الادعاء البريطاني: أبوحمزة اتهم اليهود بأنهم سبب ظهور هتلر في العالم

تنبيه من القاضي للمحلفين بضرورة التركيز فقط على الأدلة الجنائية وعدم الالتفات لأجهزة الاعلام والانترنت

TT

ذكر ممثل الادعاء البريطاني في محكمة «اولد بيلي» امس ان الاسلامي المصري ابوحمزة كان يريد ان يجلس خليفة في البيت الابيض، وانه قال في خطبه ومحاضراته: «ان هتلر ظهر في العالم لان اليهود كفرة وقذرون».

وقال ديفيد بيري ممثل الادعاء البريطاني أمام محكمة أولد بيلي في لندن «إنه عثر في حوزة أبوحمزة على كراسة تحض على الإرهاب تحمل اسم موسوعة «الجهاد الأفغاني» وهي مكونة من عشرة اجزاء تشرح كيفية صنع متفجرات وكيفية قيادة خلية إرهابية، وزعم ان الموسوعة تسهل لمن لديه النية التحضير لعمل ارهابي، وقال ان الموسوعة بها فصل عن كيفية عمل المتفجرات وتنفيذ اعمال الاغتيالات. ويعتبر أبوحمزة زعيم جماعة «أنصار الشريعة» في بريطانيا، وقدم إليها من مصر عام 1979 واسمه «مصطفى كمال مصطفى». وقال بيري للمحكمة: «ان قضية الادعاء في جملة واحدة هي ان الشيخ ابوحمزة كان يدعو الى القتل والكراهية في هذه الاحاديث»، وتابع: «كان يدعو الى اقامة عالم يحكمه خليفة يجلس في البيت الابيض»، واضاف المدعي: «في احدى خطبه اتهم اليهود بانهم كفرة وخائنون وقذرون، وان هذا هو سبب ظهور هتلر في هذا العالم». ويواجه المصري عدة تهم منها استغلال اجتماعات عامة في اثارة اتباعه لقتل غير المسلمين واربع اتهامات اخرى منها الحث على قتل اليهود.

كما انه متهم بانه سلك مسلكا يتسم بالتهديد والاساءة والاهانة بهدف التحريض على الكراهية العرقية، وتتعلق هذه الاتهامات بتسعة شرائط فيديو ضبطت اثناء اعتقال المصري في 27 مايو (ايار) عام 2004 وكان ثمانية منها في بيته والتاسع في مكان اخر، وكانت الشرائط ضمن 2700 شريط تسجيل و570 شريط فيديو ضبطت.

وبدأ ممثلو الادعاء العام البريطاني امس بالمحكمة الجنائية المركزية «اولد بيلي» تقديم مرافعتهم ضد أبوحمزة المصري بعد يوم عطلة (اول من امس) لاتاحة الفرصة للاسلامي المصري للاحتفال بعيد الاضحى المبارك. ومن المقرر ان يفند ممثلو الادعاء بقيادة المحامية مدثر ارني الاتهامات الموجهة الى ابوحمزة امام مسجد فنسبري بارك الذي اغلقته الشرطة البريطانية في حملة مداهمات بالتعاون مع اجهزة المخابرات البريطانية عام 2003، بعد اسبوع من الان، وتستمر محاكمات ابوحمزة لمدة ثلاثة اسابيع. وقد بدأت المحكمة بتنبيه من القاضي للمحلفين بضرورة التركيز فقط على الأدلة المقدمة إلى المحكمة وعدم الالتفات إلى ما تبثه وسائل الإعلام أو شبكة الإنترنت. وكان القاضي قد حذر اجهزة الاعلام البريطانية من المغالاة في شن حملة اعلامية ضد الاسلامي المصري، فيما اشترط الدفاع قبل البدء في نظر القضية ألا يكون بين المحلفين صحافي او ضابط شرطة سابق او ضابط مخابرات سابق. وقال القاضي «جاستيس هافس» للمحلفين: «إن أبوحمزة تعرض لقدر كبير من التغطية الإعلامية، قدر كبير منها موجه ضده». واستمعت المحكمة امس الى مرافعة الادعاء في تهمة التحريض على القتل والكراهية العنصرية الموجهة إلى أبوحمزة المصري، حيث زعم المدعي انه دعا الى قتل اليهود والكفار والمسلمين المرتدين، وقال ممثل الادعاء بيري ان ابوحمزة المصري دعا الى «القتل والكراهية» خلال خطبه ومحاضراته.

