ميركل في واشنطن غدا لعرض موقف جديد تجاه العراق

المستشارة الألمانية تسعى لإصلاح ما أفسده سلفها شرودر

TT

تعتزم المستشار الألمانية المحافظة انجيلا ميركل طي صفحة العلاقات «الباردة» بين بلادها والولايات المتحدة، عن طريق إعادة إعمار ما خربه سلفها الاشتراكي غيرهارد شرودر بموقفه الرافض للحرب على العراق. ويبدو انها ستبادر الرئيس الاميركي جورج بوش، خلال زيارتها لواشنطن يوم غد، بمقترحات ملموسة لتوسيع مشاركة ألمانيا في إعادة إعمار العراق في محاولة لاستباق أي طلب أميركي قد يدعوها لإرسال وحدات عسكرية ألمانية إلى هناك. فبرنامج التحالف الحكومي الذي تقوده بين المحافظين والاشتراكيين ما زال متمسكا بموقف شرودر الرافض لإرسال وحدات من الجيش الألماني إلى بغداد.

وذكرت صحيفة «دي فيلت» الالمانية امس أن ميركل تحمل في جعبتها مقترحات لتوسيع مساهمة الجيش الألماني في تدريب وحدات الجيش والشرطة العراقيين في ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتشجيع برامج تدريب الشباب العراقيين في ألمانيا، ودعم برامج الأمم المتحدة الخاصة بإعادة الإعمار، ووضع التقنيات العلمية في خدمة إعادة الاعمار في البلد الذي خربته الحروب.

وعلى هذا الأساس يتوقع ان يجري استقبال ميركل في واشنطن بترحيب لم يسبق أن ناله سلفها شرودر، لكن هذا لا يعني أن المستشارة الالمانية المحافظة سوف لن تسمع بعض عبارات «التوبيخ» من الرئيس الاميركي. فميركل، حسب رأي الإدارة الأميركية الحالية، تجاوزت الحدود حينما طالبت مطلع هذا الأسبوع بإلغاء معتقل غوانتانامو الخاص بالمتهمين بضلوعهم في اعمال الارهاب. كما أنها أثارت امتعاض وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حينما نقلت للصحافة الألمانية اعتراف الولايات المتحدة بخطأ اختطاف المواطن الألماني ـ اللبناني الأصل خالد المصري إلى أحد السجون السرية للمخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان. وكانت رايس تود أن يبقى «الاعتراف» الاميركي بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام.

والملاحظ أن ميركل التي ركزت وعودها الانتخابية على معالجة المشاكل الداخلية العالقة مثل البطالة، شنت هجومها الثاني، منذ تنصيبها في برلين، على صعيد السياسة الخارجية، إذ كان «التوافق» الأوروبي حول ميزانية الاتحاد النجاح الأول الذي حققته ميركل على صعيد السياسة الخارجية، لكن هذا النجاح جاء على حساب دافعي الضرائب الألمان لأنه رفع حصة ألمانيا من هذه الميزانية بعدة مليارات. ويخشى المراقبون السياسيون أن يأتي النجاح الثاني في واشنطن، وقضية توسيع الدعم لإعمار العراق، من جديد على حساب الوضع المعاشي للألمان.

ورغم أن العراق سيحتل مكانة بارزة من المباحثات الثنائية بين ميركل وبوش، إلا أن برنامج الزيارة سيشمل أيضا قضايا مكافحة الإرهاب والعلاقات الاوروبية ـ الاميركية. والمعتقد أن ميركل ستجدد موقف حكومتها الداعي الى منح تركيا صفة «الشريك المتميز» بدلا عن العضوية في الاتحاد الأوروبي والرافض للخيار العسكري في حل النزاع مع إيران بسبب برنامجها النووي. ولن يكون غريبا أن تتطرق ميركل أيضا إلى مطالبة بلادها بمقعد دائم في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة، إذ ظل هذا المطلب على قائمة البحث خلال كافة اللقاءات الثنائية التي تمت بين الجانبين في السنوات الأخيرة.