دبلوماسي مغاربي: «احتكار» منصب أمين الاتحاد المغاربي يثير استياء بلدين عضوين

TT

أفاد مصدر دبلوماسي مغاربي رفيع، أن لقاء وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي في طرابلس اليوم، «سيعقد قي ظل امتعاض المغاربة والموريتانيين من احتكار تونس لمنصب الأمين العام للاتحاد»، في إشارة إلى إصرار التونسيين على فرض الحبيب بن يحيى، وزير الخارجية السابق، مكان الحبيب بولعراس المستقيل منذ أسابيع.

وقال ذات المصدر الذي رفض نشر اسمه، لـ «الشرق الأوسط»، ان الرباط ونواكشوط «كانتا تفضلان أن يبحث وزراء الخارجية في اجتماعهم الطارئ بطرابلس، اعتماد صيغة جديدة لتولي منصب الأمين العام. يميل المغاربة والموريتانيون إلى صيغة تدوير المنصب بدل التعيين واحتكار المنصب من طرف دولة واحدة». وأشار ذات المصدر، إلى أن الجزائريين «لا يرشحون أي شخص من أي جنسية مغاربية للمنصب، لكننا نعتقد أن حصيلة نشاط الأمانة العامة التي بقيت عند تونس منذ تأسيس اتحاد المغرب العربي عام 1989، سلبية بدليل أنها فشلت في عقد قمة مغاربية منذ آخر مرة التأمت فيها بتونس عام 1994».

ويتضمن جدول أعمال لقاء طرابلس تعيين أمين عام جديد ومسائل تنظيمية ومؤسساتية، وأخرى تتعلق بميزانية الاتحاد. وأضحى في حكم المؤكد بأن الحبيب بن يحيى هو الأمين العام الجديد.

وأوضح المصدر المغاربي، استنادا إلى «دبلوماسيين مغاربة مقيمين في الجزائر»، بأن المغاربة «يفضلون أن يكون الأمين العام للاتحاد من بلد المقر، أي المغرب، لكنهم يتفادون إثارة الموضوع حتى لا يحدث صدام مع التونسيين المتمسكين بالمنصب». وقال المصدر الدبلوماسي المغاربي الذي يقيم بالجزائر، ان طرابلس سعت لترشيح سليمان شلومي أمين عام اللجنة الشعبية للعلاقات الخارجية لمنصب أمين عام للاتحاد خلفا لبولعراس «لكن الليبيين تراجعوا أيضا بسبب تمسك تونس بالمنصب».

وبرر بولعراس استقالته بـ «أسباب صحية»، لكن مقربين منه نقلوا عنه أن فشله المتكرر في جمع القادة المغاربيين في قمة كان الدافع الرئيسي للاستقالة، حيث عجز بين 2002 و2005 في المسعى، وكان آخرها في مايو (أيار) الماضي عندما أعلن العاهل المغربي محمد السادس مقاطعة قمة كانت ستحتضنها ليبيا، بسبب رسالة وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز تؤكد دعم الجزائر للصحراويين.

يشار الى ان الأمانة العامة لمجلس الشورى المغاربي التي تنتقل عن طريق التدوير، موجودة عند تونس حاليا. وتحتضن الجزائر مقر المجلس الشوري. أما الهيئة القضائية فتترأسها حاليا موريتانيا. ونقل مصدر عن وزير الخارجية الجزائري، محمد بجاوي أن وزراء الخارجية المغاربيين لن يبحثوا اليوم موضوع عقد قمة مغاربية على أساس أن شروط التئامها لم تتوفر بعد.