استطلاعان يشيران إلى أن بيريس سيحقق لحزب «كديما» نتائج أفضل من منافسيه

معظم استطلاعات الرأي في إسرائيل تشير إلى أن غياب شارون لن يؤدي إلى انهيار حزبه

TT

أشارت معظم استطلاعات الرأي التي نشرت في اسرائيل، أمس، الى أن غياب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، عن الساحة السياسية لن يؤدي الى انهيار حزبه الجديد «كديما»، بل انه سيظل الحزب الأكبر في الانتخابات المقبلة، وأن وريثه ايهود اولمرت يستطيع قيادة البلاد أفضل من غيره من المرشحين. ولكن اثنين من أربعة استطلاعات دلاّ على ان وضع شيمعون بيريس في رئاسة هذا الحزب سيحقق له نتائج أفضل.

ومع ان الانتخابات ما زالت بعيدة جدا (في 28 مارس (آذار) المقبل)، وخلال فترة كهذه يمكن أن تحصل تطورات كبيرة حاسمة في مختلف الاتجاهات، إلا ان نتائج هذه الاستطلاعات تثير اهتماما كبيرا في الساحة السياسية الاسرائيلية وتبعث الآمال في نفوس قادة حزب شارون بالذات. وفي أعقاب ظهور نتائجها، اجتمع أولمرت مع شيمعون بيريس، أمس، ليقنعه بالقبول بقيادته للحزب والامتناع عن العودة الى حزب العمل. ووعده بأن يحفظ له مكانا رفيعا في قيادة الحزب وبمنصب كبير في الحكومة القادمة إذا فاز الحزب في الانتخابات. لكن بيريس، الذي أدت نتائج الاستطلاعات الى فتح شهيته على المطالبة برئاسة الحزب، لم يعط جوابا قاطعا وطلب التقاء أولمرت مرة أخرى في الأسبوع المقبل. وكانت أربعة استطلاعات قد نشرت نتائجها أمس، لاستمزاج رأي الجمهور الاسرائيلي في قياداته الحزبية بعد أن اتضح أن شارون لن يعود الى قيادة الحزب ورئاسة الحكومة، في أعقاب الشلل الذي أصيب به من جراء النزيف الدماغي الشديد. وجاءت النتائج على النحو التالي:

* صحيفة «يديعوت أحرونوت»: دل استطلاعها على ان حزب «قدما» سيحافظ على القوة التي منحته إياها استطلاعات الرأي قبل مرض شارون، إذ سيحصل على 39 مقعدا من مجموع 120 مقعدا في الكنيست (بوجود شارون حصل الحزب على 42 مقعدا). في ما سيحصل حزب العمل على 20 مقعدا (18 مقعدا حسب آخر الاستطلاعات في الأسبوع الماضي) وسيحصل الليكود على 16 مقعدا (14 مقعدا في الأسبوع الماضي). وتحافظ بقية الأحزاب على قوتها تقريبا. وسئل المستطلعة آراؤهم حول أفضل المرشحين من حزب «قدما» لرئاسة الحكومة في حالة غياب شارون فجاءت الردود بتفضيل بيريس (23%)، وجاء ايهود أولمرت بعده (21%) ثم وزيرة القضاء تسيبي لفنة (14%) ثم وزير الدفاع، شاؤول موفاز (8%) ثم رئيس المخابرات السابق، آفي ديختر (5%) ووزير المواصلات، مئير شطريت (3 %). وعندما سئلوا في أية حالة سيصوتون لحزب «قدما» في غياب شارون، حصل هذا الحزب على 42 مقعدا تحت قيادة بيريس و39 تحت قيادة أولمرت و36 مقعدا تحت قيادة لفنة، مما يعني أن لهذا الحزب إمكانة راسخة في الذهنية الاسرائيلية رغم كونه حزبا جديدا للغاية وكونه حزب رجل واحد هو شارون.

* صحيفة «هآرتس»: منحت هي الأخرى أفضلية لحزب «قدما» برئاسة بيريس فقالت ان هذا الحزب سيحصل على 42 مقعدا مقابل 15 مقعدا لحزب العمل و15 مقعدا لليكود. وأما في حالة تربع أولمرت على رئاسة «قدما»، فإنه سيحصل على 40 مقعدا مقابل 18 مقعدا للعمل و13 لليكود.

* صحيفة «مكور ريشون» الدينية: أشار استطلاعها الى ان «قدما» سيتأثر قليلا من غياب شارون وسيهبط الى 35 مقعدا، بغض النظر عمن يقف على رأسه، ومنح حزب العمل 19 مقعدا والليكود 17 مقعدا. وسئل المستطلعة آراؤهم هنا أيضا عمن يفضلون رئيسا للحكومة من «قدما» بعد شارون فقال 29% انهم يفضلون اولمرت و23 % يفضلون بيريس. وسئلوا من يفضلون عموما لرئاسة الحكومة من كل الأحزاب فجاءت النتيجة: أولمرت 27% ونتنياهو 21% ثم في الدرجة الثالثة عمير بيرتز 20%.

* صحيفة «معاريف»: وهي الصحيفة التي تنبأ استطلاعها، أمس، بتدهور شعبية حزب «قدما» الى 26 مقعدا وتغلب حزب العمل عليه بالحصول على 30 مقعدا والليكود على 16 مقعدا.

ولكن من المفروض النظر الى هذه النتائج باعتبارها أولية والاخذ في الاعتبار ان المشاعر ملتهبة في اسرائيل بسبب مرض شارون كما ان المعركة الانتخابية في الظروف الجديدة ما بعد شارون، لم تبدأ بعد. والجمهور لم يحدد بعد كيف يحدد موقفه منها بعد. والأمر الوحيد الواضح هو ان الجمهور الاسرائيلي يريد إعطاء فرصة لحزب شارون حتى بعد غيابه. وقد يكون ذلك ناجما عن التعاطف مع شارون وهو في فراش المرض. وهذه فرصة لقادة هذا الحزب، فإما ان يحافظوا على هذا الجمهور بواسطة الوحدة ووضوح البرنامج السياسي ويكسبون وإما التفسخ والبلبلة في المواقف ويخسرون.