غوانتانامو: حارس بن لادن رفض لقاء محاميه وطالب بالدفاع عن نفسه

TT

بعد اربع سنوات من وصول اول مجموعة من السجناء الى قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا واجه امس يمني كان يعمل حارسا شخصيا لاسامة بن لادن محاكمة عسكرية أميركية، رفض فيها ان يلتقي محاميه العسكري، وطالب بأن يتولى الدفاع عن نفسه في تهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.

وعقدت في وقت لاحق امس محاكمة عسكرية أميركية منفصلة لنظر قضية قتل متهم فيها السجين الكندي عمر خضر الكندي، 19 عاما. ويتهم خضر بقتل عسكري من العاملين في المجال الطبي عندما فجر قنبلة خلال تبادل لاطلاق النار عند مجمع يشتبه في أنه تابع لتنظيم «القاعدة» في افغانستان حينما كان خضر يبلغ من العمر 15 عاما.

واليمني علي حمزة البهلول (37 عاما) متهم بالتآمر لارتكاب اعمال ارهابية واعترف خلال الجلسة الماضية التي جرت في اغسطس (اب) 2004 بانتمائه الى تنظيم القاعدة.

ويفيد الادعاء ان بن لادن كلفه مهمة اعداد اشرطة فيديو لتجنيد عناصر جدد في القاعدة وتدريبهم. ورفض بهلول الاجتماع بمحاميه العسكري الميجور ثوماس فلينر الذي عينته له المحكمة والذي قال انه يتعاطف مع طلب موكله بالدفاع عن نفسه.

ويتوقع ان يسيطر الخلاف على تمثيل البهلول قانونيا على مجريات الجلسة. وتنعقد المحاكمتان وسط انتقادات بأنهما تتركان المتهمين في موقف ضعيف للغاية.

واعترف البهلول في جلسة سابقة بأنه «من القاعدة» ويقول انه يريد ان يتولى الدفاع عن نفسه. وقد رفض لقاء الميجر توم فلينر المحامي الذي عينه الجيش للدفاع عنه. ويواجه البهلول وخضر احكاما قد تصل الى السجن مدى الحياة اذا ادينا في المحاكمتين اللتين أقرهما الرئيس الأميركي جورج بوش لمحاكمة الاجانب المشتبه بضلوعهم في أنشطة ارهابية في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة.

وتمضي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدما في القضيتين رغم أن محاكم أميركية اوقفت محاكمة ثلاثة اخرين من سجناء غوانتانامو، انتظارا لحكم من المحكمة العليا يقطع بما اذا كانت لبوش صلاحية عقد مثل هذه المحاكمات العسكرية. وستستمع المحكمة العليا للمداولات في مارس (اذار) المقبل. وتواجه الولايات المتحدة انتقادات بالداخل والخارج حول أسلوب تعاملها مع سجناء غوانتانامو منذ وصول اول دفعة منهم من افغانستان يوم 11 يناير (كانون الثاني) 2002 وهم مقيدون وعلى أعينهم نظارات معتمة واقنعة كالتي تستخدم في العمليات الجراحية. وتأتي بعض الانتقادات القاسية لنظام المحاكمات العسكرية من المحامين العسكريين الأميركيين المعينين للدفاع عن السجناء. ووصف الميجر فلينر هذه المحاكمات بأنها صورية وقال «القواعد ليست موضوعة بطريقة تساعد المتهمين». وانتقدت جماعات حقوق الانسان هذه القواعد التي تسمح باستخدام ادلة سرية قد لا يسمح حتى للسجناء بالاطلاع عليها وباستخدام ادلة ربما تم الحصول عليها تحت التعذيب.

اما الكابتن جون مريام، 31 عاما، المحامي العسكري المعين لتمثيل خضر فلم يسبق له تمثيل اي متهم في اي محاكمة.

وقال منير احمد احد المحامين المدنيين المدافعين عن خضر «كان الامر سيبعث على الضحك لولا انه جد خطير». ودافع الكولونيل مو ديفيز كبير المدعين عن نظام المحاكمات العسكرية، قائلا ان القواعد وضعت لضمان محاكمة عادلة لدى التعامل مع عدو من تنظيم القاعدة لم يتسن من خلال القانون الحالي توقع افعاله. واضاف «ليس هناك ما نخجل منه فيما نفعله هنا».

ولم توجه تهم إلا الى تسعة فقط مما يقرب من 500 سجين في غوانتانامو. وقال المستشار القانوني للمحاكمات العسكرية انه لن توجه تهم على الارجح الا لما بين 50 و75 سجينا.