لجنة التحقيق الدولية استمعت في فيينا إلى غزالي والقشعمي .. ودمشق تحدثت عن اتفاق على «التزام السرية»

المحققون في اغتيال الحريري استأنفوا مهامهم باعتماد نهج استجواب جديد

TT

عاودت صباح امس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، رفيق الحريري، استجواب شهود سوريين بالعاصمة النمساوية فيينا، وهي المدينة التي اتفقت الاطراف على اختيارها كموقع محايد تجرى فيه التحقيقات سريا بمبنى الأمم المتحدة.

وقد علمت «الشرق الأوسط»، ان اللجنة استجوبت أمس كلا من العميد رستم غزالي، رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق في القوات السورية التي كانت في لبنان، والعميد سميح القشعمي، وذلك للمرة الثانية اذ سبق أن استجوبتهما في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ومن دمشق، أكدت أوساط مطلعة في قضية الاغتيال، أن اللجنة الدولية استمعت أمس إلى العميد رستم غزالي، والعميد سميح القشعمي الذي تضاربت الأنباء حول ما إذا كان لا يزال في الخدمة، أم أنه محال إلى التقاعد. وفيما لم تصدر عن أي مصدر سوري أية معلومات حول ما جرى في فيينا أمس، علمت «الشرق الأوسط» في دمشق، أن ثمة اتفاقاً بين سورية واللجنة الدولية على التزام جانب السرية في التحقيق وعدم تسريب أي شيء عنه وأن المصادر الرسمية السورية تراعي هذا الاتفاق.

وكان الشاهدان السوريان قد وصلا إلى فيينا، مساء أول من أمس، وقضيا جل يوم أمس في التحقيق، على ان يكونا قد غادرا هذا الصباح تحت حماية أمنية مكثفة تتم بالتنسيق بين الشرطة النمساوية وجهاز أمن الامم المتحدة اللذين يوفران كل المتطلبات اللوجستية، فيما تولت السلطات السورية نقل الشهود بطائرات خاصة وتخصيص نزل لهم استأجرته خصيصا لإقامتهم، اذ انهم لم يحلوا ضيوفا على السفارة السورية في فيينا، كما أوردت بعض الوسائل الإعلامية.  ووفقا لمصادر مطلعة في العاصمة النمساوية، اتبع التحقيق أمس نهج طرح اسئلة سبق للجنة ان سألتها من قبل، ومقارنة الاجوبة، ثم الاستطراد ومعاودة طرح اسئلة سبق الاستماع الى اجوبة عليها. وقد رفض العميد غزالي مرة الاجابة على سؤال الا بعد استشارة محاميه مما ادى الى توقف سير التحقيق وذلك للمرة الاولى. ومعلوم ان المحامين، سواء من حضر من دمشق، او من فيينا، يبقون في غرفة بالجوار.

وكانت قد توفرت لـ «الشرق الأوسط» معلومات تفيد بأن محامين بريطانيين وسوريين حضروا مع غزالي والقشعمي، وأنه سافر معهما إلى العاصمة النمساوية المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي، والمستشار السياسي سمير التقي.

الجدير بالذكر ان المظاهرات التي كانت قد صاحبت جلستي التحقيق السابقتين من جماعات سورية ضد الاستجواب قد اختفت أمس.

من جانبه، أبدى السفير السوري لدى النمسا، صفوان غانم، (والذي كان يتابع مسار التحقيق من الخارج، واحيانا في اجتماع مع السفير الايراني الجديد علي اكبر سلطاني في قاعة بذات الطابق)، ثقته في ان اعادة الاستجواب لن تؤدي لاية معلومات جديدة كما لن تحمل اية مفاجآت، مستطردا ان اللجنة قد استجوبت كلا من الشاهدين المرة الماضية في جلسات استمرت لأكثر من 11 ساعة من دون ان تحصل على اية معلومات ذات اهمية. وفيما لم ترشح من دمشق أمس أية معلومات حول مراحل عمل اللجنة ومن ستستمع إليهم من شخصيات سورية أخرى أو الموعد المحدد لذلك، ترددت أنباء تفيد بأن الضابطين الآخرين اللذين ستستمع اللجنة إليهما، هما رئيس شعبة فلسطين في المخابرات السورية العقيد عبد الكريم عباس، والمسؤول عن الاتصالات والتنصت في هذه الشعبة العقيد ظافر اليوسف.