طالب يتحول إلى مليونير بإعداده صفحة إعلانية على الإنترنت

قسمها إلى مليون جزء يبيع كل واحد منه بدولار

TT

عندما تعرف ما فعله اليكس تيو ينتابك هذا الاحساس الغريب «لماذا لم افكر في ذلك؟». فكرة بسيطة ورخيصة التكلفة لكنها مربحة، نقلت هذا الطالب، الذي لا يزيد عمره عن 21 سنة من بلدة صغيرة في غرب انجلترا، في اقل من خمسة اشهر، من الافلاس الى طبقة المليونيرات.

ففي شهر اغسطس (آب) الماضي كان تيو يشعر بالقلق من دفع نفقات تعليمه، فتبادرت الى ذهنه فكرة من بين تلك الافكار النادرة لتحقيق مكاسب مادية : انشاء صفحة على شبكة الانترنت وتقسيمها الى مليون بيكسل (خلية ضوئية) ثم بيع تلك الخلايا التي تتكون منها شاشات الكومبيوتر بسعر دولار للخلية الواحدة، او مائة دولار في مربع من مائة خلية، الى المعلنين التي يحولونها الى لوحة اعلانات مرتبطة بمواقعهم الاصلية ؟. وبهذا يمكن ان يطلق عليها اسم «صفحة المليون دولار». وكان مقررا ان يضع يثو، على الساعة الواحدة و42 دقيقة و28 ثانية بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، اليوم، اعلانا على الموقع يعرض فيه بيع جميع الخلايا الضوئية.

وكان تيو قد وضع آخر ألف خلية ضوئية للبيع في موقع ebay للمزادات قبل عشرة ايام بسعر دولار واحد، وقبل 24 ساعة من انتهاء المزاد بلغ السعر 152 الف دولار.

لم يكن تيو متأكدا في البداية من امكانية بيع أي خلية ضوئية، الا انه شعر بان الفكرة لديها احتمالات كبيرة. واوضح قائلاً: «لقد سألت نفسي كيف يمكنني ان اصبح مليونيرا ؟ وبعدها بعشرين دقيقة حصلت على الاجابة. في البداية كنت اتوقع ان واحدا او اثنين في المائة من مليون دولار كافية».

وانقسم كثيرون حول الظاهرة التي أوجدها تيو، فالبعض اعتبرها وسيلة جديدة ستغير مفهوم الاعلان على الانترنت، بينما وصفها آخرون بأنها عبارة عن لوحة اعلانات.

وبغض النظر عن رأي الناس فيها، فهي ليست موقعا جميلا، بالرغم من اقترابها من استكمال كل الخلايا الضوئية وبداية عمرها الافتراضي وهو خمس سنوات. ويقول تيو: «انها مثل لوحة إرشادات او إعلانات على قطار تعرض لحادث لا يمكنك النظر اليه». غير ان جمالها البصري يتمثل في انها غير مصممة على الاطلاق، اذ فيها تتوافق الاعلانات معا بطريقة عشوائية.

ويصمم المشترون اعلانات صغيرة، وبذلك يمكن ان تضم الصفحة اكثر من الفي اعلان، يتراوح حجمه من حجم طابع بريد الى اصغر من ذلك. وعندما تحرك المؤشر على الاعلان تظهر لك عبارة صغيرة تحدد المعلن. وخلال عدة شهور من بداية الموقع بلغ عدد الزوار 200 الف شخص يوميا و 3.2 مليون شخص في الاسبوعين الماضيين. ويقول تيو: «كلما زاد الحديث عن الموقع حققت دخلا اكبر».

وقد ادت الفكرة الى ظهور اكثر من الف موقع تقليدا للموقع الاصلي، بعضها يقبل اعلانات عامة والبعض الآخر يقبل اعلانات متخصصة. ومن بين المواقع واحد يقبل اعلانات من المعارض والمتاحف، وآخر يطلق عليه اسم «غط وجه اسامة بن لادن» ويبيع خلايا ضوئية لمسح وجه اسامة من على الشاشة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»