نصف دول العالم تحث بكين على مكافحة إنفلونزا الطيور

اشتباه في إصابة فلسطيني بالقدس .. وطوارئ في العراق .. وتدابير وقائية في مصر

TT

على وقع دقات قلوب الملايين الخائفة من استحالة إنفلونزا الطيور إلى وباء منفلت، تبدأ اليوم نصف دول العالم اجتماعا مرتقبا في بكين لبحث خطة لمواجهة المرض. ويتزامن الاجتماع مع ارتفاع عدد الضحايا إلى 16 في تركيا وإندونيسيا، وشبهات باقتراب الفيروس من المنطقة العربية بعد شكوك في إصابة أحد سكان القدس الشرقية، الأمر الذي رفع حالة الطوارئ في العراق ومصر.

وفي العاصمة الصينية يعقد ممثلو 90 دولة و25 منظمة اليوم وغدا اجتماعا يهدف الى جمع 5.1 مليار دولار مطلوبة لمكافحة كارثة عالمية محتملة هي انتشار وباء لمرض إنفلونزا الطيور.

وحذر البنك الدولي في وثيقة تمهيدية من ان «السيطرة والقضاء على الشكل الفتاك من إنفلونزا الطيور أمر ملح للغاية» في مزارع تربية الدواجن قبل ان ينتقل الفيروس المعروف منه حتى الان نوع «اتش5 ان1» المنتشر في آسيا، الى الانسان.

وكانت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ـ فالدنر قد قالت يوم الجمعة الماضي ان «تهديدا عالميا يستدعي ردا عالميا، لهذا السبب من الاهمية بمكان حشد تعاون دولي». وتكثفت مثل هذه الدعوات الى التعبئة قبل ايام من مؤتمر الدول المانحة الذي يعقد برعاية الصين والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي.

واشارت مسودة البيان الختامي لمؤتمر بكين الى «وجود امكانية حقيقية لتحولات جديدة في الفيروس تؤدي الى انتقال المرض بصورة دائمة من انسان الى آخر وبالتالي الى وباء بشري» يمكن ان يودي بحياة ملايين الاشخاص.

وقدر البنك الدولي الكلفة الاقتصادية والمالية المحتملة لمواجهة الوباء بـ 800 مليار دولار، ما يحرم نمو الاقتصاد العالي من نقطتين مئويتين.

وفيروس «اتش5 ان1» الذي ظهر في 2003 في جنوب شرقي آسيا امتد الى الشرق الاوسط ثم الى اوروبا ونقلته الطيور المهاجرة. ومن غير المستبعد ان يصل الى اميركا اللاتينية وافريقيا وبلوغ كل القارات.

وفي القدس المحتلة، أعلن مستشفى «هداسا» الاشتباه في إصابة فلسطيني بالمرض بعد نفوق دجاج كان يربيه واصابته.

وقال مسؤولون في المستشفى ان الرجل يخضع للفحص والتحاليل الآن. وأجرت هيئة الطب البيطري الاسرائيلية كذلك فحوصا على خمس دجاجات نافقة كان يربيها الفلسطيني في القدس الشرقية وقالت ان من المتوقع ان تظهر النتائج اليوم.

ولم ترد انباء عن ظهور حالات إنفلونزا الطيور في اسرائيل أو الاراضي الفلسطينية رغم أن السلطات تلقت العديد من البلاغات الكاذبة. وفي بغداد أعلنت الحكومة العراقية حالة الطوارئ وأكدت وزارتا الصحة والزراعة استعدادهما لمواجهة المرض عن طريق خطة طوارئ متكاملة. وأكد الدكتور عادل محسن المفتش العام في وزارة الصحة العراقية انه يجري التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لاستيراد اكثر من 10 الاف مصل ضد المرض كخطوة احترازية. وقال محسن لـ«الشرق الاوسط» ان وزارة الصحة هيأت ما بين 3 ـ 4 اسرة في كل مستشفى تحسبا لظهور حالات اصابة بالمرض.