وقال مخاطبا هيئة المحلفين «ستستمعون الى الاشرطة والى المتهم الشيخ ابوحمزة وهو يحث المستمعين سواء في اجتماعات خاصة او في تجمعات في المساجد، على الايمان بان الجهاد في سبيل الله هو فرض ديني». واضاف «بما ان القتال في سبيل الله فريضة، فان القتل كذلك هو فريضة، والناس الذين كان يحث على قتلهم هم غير المؤمنين»، وقال بيري للمحكمة انها ستستمع الى كيفية ابلاغ المصري اتباعه انه: «من واجبهم الديني القتال من اجل الله»، واضاف الادعاء ان المصري اوضح مرارا «ان زعماء الدول العربية الموالين للغرب واسرائيل هم اهداف مشروعة».

واذا ادين المصري الذي فقد احدى يديه وعينيه فقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويواجه ابوحمزة، امام مسجد فينسبري بارك الذي اعتبر لفترة طويلة معقلا للاصوليين المتطرفين في شمال لندن، 15 تهمة من بينها تسعة تتعلق بـ«التحريض على القتل» واربعة باستخدام كلمات مهددة ومهينة وعنيفة تهدف الى اثارة الكراهية العرقية.

وقال ممثل الادعاء بيري، ان التسجيل الاول المقرر ان تستمع اليه هيئة المحلفين، تم تسجيله خلال ما يعتقد الادعاء انه اجتماع خاص في وايت تشابل بشرق لندن في عام 1997 أو عام 1998.

وقال بيري: يقول المتهم، «ان المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد يعيشون في مرحاض.. انهم يعيشون مثل الحيوانات». انه يدعو مستمعيه الى التضحية بانفسهم في سبيل اقامة الخلافة.

وقال بيري ان ابو حمزة كانت بحوزته ايضا «موسوعة الجهاد الافغاني» في 10 مجلدات. واضاف، انها دليل يمكن ان يساعد اي شخص من المحتمل ان يشارك في الاعداد أو التنفيذ الفعلي لنشاط ارهابي. وتابع ان الدليل يوضح كيفية صناعة المتفجرات، كما عرض ارشادات مفصلة حول طرق الاغتيال. وقال بيري لهيئة المحلفين، انهم سيستمعون الى الكيفية التي ابلغ بها ابو حمزة اتباعه بان من «واجبهم الديني القتال في سبيل الله». وقال المدعي، ان ابو حمزة اعلن مرارا ان زعماء الدول العربية الذين يقيمون علاقات ودية مع الغرب واسرائيل هم اهداف مشروعة. ويواجه ابو حمزة، الذي فقد كلتا يديه واحدى عينيه، في حال ادانته عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة. وينفي ابو حمزة المصري، الذي اشارت اليه المحكمة باسمه الاصلي مصطفى كامل مصطفى، وبلقبه الشيخ ابو حمزة وابو حمزة المصري، هذه التهم كافة. وظهر ابو حمزة امام المحكمة، وقد خلع الخطاف الذي يلبسه عادة للاستعاضة به عن يده المقطوعة، وكان يرتدي قميصا وبنطلونا باللون الازرق، وجلس الى جانب ثلاثة من ضباط الأمن ومستشار قانوني اثناء المحاكمة.

وكان ابو حمزة قد فقد عينه ويديه في افغانستان في اواخر الثمانينات، واستبدل احدى يديه بخطاف حديدي. واستمعت المحكمة الى دعوته للجهاد ضد المرتدين والكفار وغير المؤمنين.

ومن بين هؤلاء المرتدين عدد من حكام الدول العربية، بما فيها مصر، «الذين يقيمون علاقات مفعمة بالمودة مع الغرب الديمقراطي»، كما نقل بيري عن ابو حمزة.

وزعم ان ابو حمزة قال، ان هؤلاء اضافة الى دول غرب اوروبا والولايات المتحدة «اهداف شرعية». وقال بيري ان فكرة المتهم عن الجهاد لا تعني الاستنكار الروحي الداخلي للخطيئة ولكن القتال الفعلي، وقتل من لا يسيرون على طريق «الاسلام الحق». ويتوقع ان تستمر المحاكمة ثلاثة اسابيع.