الوساطات والمرجعيات الدينية الشيعية ويبررون كل شيء وفقا لمصالحهم، فهم مثلا قالوا أعطينا موافقات لعوائل الشهداء، في حين لم يعتبروا قتلى الحرب العراقية ـ الإيرانية، أو من تقتله القوات الأميركية من الشهداء، واعتبروا قتلى انتفاضة 1991 وضحايا جسر الأئمة شهداء».

وأكد الدليمي أن «الشعب العراقي يعرف جيدا المواقف السعودية المشرفة من القضايا العراقية، والجعفري أراد أن يبرر فشله ويلقيه على مشجب السعودية، وهي بريئة كل البراءة من هذه الأخطاء التي يتحملها رئيس الحكومة العراقية، وان مسألة «الخربطة» في موضوع الحج حدثت في العامين الماضيين».

واختتم الدليمي حديثه قائلا: «إن الجعفري استغل موضوع الحج في عمليات سياسية ووفق ارتباطاته الطائفية مع مرجعياته الدينية، فأعطى لهذا 500 موافقة، ولذاك 1000 موافقة، وراح المواطنون الذين يستحقون الذهاب الى الحج ضحية هذه التصرفات».