من ناحيتها قالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية في بغداد نعيمة القصير ان العاملين في المنظمة باشروا بإجراء فحوصات طبية في عدد كبير من محافظات العراق لا سيما في المناطق الشمالية القريبة من الحدود التركية. وقالت القصير ان المنظمة اتخذت اجراءات صحية عديدة فضلا عن توزيع منشورات وبوسترات ارشادية خاصة لمنع انتشار المرض في العراق. وأوضح عضو اللجنة العليا للسيطرة على إنفلونزا الطيور في العراق ومسؤول الرصد الوبائي في الشركة الدكتور ميثاق عبد الحسين ان الشركة اعدت خطة طوارئ متكاملة لمواجهة مرض إنفلونزا الطيور في العراق حيث يؤمل ان تقدم لإقرارها بالكامل من قبل مجلس الوزراء العراقي.

واشار عبد الحسين الى ان الخطة تتضمن تخصيص خمسة مليارات دينار لمواجهة المرض منها ثلاثة مليارات و500 مليون دينار لتعويض اصحاب حقول الدواجن التي قد تضطر الدولة لاحراقها بالكامل في حالة ظهور اصابات بالمرض فيها . وقال مسؤول الرصد الوبائي ان الاحتياطات مستمرة من قبل الشركة العامة للبيطرة خاصة المتعلقة بالمسح الوبائي لمزارع الدواجن في محافظات العراق كافة التي تقوم بها كل 48 ساعة الفرق الفنية، فضلا عن تلك التي تجوب مناطق الاهوار بشكل شبه يومي لرصد اية اصابات او هلاكات عالية بين الطيور المهاجرة التي وصلت منذ بداية كانون الاول الماضي.

واكد ان فرق الحجر الصحي في منفذ ابراهيم الخليل بكردستان تطبق الاجراءات الصحية بصرامة خاصة للمنتجات الحيوانية الوافدة من تركيا فضلا عن تطبيقها لقرارات المنع على المستورد منها من الدول التي ظهرت فيها اصابات وسجلت من قبل منظمة الاوبئة العالمية كدول تحمل اصابات وعددها 18 دولة .

وفي القاهرة، أعلنت السلطات تعزيز تدابير الوقاية من المرض، مؤكدة عدم تسجيل اي اصابة بالمرض على اراضيها.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزير الصحة حاتم الجبلي ووزير الزراعة امين اباظة اللذين تعتبر بلادهما ممرا للطيور المهاجرة عن هذه التعزيزات وبينها عمليات الرقابة الصحية في المطارات الدولية ان البلاد تضاعف التحضيرات من اجل مواجهة ظهور محتمل للفيروس. وأكد الوزيران عدم تسجيل اي اصابة بإنفلونزا الطيور في مصر. وكانت مصر قد منعت، في تدبير وقائي منذ اكتوبر (تشرين الاول) 2005، استيراد الطيور وعلقت الصيد وشددت عمليات الحجر الصحي على المطار. وقد اقيمت عشرات مراكز المراقبة على طول الحدود لمراقبة حركة الطيور.

في الوقت نفسه، اعلنت وزارة الصحة التركية ان الفحوص التي اجريت في المختبرات التركية لتأكيد سبب وفاة الفتاة التركية التي ظهرت عليها اعراض الاصابة بإنفلونزا الطيور، اثبتت اصابتها بالمرض مما يرفع عدد القتلى في تركيا بسبب هذا المرض الى اربعة.

وقال مركز التنسيق التركي الخاص بمرض إنفلونزا الطيور ان العينات التي اخذت من فاطمة اوزكان ،12 عاما، التي توفيت في مستشفى في مدينة فان شرق البلاد امس الأول، اثبتت اصابتها بفيروس إنفلونزا الطيور «اتش5 ان1». وفي جاكرتا، أعلن مسؤول صحي اندونيسي وفاة فتاة في الثالثة عشرة في عطلة نهاية الاسبوع الماضي في احد المستشفيات من جراء اصابتها بالمرض. وقال هاريادي ويبيسونو من وزارة الصحة الاندونيسية ان شقيقا اصغر للضحية وشقيقة كبرى لها يتلقون العلاج في المستشفى في باندونغ غرب جاوا للاشتباه باصابتهم بفيروس «اتش5 ان1». واوضح ان العائلة كانت تقيم في منطقة تحتوي على العديد من الدواجن، وقال لوكالة «فرانس برس» ان «بعض هذه الدواجن نفق اخيرا ولامس الاولاد الثلاثة دواجن نافقة».