مرض شارون... صدمة وقلق لدى الجالية اليهودية الأميركية

TT

نيويورك ـ ا.ف.ب: تصاعدت الصلوات من الكنس اليهودية في الولايات المتحدة، الداعية لشفاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يرقد غائبا عن الوعي في مستشفى هداسا في القدس، بينما اعرب قادة الجالية اليهودية عن قلقهم حيال المشهد السياسي غير الواضح في اسرائيل.

وتحدث حاخام الكنيس الكبير في شارع «بارك افينيو» في نيويورك ديفيد لينكولن عن صدمة وقلق، مقارنا البلبلة التي أحدثها مرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بتلك التي سادت بعد اغتيال اسحق رابين عام 1995. وقال لينكولن «الجالية اليهودية الاميركية مرتبطة جدا باسرائيل، وقلقة على غرار السكان هناك، دولة اسرائيل والشعب اليهودي تجاوزا صعوبات من كل نوع وهذا مثل جديد، الناس متألمون ويخشون المستقبل، انه شعور شبه عام».

وتؤيد غالبية الجالية اليهودية الاميركية حكومة شارون الذي تحول من مهندس للاستيطان الى «خائن» في نظر اليهود المتشددين. ففي استطلاع للرأي اجرته اللجنة اليهودية الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أيد 67% الطريقة التي يدير بها شارون العلاقات مع السلطة الفلسطينية في ما عارضه 26%.

وأظهرت استطلاعات عدة أن ثلثي هذه الجالية، الليبرالية في معظمها، يؤيد «الإجراء التاريخي» الذي تمثل في اخلاء قطاع غزة من المستوطنين. وقال كينيث باندلر المتحدث باسم اللجنة اليهودية الاميركية «اعتقد ان هذه المأساة تشكل صدمة في غير وقتها، خصوصا بعد التغيير الكبير في مواقف شارون السياسية ومقاربته لعملية السلام ونقل السلطة في قطاع غزة الى الفلسطينيين وآفاق التقدم المستقبلي في الضفة الغربية في محاولة السعي الى السلام مع جيران اسرائيل العرب». واضاف «حتى منتقدو شارون احترموه في نهاية المطاف بعد هذا العام، اي بعد ما قام به في غزة، مفكرا في المستقبل ومجازفا بحياته، فقد تعرض لتهديدات بالاغتيال».

وأظهر باندلر بعضا من التفاؤل «انها ديمقراطية متحركة، واي ديمقراطية لا تتوقف على شخص واحد، العلاقة بين الرئيس (الاميركي جورج) بوش وشارون كانت وطيدة جدا، وذلك يعود الى الحفاظ على العلاقات الاسرائيلية ـ الاميركية القوية جدا على مدى التاريخ».

واعتبر الحاخام لينكولن ان «آمالا عريضة علقت على حزب «قدما» (حزب شارون الجديد)، اما الان فلا احد يعلم ماذا يحمله المستقبل» مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الاسرائيلية.

ولكن بالنسبة الى اخرين، مثل مورتون كلاين رئيس المنظمة الصهيونية في اميركا، يظل شارون «أهم جنرال أنجبته اسرائيل ومحاربا ناضل من اجل بقائها»، إلا ان قراره الانسحاب من قطاع غزة يبقى موضع انتقاد. وفي هذا السياق سأل كلاين «لماذا انتقل من الكفاح ورفض التسويات في مواجهة الارهاب العربي، الى التنازلات من جانب واحد؟ لا أفهم، وهذا الأمر يضفي تعقيدا على إرثه».

في نيويورك، المدينة الثانية في العالم بعد تل ابيب من حيث الوجود اليهودي، أثار الانسحاب من قطاع غزة بعض الاعتراض، واستقبل شارون بمظاهرات في مايو (ايار) الماضي حين زارها لعرض خطته امام المنظمات اليهودية. لكن هذه المظاهرات لم تنجح في جمع أكثر من بضع مئات من المعترضين.